ذكرت "النهار" في عدد من التقارير السابقة تواتر ظاهرة "القبة الحرارية" فوق أماكن مختلفة من الكوكب حيث يرجّح الباحثون أن يساهم التغير المناخي في تواترها وزيادة حدتها. ويبدو أن دراسة بارزة صدرت مؤخراً تؤكد الاستنتاجات الأولية السابقة عن انتشار هذه الظاهرة.
لفت موقع "أكسيوس" الأميركي إلى أنّ مجلة "نايتشر كومونيكايشنز" نشرت دراسة وجدت أن الاتجاهات التصاعدية في موجات الحر التي تسيطر مؤخراً على غرب أوروبا مرتبطة بتدفق الهواء في التيار النفاث فوق وَحول تلك المنطقة.
لقد شهدت أوروبا الغربية ازدياداً كبيراً في هذه الموجات خلال السنوات الاثنتين والأربعين الماضية علماً أن تلك الظواهر تزداد بسرعة أكبر من ثلاث إلى أربع مرات عن مناطق أخرى في النصف الشمالي من الكرة الأرضية.
في أمثلة حديثة، شهدت مناطق من إيطاليا وصولاً إلى النرويج درجات حرارة قياسية ساهمت في حصول انهيار جليدي فتاك في جبال دولوميت الإيطالية.
بالتحديد، وجد الباحثون أن نمط طقس محدداً يشتمل على فرعين من ممرات الهواء سريعة الحركة عبر أوراسيا على علاقة وثيقة بموجات الحر الأوروبية.
تميل أنماط الطقس هذه إلى توليد رياح في الطبقات العليا فوق غرب أوروبا وهي تشجع قيام مناطق ضغط جوي مرتفع طويلة المدى معروفة بالقبة الحرارية. تشير الدراسة إلى أن أنماط التيار النفاث المزدوج والقبب الحرارية المرتبطة بها يمكن أن تفسر "كل الاتجاه المتسارع تقريباً" لموجات الحر في أوروبا الغربية.
وتربط الدراسة استمرار أنماط التيار النفاث والقبب الحرارية المرتبطة بها بحرارة الأرض المتزايدة في الدائرة القطبية الشمالية والتناقض المتزايد بين حرارة الأرض والمحيط هناك.
وتتناسب هذه الدراسة مع دراسات سابقة عن كيفية تطور ظواهر حر متطرفة بشكل متزامن في أنحاء مختلفة من العالم مع تزايد التغير المناخي.
مع ذلك، تحذر الدراسة من وجود عوامل غير مؤكدة في ما يسبب الزيادة بحدوث واستمرار هذه الأنماط المناخية مشيرة إلى أن النماذج المناخية قد لا تحاكيها بشكل دقيق.
وقال الأستاذ في جامعة كولومبيا والمشارك في هذه الدراسة كاي كورنهوبر إن النماذج المناخية تميل للتقليل من أهمية مخاطر الطقس العنيف مضيفاً أن "توقعات الحر المتطرف مع استمرار غازات الدفيئة قد تكون محافظة جداً".