مع انضمام السويد وفنلندا إلى صفوفه، سيصبح بإمكان الحلف الأطلسي (ناتو) تنظيم خط دفاعي موحد يمتد من القطب الشمالي إلى المتوسط بمواجهة روسيا، غير أن إدماج الدولتين الشماليتين يبقى مرهونا بإرادة أنقرة.
وقد باشر الحلف الأطلسي الثلثاء عملية انضمام السويد وفنلندا إلى صفوفه لتنظيم خط دفاعي يمتد من القطب الشمالي إلى المتوسط بمواجهة روسيا، غير أن إدماج الدولتين الشماليتين يبقى مرهونا بإرادة أنقرة.
وأعلن الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ قبل أن يوقع سفراء الدول الأعضاء في الحلف هذه البروتوكولات خلال احتفال أقيم في مقر الحلف في بروكسيل أن "توقيع بروتوكولات الانضمام يطلق عملية المصادقة في كل من الدول الأعضاء".
وقال "أعول على الحلفاء لعملية مصادقة سريعة".
وأشار خلال مؤتمر صحافي عقده مع وزيري خارجية السويد وفنلندا آن لينده وبيكا هافيستو "استغرقت العملية آخر مرة (مع مقدونيا الشمالية) 12 شهرًا".
وتابع "استعد العديد من الحلفاء للمصادقة في أسرع وقت ممكن لكن الأمر سيستغرق عدة أشهر". وأعلنت رئيسة وزراء استونيا كايا كالاس أن بلادها ستباشر عملية المصادقة الأربعاء.
وقالت رئيسة الوزراء السويدية مغدالينا اندرسون "تقدر الحكومة بان العملية قد تستغرق سنة".
ووافقت تركيا على إطلاق هذه العملية خلال قمة قادة الحلف في مدريد، لكن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ذكّر الدولتين الشماليتين بالشروط الواجب توافرها.
وقال في مؤتمر صحافي "إذا قامتا بواجبهما، سنقدم (مذكرة التفاهم)إلى البرلمان (لإقرارها). وإذا لم تفعلا ذلك، لن نعرضها على البرلمان".
وأشار إردوغان إلى "وعد قطعته السويد" بشأن "ترحيل 73 إرهابياً". وجاء هذا الوعد في مذكرة وقعها قادة الدول الثلاث في مدريد الثلثاء قبل افتتاح القمة.
وتطالب انقرة ستوكهولم منذ سنوات بترحيل مقاتلين اكراد واشخاصا مقرّبين من حركة الداعية فتح الله غولن الذي تتهمه السلطات التركية بمحاولة الانقلاب في تموز 2016.
ونفت الوزيرة السويدية الثلثاء قطع أي وعود لتركيا. وقالت "في مدريد لم نتحدث عن أرقام أو قائمة بمطالب تسليم ولم نتلق قائمة من تركيا".
كما أكدت لينده ونظيرها الفنلندي على استعداد حكومتيهما للامتثال للإجراءات القضائية في بلديهما لمعالجة طلبات التسليم.
سعى ستولتنبرغ إلى تهدئة المخاوف في ما يتعلق بالأسئلة الأكثر الحاحا المتعلقة بالالتزامات التي تم التعهد بها في مدريد.
- "من القطب الشمالي الى الجنوب" -
وشدد على أن "التوقيع على بروتوكولات الانضمام هو يوم تاريخي للأمن الأوروبي الأطلسي لان الغزو الروسي الوحشي لأوكرانيا طرح تساؤلات كبرى حول السلام في أوروبا". وقال "من المهم أن نتضامن في هذه الأوقات الخطيرة".
أكد البلدان الشماليان أنهما تخليا عن حيادهما وقررا الانضمام إلى الناتو بسبب تدهور الوضع الأمني في أوروبا بسبب روسيا.
واعلن الفنلندي بيكا هافيستو "يتطلب أمننا الجماعي مقاربة من 360 درجة من القطب الشمالي إلى الجنوب".
في مدريد، عزز الناتو خطوطه الدفاعية شرقا من دول البلطيق إلى بلغاريا، وكذلك وجوده البحري والجوي في المتوسط والبحر الأسود.
سيؤدي انضمام السويد وفنلندا إلى حشد "قوى كبيرة" لتعزيز الحلف في بحر البلطيق.
وقال ستولتنبرغ إن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين حاول إغلاق باب الناتو. أثبتنا له أنه لا يزال مفتوحًا مع انضمام السويد وفنلندا".
وأعربت ثلاث دول شريكة أخرى عن اهتمامها بالانضمام إلى الحلف في السنوات الأخيرة هي البوسنة والهرسك وجورجيا وأوكرانيا. في آذار أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن استعداده للتخلي عن هذا الترشح.
يمنح التوقيع على بروتوكولات الانضمام السويد وفنلندا وضع الدولة المدعوة لكنّ البلدَين المرشحَين لن يستفيدا من الحماية المنصوص عليها في المادة 5 للدفاع المتبادل في حال وقوع هجوم طالما أن الدول الأعضاء الثلاثين لم تصادق على عضويتهما.
تعهدت دول عدة بما في ذلك فرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة بمساعدتهما في حال حدوث عدوان عليهما خلال فترة السنة.