صورة من شركة Maxar Technologies التُقطت في 12 تموز 2022، وتظهر المبنى (في الوسط) الذي من المحتمل أن كان فيه الظواهري وقت الضربة التي قتلته (2 آب 2022، أ ف ب).
أكدت حركة طالبان، الخميس، أن "لا معلومات لديها" حول وجود زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في أفغانستان، بعد أيام من إعلان واشنطن قتله بضربة شنّتها طائرة مسيّرة في العاصمة الأفغانية كابول.
شكل قتل الظواهري أكبر ضربة لتنظيم القاعدة منذ اغتيال القوات الأميركية الخاصة أسامة بن لادن العام 2011.
ويطرح وجوده في كابول أسئلة حول تعهد حركة طالبان عدم إيواء جماعات إرهابية في أفغانستان.
وجاء في بيان رسمي لحكومة طالبان أن "إمارة افغانستان الاسلامية ليست لديها معلومات عن وصول أيمن الظواهري إلى كابول ووجوده فيها". وكانت هذه المرة الأولى التي تأتي فيها حركة طالبان على ذكر اسم الظواهري منذ اعلان الرئيس الأميركي.
يعتبر أيمن الظواهري أحد العقول المدبرة لهجمات 11 أيلول 2001 التي راح ضحيتها نحو 3000 شخص في الولايات المتحدة، وقد فُقد أثره منذ أكثر من عشر سنوات.
وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الاثنين، في بث مباشر عبر التلفزيون مقتل الظواهري ليل السبت الأحد بغارة أميركية نفذتها طائرة مسيرة بينما كان على شرفة منزله في كابول.
وأعلن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية أن الرجل المصري البالغ 71 عاماً كان على شرفة منزل من ثلاثة طوابق في العاصمة الأفغانية عندما استُهدف بصاروخين من طراز هيلفاير بعيد فجر الأحد. ولم يؤكد بيان طالبان المٌصاغ بعناية تواجد زعيم القاعدة في أفغانستان ولم يقر بمقتله.
وأضاف أن حكومة كابول "طلبت من أجهزة الاستخبارات إجراء تحقيق معمّق وجدّيّ بشأن الحادثة".
- لا تهديد - وأضاف البيان "ندين بشدة مرة أخرى حقيقة أن أميركا اجتاحت أراضينا وانتهكت جميع المبادئ الدولية. وإذا تكرر مثل هذا العمل، فإن الولايات المتحدة الأميركية ستتحمل مسؤولية جميع العواقب".
وجددت حركة طالبان التأكيد في بيانها الخميس ان "لا تهديد" لأي بلد انطلاقا من الأراضي الأفغانية.
قال وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن الاثنين، إن حركة طالبان من خلال "استضافتها وإيوائها" الظواهري "انتهكت بشكل صارخ اتفاق الدوحة" الذي نص على خروج القوات الأميركية من أفغانستان.
وفي إطار الاتفاق، تعهدت طالبان بعدم السماح بتحول أفغانستان إلى منصة انطلاق للجهاد الدولي مرة أخرى، لكن خبراء يقولون إن الجماعة لم تقطع يوماً علاقاتها مع القاعدة.
وأكد بايدن لدى إعلانه مقتل الظواهري أن "العدالة تحققت" لعائلات الضحايا الذين قتلوا في برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك وفي مقر البنتاغون قرب واشنطن.
يعتبر هجوم الأحد أول هجوم أميركي معروف على هدف في أفغانستان منذ أن سحبت واشنطن قواتها من البلاد في 31 آب 2021، بعد أيام من عودة طالبان إلى السلطة.
يقع المنزل الذي استهدفته الضربة في شيربور أحد أرقى أحياء كابول، حيث يشغل كبار مسؤولي طالبان وقادتها العديد من الفيلات.
كان الظواهري أحد أبرز الإرهابيين المطلوبين في العالم، ووعدت الولايات المتحدة بتقديم 25 مليون دولار مقابل أي معلومات تسمح بالعثور عليه. تولى رئاسة التنظيم الجهادي في 2011، بعد مقتل أسامة بن لادن على يد فرقة كوماندوز أميركية في باكستان.
ويأتي خبر وفاته قبل شهر من الذكرى السنوية الأولى لانسحاب القوات الأميركية النهائي من أفغانستان، ما ترك البلاد في قبضة تمرد طالبان التي حاربت القوات الغربية خلال عقدين من الزمن.