استقبل الرئيس الصيني شي جينبينغ، اليوم في بيجينغ، المستشار الألماني أولاف شولتس، أوّل زعيم من الاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع يزور الصين منذ بداية تفشي فيروس كورونا.
وقال الرئيس الصيني إنّ زيارة شولتس لبيجينغ "تُعزّز التعاون العملي" مع ألمانيا، وفق ما نقلت عنه محطة "سي سي تي في" الحكومية.
من جهته، أبلغ المستشار الألماني الرئيس الصيني بأنّه يرغب في "زيادة تطوير" التعاون الاقتصادي مع الصين رغم "وجهات النظر المختلفة" بين البلدين.
وأضاف شولتس متحدّثاً إلى الرئيس الصيني: "نريد أيضاً أن نناقش كيف يمكننا تطوير تعاوننا (...) في مواضيع أخرى: تغيُّر المناخ والأمن الغذائي والدول المثقلة بالديون"، وفق ما قال مصدر حكومي ألماني لوكالة "فرانس برس".
وصرّح مصدر في الحكومة الألمانية للوكالة بأنّ شي استقبل شولتس في قصر الشعب صباح الجمعة. ومن المقرّر أن يلتقي شولتس لاحقاً رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ.
ووصل المستشار الألماني إلى بكين صباح الجمعة في زيارة مثيرة للجدل وسط تزايد التحدي الغربي للنظام الاستبدادي في الصين.
هبطت طائرة شولتس في العاصمة الصينية حوالى الساعة 09,40 (01,40 بتوقيت غرينتش)، وفق ذكر صحافي بوكالة "فرانس برس".
وتستغرق هذه الزيارة بضع ساعات وهي الأولى لزعيم في الاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع منذ بداية جائحة كوفيد.
وتعهّد شولتس الأربعاء عدم تجاهل القضايا الجدلية خلال زيارته الصين.
وكتب في صحيفة "فرانكفورتر ألغيماينه تسايتونغ" قبيل الزيارة: "نسعى إلى التعاون، وهو أمر يصب في مصلحة الجانبين. لن نتجاهل القضايا المثيرة للجدل".
وعدّد شولتس سلسلة "مواضيع صعبة" سيطرحها تشمل احترام الحريات المدنية وحقوق الأقليات العرقية في شينجيانغ والتجارة الدولية الحرة والمنصفة.
لكن زعيم أكبر قوة اقتصادية في أوروبا واجه انتقادات على خلفية الزيارة، حتى إن أعضاء ضمن ائتلافه الحكومي أعربوا عن قلقهم حيال اعتماد ألمانيا الشديد على بيجينغ التي يزداد استبدادها.
وتفاقمت حدة هذه المخاوف بعدما وجدت ألمانيا نفسها في وضع صعب جراء اعتمادها على واردات الغاز الروسي إذ عانت أزمة طاقة بعدما خفضت موسكو الإمدادات على وقع ارتفاع منسوب التوتر جراء حرب أوكرانيا.
وطالب شولتس الصين، بعلاقات تجارية واقتصادية "متساوية" تستند إلى مبدأ "المعاملة بالمثل".
وقال قبل لقائه رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ في بكين "نحن لا نؤيد فصل العلاقات الاقتصادية مع الصين لكن من الواضح أيضاً بالنسبة لنا أنّ هذا مرتبط بعلاقات اقتصادية متساوية مع المعاملة بالمثل لقضية الانفتاح المتبادل على الاستثمار".
واعتبر رئيس الحكومة الألمانية أنه "يجب ألا تكون هناك ظواهر تبعية والتي يمكن أن تساهم في عدم تمكننا من القيام بالتجارة بحرية".
كان يسعى شولتس للردّ على العديد من الانتقادات التي يتعرّض لها في ألمانيا والخارج بسبب هذه الزيارة إلى الصّين في وقت عزّز فيه الرّئيس الصّيني للتوّ سلطته مع ولاية ثالثة في ما يعتبره منتقدوه نزعة سلطوية.
يواجه المستشار اتهامات بأنّه يخلق مع الصّين في المجال التجاري نفس التبعية التي تعاني منها ألمانيا اليوم في مجال الطاقة مع روسيا.
يرى شولتس أنّ "الحرب العدوانيّة الروسية على أوكرانيا" كانت أحد العوامل الرئيسيّة التي تجعل "العالم غير آمن" اليوم خاصّة مع ارتفاع أسعار الطاقة ومشاكل الإمدادات الغذائية.