توقع تقرير في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن تتردّد تداعيات زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان والتي دامت 19 ساعة لفترة طويلة. لقد كانت الزيارة المثيرة للجدل لحظة حاسمة في التنافس المرير بين الصين وأميركا.
وأضافت الصحيفة أنّ الصورة الأكثر اكتمالاً ستبرز في الفترة المقبلة وثمة إشارات بأنها ستشمل مقداراً أكبر من الإكراه الاقتصادي والعسكري. مهما كان الشكل الأخير للرد الصيني، تبشر زيارة بيلوسي بمرحلة جديدة من المساعي الصينية للتحكم بمصير تايوان ومن المرجح أن تزيد هذه الإجراءات مخاطر نزاع مع القوات الأميركية في غرب المحيط الهادئ.
أصبحت هذه المخاطر أوضح بقليل مع إعلان الصين بعد وصول بيلوسي أنها ستنظم تدريبات بحرية بالذخيرة الحيّة في ستة مواقع تحيط بتايوان بين الخميس والأحد.
سعت الصين إلى عزل تايوان ديبلوماسياً وتستاء من التبادلات بين تايبيه والمسؤولين الأجانب، خصوصاً حين تشمل زيارات لمسؤولين رفيعي المستوى مثل بيلوسي. مع تواصل المزيد من الدول مع تايوان، تفقد بيجينغ السيطرة على السؤال بشأن كيفية التعامل مع الجزيرة. بالنسبة إلى القيادة الصينية التي ترى في إعادة توحيد تايوان مع الوطن الأم جزءاً أساسياً من عقيدة الحزب، هذا الأمر مثير للغضب.
بحسب الصحيفة، للرئيس الصيني شي جينبينغ أوراق أقل للتعامل من خلالها مع تايوان بالمقارنة مع أوراقه في هونغ كونغ، وليس لديه الكثير ليفعله من دون إطلاق حرب يمكن أن ترتد سلباً في لحظة حساسة سياسياً.
والتايوانيون الذين كافحوا بقوة من أجل ديموقراطيتهم بعد عقود من العيش تحت الأحكام العرفية لا يملكون رغبة كبيرة بالخضوع لحكم بيجينغ وفقاً للتقرير. وقال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة تسينخوا شو شولونغ إنّ "الصين لا تريد نزاعاً مباشراً مع الولايات المتحدة، واقتصادياً، من غير المرجح أن تقطع الصين العلاقات".
أعلنت الصين فرض عقوبات تجارية جديدة ضد تايوان تشمل الفاكهة والأسماك. واشتكى المسؤولون التايوانيون من أن التدريبات العسكرية للصين والتي تطوّق الجزيرة ترقى إلى حصار جوي وبحري.
سعى البيت الأبيض إلى تخفيض التصعيد مشدداً على دعمه للستاتيكو ومصراً على أنه لا تغيير في السياسة الأميركية تجاه تايوان. من غير المرجح أن ترضي تلك المناشدات شي الذي زرع مزاجاً قومياً في الداخل ومن المحتمل أن يشعر بالاضطرار للرد كي يظهر تصميم الصين.
وهذا يقلق المسؤولين الأميركيين وآخرين يخشون من أن الرد قد يزيد احتمالات سوء التقدير العسكري مع تداعيات خطيرة ويمكنه أن يجرّ قوى إقليمية أخرى مثل حلفاء واشنطن كاليابان وأوستراليا إلى التوترات. وستكون صدمة الاقتصاد العالمي من نزاع في مضيق تايوان هائلة بالنظر إلى حجم التجارة التي تمر في منطقة بحر الصين الجنوبي المحاذية وإلى دور تايوان في صناعة الإلكترونيات العالمية.