استؤنفت الأربعاء التظاهرات المطالبة باستقالة الرئيسة البيروفية دينا بولوارتي التي خلفت بيدرو كاستيّو في كانون الأول بعدما عزله البرلمان، في مناطق عدّة في البلاد إثر تعليقها خلال فترة أعياد نهاية السنة، على ما أعلنت الحكومة.
واستخدم المتظاهرون الحجارة وإطارات السيارات المحترقة لإغلاق الطرق الرئيسية في المناطق الجنوبية بونو وكوسكو وأبوريماك وأريكويبا، وكذلك خونين في الوسط، فيما طالبوا برحيل بولوارتي.
وقد تأثرت بهذه التظاهرات 30 مقاطعة من أصل 195 في البلاد، وفقا لأمين المظالم المعني بحقوق الإنسان في البيرو.
في العاصمة ليما، فرّقت الشرطة عشرات المتظاهرين بالغاز المسيل للدموع أثناء محاولتهم الوصول إلى الكونغرس، فيما أصيب بعض الصحافيين خلال الأحداث. وكذلك استخدمت القوات الأمنية في أريكويبا الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات المتظاهرين.
وتسلمت بولوارتي مهامها في 7 كانون الأول كأول امرأة تتولى منصب رئاسة هذا البلد الواقع في أميركا الجنوبية بعد توقيف الرئيس السابق بيدرو كاستيّو عقب محاولته حل الكونغرس والحكم بموجب مراسيم.
وواجه كاستيّو اليساري الذي كان أستاذا في مدرسة ريفية وزعيما نقابيا، منذ وصوله إلى السلطة في تموز 2021 معارضة سياسية شديدة على كل الجبهات، إضافة الى ملاحقته بشكل فوري في قضايا فساد مزعومة.
وتسببت إطاحته باندلاع احتجاجات في كل أنحاء البلاد، حيث سجل مقتل 22 شخصا وإصابة أكثر من 600.
وأعلنت حكومة بولوارتي حالة طوارئ لمدة 30 يوما على مستوى البلاد، فيما حاولت تهدئة الوضع من خلال السعي لتقديم موعد الانتخابات.
وعلّقت التظاهرات خلال العطلة، لكنها استؤنفت الأربعاء.
- "مندسّون في الاحتجاجات" -
وقال رئيس الوزراء ألبرتو أوتارولا للصحافة عقب إنشاء مركز لإدارة الأزمات في ليما "ثمة عشر مناطق مغلقة، خصوصا حول بونو" في جنوب شرق البلاد.
كذلك، علّقت الرحلات عبر السكك الحديد بين كوسكو وقلعة الإنكا في موقع ماتشو بيتشو السياحي كإجراء احترازي ولمدة غير محددة لضمان سلامة السياح، على ما أعلنت شركة "بيرو ريل" في بيان.
والثلثاء، أُجلي ألفا سائح من الموقع، على ما ذكرت الشرطة. وأشار أوتارولا إلى أن "المطارات تعمل بشكل طبيعي".
وفي الموجة الأولى من الاحتجاجات، وجد آلاف السياح أنفسهم عالقين في ماتشو بيتشو وكوسكو لأيام بسبب إغلاق الطرق والسكك الحديد والمطارات.
ووضعت المباني العامة والمطارات تحت حراسة الشرطة والجنود المنتشرين في ظل حالة الطوارئ.
وفي مقابلة مع شبكة "آر بي بي" الإذاعية، قال وزير الدفاع المعين حديثا خورخي تشافيس إن "مندسّين من خلفيات إرهابية" شاركوا في الاحتجاجات.
واتهمت السلطات أشخاصا مرتبطين بمجموعة "سينديرو لومينوسو" (الدرب المضيء) التي زرعت الرعب في البيرو بين عامَي 1980 و2000 بتأجيج التظاهرات.
لكن المتظاهرين يرفضون هذه الاتهامات.
وكُتب على لافتة في أريكويبا "لِمَ تصفوننا بالإرهابيين، إذا كان الأمر الوحيد الذي نفعله هو رفع أصواتنا للاحتجاج".
من ليما، دعت بولوارتي الأربعاء إلى إنهاء الاحتجاجات التي عزت إليها "التأخيرات والألم والخسائر الاقتصادية" ودعت إلى "السلام والهدوء والوحدة لتعزيز تنمية الوطن".
وتعهد قائد الاحتجاجات ميلان كنيزفيتش في منطقة أبوريماك الجبلية أن الكفاح سيستمر.
وقال لإذاعة "إكسيتوسا"، "لن يرغب أحد في التحدث إليها. طالما أن السيدة دينا بولوارتي لن تستقيل، فإن هذا الوضع سيستمر".
وفد وافقت الحكومة الجديدة على تقديم موعد الانتخابات التي كانت مقررة في 2026 إلى نيسان العام المقبل، لكنّ كثرا يريدون إجراء الاقتراع في موعد أقرب.