سمحت الحكومة الإيطالية اليمينية المتطرّفة الجديدة، الأحد، بإنزال قاصرين وغيرهم من المهاجرين الذين يعانون من مشاكل صحية من إحدى سفن الإنقاذ، لكنّها تعتزم إعادة آخرين على متن سفن المنظمات غير الحكومية الإنسانية، حسبما أفادت مصادر حكومية.
وأول من تم إنزالهم، ثلاث قاصرات وطفل، من السفينة هيومانيتي 1 في ميناء كاتانيا في ساعة مبكرة الأحد، وتلاهم ثلاثة قاصرين ذكور، على ما ذكرت المسؤولة الإعلامية لدى منظمة "إس أو إس هيومانيتي" بيترا كريستشوك لوكالة فرانس برس.
ثمّ سُمح للبالغين الذكور ممّن يحملون مستندات طبية، بالنزول من السفينة. وفي المجموع تم إنزال 144 شخصاً من السفينة، فيما بقي 35 شخصاً على متنها، وفق المصادر ذاتها.
وقالت كريسشوك لفرانس برس إنهم "مكتئبون للغاية". وأضافت "في الوقت الحالي، سنبقى هنا وننتظر"، من دون معرفة ما إذا كانت السلطات قد قرّرت إعطاء الأمر للسفينة بالمغادرة.
وكان وزير الداخلية ماتيو بيانتيدوسي قد قال في وقت سابق إنّ الذين لا "يستوفون" الشروط سيتعيّن عليهم "مغادرة المياه الإقليمية".
في هذه الأثناء، ناشدت ثلاث سفن تحمل ما مجموعه 900 مهاجر السلطات السماح لها بالرسو ولكن من دون جدوى. وهذه السفن هي "رايز أباف" التابعة لمنظمة "ميشن لايفتايم" التي ترفع العلم الألماني وسفينة "أوشن فايكينغ" التابعة لمنظمة "اس او اس ميديتيرانيه" وسفينة "جيو بارنتس" التابعة لمنظمة "أطباء بلا حدود"، اللتان تحملان العلم النروجي.
وأكدت سفينة "جيو بارنتس" أنّ السلطات الإيطالية تواصلت معها بانتظار "تقييم الحالات الضعيفة" من بين 572 شخصاً تمّ إنقاذهم على متنها.
- "وكأنهم جماد" -
قالت مصادر مقرّبة من وزير النقل ماتيو سالفيني الزعيم الشعبوي للرابطة المناهضة للهجرة، إنّ "هؤلاء الذين سيبقون على متن السفينة سيتلقّون المساعدة الضرورية لمغادرة المياه الإقليمية" الإيطالية.
تعهّدت الحكومة الإيطالية اليمينية التي أدت اليمين الشهر الماضي، تشديد الإجراءات لمنع قوارب المهاجرين المنطلقة من شمال إفريقيا إلى أوروبا.
وأفادت وزارة الداخلية بأنّ أكثر من 87 ألف شخص وصلوا إلى إيطاليا هذه السنة، بما في ذلك 14 في المئة تمّ إنقاذهم من قبل سفن إنسانية.
من جهته، اتهم رئيس الحزب الديموقراطي (يساري) إنريكو ليتا الحكومة عبر "تويتر" بانتهاك المعاهدات الدولية. كما أكد الحزب الديموقراطي أنّه يجب على ماتيو بيانتيدوسي أنّ يجيب على أسئلة البرلمان.
وندد عضو البرلمان المنتمي للمعارضة أبو بكر سوماروهو، والذي كان حاضراً لدى نزول المهاجرين، بـ"الانتقاء من بين مهاجرين غرقت زوارقهم" معتبراً أنّ ذلك ينتهك القانون الدولي.
وقال إنّ حكومة جورجيا ميلوني اليمينية المتطرفة تعامل "الأجساد المتعبة لأشخاص غرقت زوارقهم والمنهكين أساساً بسبب البرد والتعب والصدمة والتعذيب... وكأّنهم جماد".
وكتب على "تويتر"، "إذا تم رفض الناجين المتبقين... فسنطعن بهذا القرار أمام جميع الهيئات المختصة".
وقال الوزير بيانتيدوسي السبت إنّ المهاجرين الذين لن يُسمح لهم بالنزول من السفينة، ينبغي أن "تهتم بهم الدول التي ترفع علمها" في إشارة إلى الأعلام الوطنية التي ترفعها السفن لدى إبحارها.
وقالت وزارة الخارجية النروجية الخميس إنها لا تتحمل "أي مسؤولية" عن الذين أنقذتهم سفن خاصة ترفع العلم النروجي في البحر المتوسط.
من جهتها، شدّدت ألمانيا في "مذكرة" ديبلوماسية بعثت بها إلى إيطاليا على أن الجمعيات الخيرية "تقدم إسهاماً مهماً في إنقاذ حياة الناس" وطلبت من روما "مساعدتهم في أسرع وقت".