النهار

جونسون "المنتصر الجريح" أفلَتَ من حجب الثقة ويسعى لطيّ صفحة الفضائح
المصدر: "النهار" - "أ ف ب"
جونسون "المنتصر الجريح" أفلَتَ من حجب الثقة ويسعى لطيّ صفحة الفضائح
رئيس الوزراء البريطانيّ بوريس جونسون (6 ت1 2021 - أ ف ب).
A+   A-
يسعى رئيس الوزراء البريطانيّ بوريس جونسون الذي بات في موقع أضعف رغم تمكّنه من المحافظة على منصبه، إلى طيّ صفحة الفضائح اليوم لينكبّ على معالجة المشكلات المهمّة من أجل رصّ صفوف حزبٍ منقسمٍ وإعادة كسب تأييد البريطانيّين.
 
أفلت بوريس جونسون أمس من تصويتٍ على حجب الثقة من نواب في حزب المحافظين، عقب سلسلة فضائح بينها فضيحة "بارتي غيت"، وهي الحفلات التي نُظّمت في داونينغ ستريت خلال فترات الإغلاق لمكافحة كوفيد-19.
 
رغم أنّه لا يمكن استهدافه بمذكّرة حجب ثقة أخرى على مدى سنة، بحسب الأنظمة الحاليّة، غير أنّه يواجه مهمّة حسّاسة تتمثّل باستعادة كسب قاعدته التي تأثّرت بالفضائح وبارتفاع التضخّم الذي بلغ أعلى مستوياته منذ 40 عاماً.
 
خلال اجتماع لمجلس الوزراء مرتقب خلال النهار، سيُذكّر بأولويّات حكومته في الأسابيع المقبلة، وهي الصحة والأمن والاقتصاد في أوج أزمة تطال القدرة الشرائيّة.
 
وسيؤكّد، بحسب مكتبه، أنّها "حكومة تحقّق أكثر ما يهمّ شعب هذا البلد"، قائلاً: "نحن إلى جانب البريطانيّين الذين يعملون بجدّ، وسنبدأ العمل".
 
رغم أنّه رحّب بنتيجة تصويتٍ "مُقنعة" في ختام الاقتراع، إلّا أنّ أكثر من أربعة نواب من أصل عشرة من معسكره (148 من أصل 359 اقترعوا) قالوا إنّهم لا يثقون به، ما يعكس حجم الاستياء إزاءه.
 
على سبيل المقارنة، أفلتت رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي في 2018 من مذكرة لحجب الثقة مع هامش أكبر، قبل أن تضطرّ للاستقالة بعد أشهر، وتالياً، يبقى جونسون في موقعٍ ضعيفٍ على ما أكّدت الصحف اليوم.
 
 
"إذلال"
عنونت صحيفة "تايمس" عن جونسون "المنتصر الجريح"، فيما تحدّثت صحيفة "الغارديان" اليساريّة عن "إذلال". من جانب المحافظين، قالت صحيفة "ذي تلغراف" إنّه "انتصار فارغ يُثير انقساماً في صفوف المحافظين".
 
يمكن أن يعمد رئيس الوزراء (57 عاماً) الحريص على استعادة سلطته إلى إجراء تعديل وزاريّ لمكافأة حلفائه المقرّبين وإقالة الذين لم يدعموه بحسب الصحافة. وبين المخلصين له، وزير العدل دومينيك راب الذي حضّ "المتمرّدين" في الحزب على "احترام التصويت"، ودعا إلى "المضيّ قدماً"، في تكرار لرسالة رئيس الوزراء.
 
وأكّد راب لشبكة "سكاي نيوز" أنّ بوريس جونسون استفاد من "طاقة متجدّدة" بعدما فاز "بوضوح" في التصويت.
 
لكن حتّى لو نجا، فإنّ الضرر "كبير"، وفق ما اعتبر زعيم حزب المحافظين السابق وليام هيغ في صحيفة "التايمس". وقال: "لقد قيلت كلمات لا يمكن التراجع عنها وصدرت تقارير لا يمكن محوها وتم التعبير عن أصوات تثبت مستوى الرفض الأكبر الذي يسجل لزعيم من المحافظين".
 
من جهته، قال النائب روجر غيل وهو من المتمرّدين على جونسون إنّ "رئيس وزراء يتحلّى بالشرف سينظر إلى الأرقام ويُقرّ بأنّه خسر دعم قسم كبير من حزبه ويُعيد التفكير في موقفه".
 
برغم ارتياحه بعد إقناع غالبية من نواب المحافظين بتأييده، لم ينتهِ بوريس جونسون بعد من تداعيات فضيحة "بارتي-غيت".
 
بعد تحقيقين أجرتهما الشرطة والموظفة الرسمية الكبرى سو غراي، من المرتقب فتح تحقيق آخر، هذه المرّة برلمانيّ. إذا خلص هذا التحقيق، على الأرجح في الخريف، إلى أنّ جونسون خدع مجلس العموم عبر تأكيده أنّه لم يُخالف اللوائح، فمن المفترض أن يستقيل.
 
تالياً، فإنّ عمليّتَي انتخاب فرعيّتَين مرتقبَتَين في 23 حزيران ستأخذان طابع اختبار للزعيم المحافظ الذي استبعد الإثنين فرضية إجراء انتخابات مُبكرة. لكنّ استطلاعات الرأي تكشف عن نتائج كارثيّة للغالبيّة التي باتت أقلّ اقتناعاً بأنّ زعيمها الذي فاز في انتخابات 2019، هو الأفضل لقيادتها للفوز في الانتخابات التشريعية عام 2024.
 

اقرأ في النهار Premium