سعت الحكومة الهندية اليوم لتهدئة الغضب في الداخل والخارج بعد أن أدلى مسؤولان في حزب بهاراتيا غاناتا الحاكم بتصريحات مسيئة عن النبي محمد بينما اعتقلت السلطات 38 شخصاً في أعمال شغب نشبت بسبب التصريحات في مدينة بشمال البلاد بينما يجري التخطيط لتنظيم احتجاج في وقت لاحق في مومباي.
وجاءت الاعتقالات في مدينة كانبور في إطار محاولات لاحتواء توتر ديني يتصاعد بين الحين والآخر في البلاد وأججه إدلاء مسؤولين في الحزب الحاكم بتصريحات تسبّبت في غضب واسع النطاق بين المسلمين في الهند وفي الخارج.
وشارك بعض أبرز المسؤولين في الهند في إدارة الأزمة الديبلوماسية التي نشبت مع دول مثل قطر والسعودية وعمان والإمارات وإيران التي طالبت باعتذار من الحكومة لسماحها بصدور مثل تلك التصريحات.
وخلال مطلع الأسبوع، تمّ استدعاء الديبلوماسيين الهنود في دول الخليج والدول الإسلامية المجاورة للاحتجاج على تصريحات مسؤولي حزب بهاراتيا غاناتا.
ّوقالت وزارة الخارجية الهندية في بيان إن التغريدات والتصريحات المسيئة لا تعكس بأي حال وجهة نظر الحكومة.
وأوقف الحزب متحدثة عن العمل وفصل مسؤولاً آخر أمس بسبب إيذائهما مشاعر أقلية دينية في البلاد.
ويشكّل المسلمون نحو 13 بالمئة من سكان الهند البالغ عددهم 1.35 مليار نسمة. وهناك احتجاجات مزمعة على التصريحات المسيئة في العاصمة المالية مومباي اليوم.
وقال مسؤول كبير في سفارة قطر في نيودلهي إن على حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي أن تنأى بنفسها علناً عن تلك التصريحات.
وقال: "إيذاء مشاعرنا الدينية يمكنه أن يؤثر بشكل مباشر على العلاقات الاقتصادية"، مضيفاً أن بلاده تتحرى عن تقارير عن مقاطعة بعض ملاك المتاجر في قطر للبضائع الهندية.
ويقدر حجم التجارة الهندية مع مجلس التعاون الخليجي، الذي يضم الكويت وقطر والسعودية والبحرين وعمان والإمارات، بنحو 90 مليار دولار في 2020-2021. ويعيش ملايين الهنود ويعملون في دول مجلس التعاون الخليجي.
ووثق رئيس الوزراء الهندي مودي في السنوات القليلة الماضية العلاقات الاقتصادية مع الدول الغنية بالطاقة في منطقة الخليج وهي المصدر الرئيسي لواردات بلاده من الوقود.