النهار

سباق مع الزمن لإنقاذ 10 عمّال عالقين داخل منجم في المكسيك
المصدر: أ ف ب
سباق مع الزمن لإنقاذ 10 عمّال عالقين داخل منجم في المكسيك
عمال إنقاذ في موقع منجم الفحم في منطقة أغوجيتا بولاية كواهويلا بالمكسيك (4 آب 2022، أ ف ب).
A+   A-
عمل عشرات عناصر الإنقاذ، الخميس، على تحرير عشرة عمال علقوا في منجم فحم غمرته مياه الفيضانات شمال المكسيك، حيث يترقب أهاليهم التطورات مع مرور 24 ساعة على انهيار المنجم.

ومع حلول الليل في ولاية كواويلا، بكى أقارب العمال العالقين وواسوا بعضهم بعضا، في وقت تتضاءل فرص العثور على ناجين مع كل ساعة تمر. 

وقالت أنجيليكا موتيلونغو التي بدا عليها الحزن والتعب "ما نريده هو انتشال الجثث"، قبل أن تعرب مجددا عن أملها في إمكانية إنقاذ شقيقها خايمي. وأضافت "يجب أن يكون لدينا إيمان بأنهم على قيد الحياة".

وانتشر جنود وعناصر الطوارئ وكلاب الإنقاذ في منطقة المنجم في أغويتا التابعة لبلدية سابيناس، استجابة لآخر كارثة من نوعها تضرب أهم منطقة منتجة للفحم في المكسيك. 

وقال الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور للصحافيين في مكسيكو "ما أريده من كل قلبي هو أن ننقذ عمال المنجم... علينا ألا نفقد الثقة والأمل".

ونجح خمسة عمال في النجاة بعد حادث الانهيار الأربعاء ونقلوا إلى المستشفى، وفق ما أفادت المنسقة الوطنية لأجهزة الدفاع المدني لورا فيلازكيز، مضيفة أن اثنين منهم غادرا المستشفى. وقالت إن "الوقت حاسم في هذه الحالة".
 
 
أ ف ب
وذكرت السلطات أن عمق مداخل المنجم الثلاثة يبلغ 60 مترا وأن مستوى مياه الفيضانات في الداخل بلغ 34 مترا. 

أقرت فايلازكير بأن الوضع "معقد".وأضافت أن السلطات تحقق تقدما مع ذلك وتضخ المياه "لإنقاذ العمال في أسرع وقت ممكن".

- "أمل ضئيل" -
وأرسل حوالى 230 جنديا وعناصر آخرين في الحكومة إلى الموقع، على بعد حوالى 1130 كلم شمال مكسيكو، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع.

واستخدمت مضخات عدة للتعامل مع الفيضان، لكن لوبيز أوبرادور حث وكالة المياه الوطنية على إرسال مزيد من المعدات.

وقال خوسيه لويس أمايا الذي كان قريبه من بين العالقين لتلفزيون "ميلينيو" "للأسف، لا يوجد أمل كبير".

وتحدّث الخبراء وأقارب العمال عن مهنة محفوفة بالمخاطر يزاولها هؤلاء تتمثّل باستخراج الفحم من مناجم حيث تعد معايير السلامة متراخية.

وقالت بلاسا ماريبيل نافارو التي عمل قريبها سيرجيو كروز في استخراج الفحم على مدى سنوات لإعالة ابنتيه "هناك دائما انعدام أمن في الوظيفة.. وخطورة".

وأكدت أن ما زال لديها الأمل أن تراه على قيد الحياة "لأننا نثق بالله".

وتفتقر المناجم المستغلة بشكل عشوائي على غرار ذاك الذي انهار إلى تعزيزات خرسانية تحمي العمال من الانهيارات، وفق ما أوضح خبير الهندسة غييرمو إغليسياس.

وقال لإذاعة محلية إن العمال "يحفرون مدخلا يبلغ محيطه مترين ويواصلون الحفر إلى حين الوصول إلى طبقة صغيرة من الفحم".

وأضاف أن التربة المحيطة بالمكان غير مدعّمة سوى بأنبوب بلاستيكي كبير يدخل العمال عبره.

وذكرت حكومة ولاية كواويلا أن العمال كان يقومون بحفريات عندما أصابوا منطقة متصلة بمكان تواجدهم مليئة بالمياه، ما أدى إلى انهيار المدخل الذي غمرته المياه.

وشهدت كواويلا سلسلة حوادث مناجم مميتة على مدى السنوات الماضية. 

والعام الماضي، لقي سبعة عمال حتفهم عندما علقوا في المنطقة.

ولعل الحادثة الأسوأ وقعت عام 2006 عندما أسفر انفجار عن مقتل 65 شخصا في منجم باستا دي كوشوس. ولم يتم انتشال غير جثّتين بعد الكارثة بينما حضَت عائلات الضحايا السلطات المكسيكية مرارا على انتشال الجثث.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium