النهار

أزمة بورما تُهيمن على قمّة قادة "آسيان" الثلثاء
المصدر: أ ف ب
أزمة بورما تُهيمن على قمّة قادة "آسيان" الثلثاء
رجل يعانق افراد أسرته بعد إطلاقه من سجن إنسين في يانغون (3 أيار 2023/ أ ف ب).
A+   A-
ستكون الأزمة البورمية في قلب مناقشات قادة دول جنوب شرق آسيا الذين يجتمعون في قمة إقليمية في إندونيسيا الثلثاء، بعد تجدّد الدعوات لإنهاء العنف المتصاعد.

وتحاول رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) التي تتعرّض لانتقادات منذ فترة طويلة بسبب تقاعسها، إحياء اتفاق على خطّة من خمس نقاط تمّ التوصّل إليه مع المجلس العسكري البورمي قبل عامين، بعد فشل محاولات الوساطة.

وتغرق بورما في أزمة سياسية وإنسانية منذ انقلاب عسكري أسقط الحكومة الديموقراطية بقيادة أونغ سان سو تشي في شباط 2021، أعقبته حملة قمع دامية شنها المجلس العسكري.

لكن جهود منظمة "آسيان" باءت بالفشل في مواجهة المجلس العسكري الذي يتجاهل الإدانات الدولية ويرفض التواصل مع معارضي النظام العسكري، بمن فيهم البرلمانيون السابقون وقوات الدفاع الشعبي (PDF) - المعارضة الجديدة المؤيدة للديموقراطية - ومجموعات مسلّحة من الأقليات العرقية.

وأثارت الضربات الجوية في منتصف نيسان، التي طالت منطقة ساغينغ في وسط بورما، وأسفرت عن سقوط عشرات القتلى، ردود فعل دولية غاضبة وزادت من عزلة المجلس العسكري. 

وأفاد ديبلوماسيون وكالة فرانس برس بأنّ الأزمة البورمية ستكون موضوعاً رئيسياً في القمة التي ستُعقد من 9 إلى 11 أيار في جزيرة فلوريس الإندونيسية.

وستدين المجموعة المكوّنة من عشر دول "بشدّة" الضربات، كما ستطالب بوقف فوري للعنف في البيان الختامي الذي ستصدره الرئاسة الإندونيسية، وفقاً لمسودة نصّ اطلعت عليها وكالة فرانس برس.

- "ديبلوماسية هادئة" -
بحسب النص، "يجب أن تكون هذه الطريقة الوحيدة لإشاعة مناخ يفضي إلى حوار وطني شامل لإيجاد حل سلمي دائم في بورما".

ولا تزال بورما عضواً في منظمة "آسيان" غير أنّها مُنعت من المشاركة في اجتماعاتها الرفيعة المستوى بسبب فشلها في تنفيذ الخطّة المتفق عليها قبل عامين.

وفي السياق، أشارت وزيرة الخارجية الإندونيسية ريتنو مارسودي الجمعة إلى أنّ جكارتا تستخدم "ديبلوماسية هادئة" للتحدّث الى جميع أطراف النزاع في بورما.

ولكن وزير الخارجية الإندونيسي السابق مارتي نتاليغاوا اعتبر أنّ الأزمة المتنامية في بورما تمثّل "تهديداً وجودياً" لرابطة دول جنوب شرق آسيا.

ودعا المنظمة إلى بذل مزيد من الجهد، وإلا فإنّ "آسيان" تخاطر بالتعرّض للتهميش، من خلال مبادرات أحادية الجانب لدول أخرى مثل الصين أو أعضاء في المنظمة.

وأشار نتاليغاوا إلى أنّ رابطة دول جنوب شرق آسيا، يجب أن "تدعو رسمياً" حكومة الوحدة الوطنية، وهي حكومة ظل يهيمن عليها مشرّعون سابقون من حزب أونغ سان سو تشي لـ"إظهار عواقب تعنّت المجلس العسكري".

- عدم جعل الوضع أسوأ -
وقال لوكالة فرانس برس "قيل لنا إنّه يتم اعتماد ديبلوماسية هادئة، لكن يجب ألا تكون هادئة جداً، خوفاً من أن تصبح صمتاً يصم الآذان".

من جهته، دعا رئيس الوزراء السنغافوري فيفيان بالاكريشنان إلى توخّي الحذر واعتماد "الصبر الاستراتيجي".

وقال المسؤول السنغافوري من أستراليا الأسبوع الماضي "يجب أن نتأكد من أنّ الإجراءات التي نتخذها بشكل فردي وجماعي لن تجعل الوضع أسوأ وتشجّع أو تمكّن الجيش من إراقة مزيد من الدماء". 

سيكون اجتماع رؤساء دول وحكومات "آسيان" هذا الأسبوع، الأول من اجتماعين تستضيفهما إندونيسيا هذا العام.

ويشير منتقدو رابطة دول جنوب شرق آسيا بانتظام إلى تقاعسها، غير أنّ مبادراتها مقيّدة بموجب ميثاقها الذي يروّج بانتظام لمبادئ الإجماع وعدم التدخّل.

من جهة أخرى، من المتوقع أن يناقش قادة "آسيان" التوترات المتصاعدة في بحر الصين الجنوبي. كما يتوقع أن يقدّم الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو خريطة طريق لقبول تيمور الشرقية كعضو كامل في الرابطة.
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium