التقى رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد وقائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان في نيروبي اليوم على هامش قمة اقليمية بغية تهدئة التوتر بين البلدين اللذين تكثر الخلافات بينهما بعد أيام على حادث حدودي قاتل.
وكتب أبيي أحمد في حسابه الرسمي على "تويتر": "اتفقنا بأن بلدينا لديهما الكثير من عناصر التعاون للعمل عليها بسلام"، مرفقاً تغريدته بصور تظهره خلال محدثاته مع البرهان الذي يقف وراء انقلاب عسكري في السودان.
وأضاف: "روابطنا المشتركة تتجاوز أيّ انقسامات. كلانا ملتزم الحوار والحل السلمي للقضايا العالقة"، مؤكّدًا أنهما أكّدا تمسكهما "بالحوار" لحل أيّ خلافات.
في الخرطوم، اكتفى المجلس السيادي الحاكم في السودان بالقول إن "اجتماعاً مغلقاً عقد بين البرهان ورئيس الوزراء الإثيوبي على هامش قمة منظمة إيغاد (الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية).
وقال مكتب رئيس الوزراء الاثيوبي إن اللقاء تمّ "على هامش اجتماع إيغاد" الذي ضم الثلاثاء للمرة الأولى في غضون 18 شهراً قادة دول المنطقة في العاصمة الكينية.
وقال البرهان إن اجتماع إيغاد: "وفر فرصة لوضع جردة بالاستجابات للتحديات المختلفة" التي تواجهها المنطقة.
وأضاف: "السلام والأمن هما أساس التنمية في المنطقة"
- "تصعيد عسكري" -
في نهاية حزيران، اتهم الجيش السوداني بقيادة البرهان، نظيره الإثيوبي باعدام سبعة من جنوده ومدني القي القبض عليهم داخل الأراضي السودانية في منطقة الفشقة الحدودية المتنازع عليها.
ونفت السلطات الإثيوبية أن تكون أقدمت على ذلك متهمة القوات السودانية على العكس بالتوغل في أراضيها والتسبّب باشتباك مع ميليشيا محلية أدّى إلى وقوع قتلى في صفوف الطرفين.
وتصاعدت اللهجة بين البلدين قبل أن يدعو أبيي بلاده والسودان "إلى ضبط النفس".
تعود التوترات السودانية الإثيوبية حول منطقة الفشقة الزراعية الخصبة التي تبلغ مساحتها 1,2 مليون هكتار إلى منتصف القرن العشرين.
رُسمت الحدود بين البلدين في اتفاقية وقعت عام 1902 بين إمبراطور إثيوبيا منليك الثاني والسلطات الاستعمارية البريطانية التي كانت تحكم السودان حينذاك.
وتنصّ الاتفاقية على أن الفشقة تقع في ولاية القضارف السودانية، لكن أديس أبابا تطالب منذ سنوات بشريط حدودي تناهز مساحته 250 كيلومترًا مربعًا.
وقد تكثفت الاشتباكات التي يسقط فيها ضحايا أحياناً، منذ نهاية العام 2020.
وأعرب الاتحاد الأفريقي وإيغاد عن قلقهما من هذا "التصعيد" العسكري الأخير الذي يضاف إلى الخلاف بين أديس أبابا من جهة والقاهرة والخرطوم من جهة أخرى بشأن سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على النيل الأزرق، الفرع الرئيسي المكون لنهر النيل.
وستباشر إثيوبيا في آب العملية الثالثة لملء السد الذي قد يشكل مصدر توترات جديدة محتملة مع السودان.
- "خطوات إيجابية" -
إلى جانب الامم المتحدة والاتحاد الإفريقي ترعى إيغاد الحوار الوطني في السودان الذي بوشر منتصف حزيران لاخراج البلاد من المأزق إلا ان الأطراف السياسية المدنية الرئيسية تقاطعه.
واليوم، في اعلانها النهائي رحبت هيئة إيغاد بـ"الخطوات الإيجابية التي قامت بها الحكومة السودانية " من أجل التوصل" إلى حل دائم للوضع السياسي في البلاد.
وكان البرهان الذي نفذ الانقلاب العسكري في الخامس والعشرين من تشرين الأول 2021، أعلن أمس "عدم مشاركة المؤسّسة العسكرية في مفاوضات (الحوار الوطني) الجارية حالياً لإفساح المجال للقوى السياسية والثورية... وتشكيل حكومة من الكفاءات الوطنية المستقلة تتولى إكمال ... (متطلبات) الفترة الانتقالية".
إلّا أن قوى الحرية والتغيير، وهو ائتلاف المعارضة الرئيسي في السودان، رفضت اليوم قرارات قائد الجيش السوداني ووصفتها بأنها "مناورة مكشوفة وتراجع تكتيكي"، فيما يواصل مئات السودانيين المناهضين للانقلاب العسكري اعتصاماتهم في الخرطوم وضواحيها لليوم السادس على التوالي مطالبين بحكم مدني.