تبدأ محاكمة ثلاثة اشخاص يُشتبه في تبنيهم الإسلام المتطرف، اعتبارا من الثلثاء، أمام محكمة الجنايات الخاصة في باريس للاشتباه بضلوعهم في اعتداء فاشل باسطوانات غاز في 2017 في العاصمة الفرنسية.
وليل 29 إلى 30 أيلول 2017، لاحظ أحد سكان حي في الدائرة 16 الباريسية الراقية في بهو المبنى الذي يقطنه وجود أربع اسطوانات غاز تم رشها بالبنزين.
وفور إخطارها، جاءت الشرطة وضبطت في المكان نفسه أربع دلاء وبيدون تحتوي على أكثر من 30 لتراً من البنزين وأكياس أنقاض وجهاز إشعال مكون من هاتف محمول واسلاك كهربائية.
وتبين للمحققين أنه تم تشغيل هذا المفجر تسع مرات. لكن بسبب خلل ما أو تدخل الشخص الذي يقيم في الحي، لم يحدث الانفجار ما انقذ حياة سكان المبنى العشرين.
وجهت القرائن الأولى انظار الشرطة إلى شخصين هما أيمن بلبالي من سكان باريس ويبلغ من العمر 34 عامًا ويُلقب أحيانًا بـ "داعش"، وابن عمه سامي بلبالي (37 37 عاما) والمولود في ضواحي باريس ويدير شركة نقل.
واوقفا منذ تشرين الأول 2017، ويُحاكمان بتهم عدة بينها الشروع في القتل والإرهاب.
تم التحقق من وجود الحمض النووي الخاص بهما على الأشياء التي عُثر عليها في المكان. كما قام أيمن بلبالي بست عمليات شراء، أربع منها في اليوم السابق للاعتداء الفاشل تتعلق بـشراء 130 لتراً من الوقود.
وأثبت التحقيق أن أيمن بلبالي وهو سائق سيارة أجرة سابق، كان يطبق تعاليم الإسلام الصارمة ومتعلق بصور الدعاية الإرهابية ويملك مع ابن عمه عقيدة جهادية.
- استهداف مسجد؟ -
بعد مرور نحو خمس سنوات على الحادثة، لا يزال هدف الاعتداء الذي اتهما به ووجود عبوة ناسفة في المبنى غير واضحين.
خلال التحقيق تطرق أيمن بلبالي إلى نية حرق "مسجد للمثليين" يقع على حد قوله في الدائرة 18 أو 19 من العاصمة. لكن لم تؤكد أي قرينة وجدها المحققون هذا المسار.
إلى جانبهما، سيمثل رجل ثالث أمام محكمة الجنايات الخاصة في باريس هو أمين عباري المولود في ضواحي باريس ويوصف بأنه شخصية معقدة ومناورة وحذرة جداً.
احتجزت الشرطة هذا الرجل، البالغ 35 عامًا، وذا الماضي المضطرب في 2013 للاشتباه في علاقته مع جماعة "فرسان العزة" التي تدعو إلى الجهاد المسلح، وصُنف على أنه يمثل خطراً على أمن الدولة.
ويقدم نفسه على أنه مخبر وتحدث عن تعاونه مع مختلف أجهزة الشرطة مرات عدة.
في الواقع، بدأت مديرية الاستخبارات الداخلية إجراءات لتوظيفه في نهاية 2016، لكنها لم تتكلل بالنجاح.
وتساءل المحققون لبعض الوقت عما إذا كان أمين عباري قد قاد العملية عن بعد. لكن تم إسقاط تهم التواطؤ في محاولة اغتيال على صلة بمنظمة إرهابية ضده.
ويُحاكم فقط بتهمة المشاركة في مجموعة إجرامية بقصد التحضير لجريمة تضر بالاشخاص.
كما تجري محاكمة رجل رابع، وهو قريب بعيد لابني العم بلبالي، للرد على الاشتباه بسرقة سيارة استخدمت في نقل العبوة الناسفة.
ومن المقرر أن تستمر المحاكمة حتى 24 حزيران.