استنكرت وزارة الخارجية الروسية، الخميس، "الضجيج" الصادر عن مسؤولين أميركيين حيال قضية نجمة كرة السلة الأميركية بريتني غرينر، التي تحاكم في روسيا بتهمة تهريب المخدرات، في قضية ذات دلالات سياسية قوية، جعل منها الرئيس الأميركي جو بايدن "أولوية".
ونقلت وسائل الإعلام الروسية عن نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف قوله إن "الضجيج العام الذي يحبه السياسيون المعاصرون كثيراً يمكن أن يكون مزعجاً في هذه الحالة"، مضيفاً أن "هذا ليس مجرد إلهاء ولكنّه تشويش على القضية".
وأضاف أن "ما يمكن أن يساعد (...) هو أن يأخذ الجانب الاميركي في الاعتبار الاشارات التي يتلقّاها من روسيا".
واعلن البيت الابيض في اليوم السابق أن الافراج عن بريتني غرينر، "أولوية" بالنسبة للرئيس الاميركي الذي قرأ رسالة مؤثرة من اللاعبة.
- مرعوبة -
يأتي التحذير الروسي في اليوم الذي تجري فيه الجلسة الثانية لمحاكمة غرينر التي تواجه عقوبة تصل إلى السجن 10 سنوات.
وكانت لاعبة فينكس ميركوري وصلت إلى روسيا في شباط الماضي من أجل اللعب خلال فترة توقف الدوري الأميركي، وهي ممارسة شائعة للاعبات كرة السلة اللواتي يكسبن أحيانًا في الخارج أكثر من الداخل.
عند وصولها إلى مطار تشيريميتيفو في موسكو، ألقي القبض على المتوجة بالذهب الأولمبي مع منتخب بلادها في ريو دي جانيرو 2016 وطوكيو 2020 الصيف الماضي، وبحوزتها، وفقًا للاتهام، زيت القنب في عبوات خاصة بالسجائر الالكترونية كانت في حقيبتها.
وبينما أكد ريابكوف أنه يجب انتظار انتهاء المحاكمة، أشار البعض الى تبادل محتمل للسجناء بين الولايات المتحدة وروسيا.
وقال الديبلوماسي الروسي "من الواضح ان الاجراءات القضائية لم تنتهِ بعد. لا يمكننا الحديث عمّا سيحصل لاحقاً قبل الانتهاء" من القضية.
في ضوء السوابق القضائية الروسية، يمكن للرياضية الشابة التي تبلغ من العمر 31 عاماً أن تتوقع عقوبة قاسية.
وهي كتبت رسالة إلى الرئيس جو بايدن أُودعت رمزياً في البيت الأبيض الاثنين، يوم استقلال الولايات المتحدة، ناشدته فيها ألا "ينساها".
وقالت بريتني غرينر من زنزانتها "أعرف جيداً أن عليك أن تهتم بكثير من الامور، ولكن ارجوك أن لا تنسانا ابداً، انا وغيري من المعتقلين الاميركيين"، مضيفة أنها "مرعوبة من فكرة البقاء هنا إلى الابد".
- تبادل سجناء -
اتصل بايدن الاربعاء بشيريل غرينر رفيقة اللاعبة، "ليطمئنها الى أنه يعمل على تأمين الإفراج عن بريتني في أسرع وقت ممكن"، وفقاً للبيت الأبيض.
ويتهم الأميركيون والروس بعضهم البعض باحتجاز مواطنيهم لأغراض سياسية. تم تبادل العديد من الأسرى في الماضي. في نيسان الماضي، تم تبادل جندي مشاة البحرية الأميركية السابق تريفور ريد الذي حُكم عليه بالسجن تسع سنوات في روسيا بتهمة العنف، مقابل الطيار الروسي كونستانتين ياروتشنكو المسجون في الولايات المتحدة منذ عام 2010 بتهمة تهريب المخدرات.
ويقول مراقبون إن تبادلات أخرى من هذا النوع ستكون موضوع محادثات محتملة بين البلدين.
ومن بين الأسماء التي تم ذكرها أكثر من غيرها بول ويلان، الأميركي المحكوم بالسجن 16 عامًا بتهمة التجسس والذي يدعى براءته، وتاجر الأسلحة الروسي الشهير فيكتور بوت المعتقل في تايلاند عام 2008 ويقضي عقوبة بالسجن لمدة 25 عاماً بالولايات المتحدة.
وأسفرت قضية مماثلة لغرينر عن اتفاق ديبلوماسي بين موسكو وإسرائيل. وفي كانون الثاني 2020، أصدر بوتين عفواً عن الإسرائيلية-الأميركية نعمة يسسخار التي كانت مسجونة في روسيا بتهمة "تهريب المخدرات"، خلال اجتماع في موسكو مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وألقي القبض على يسسخار في نيسان 2019 أثناء مرورها عبر مطار تشيريميتيفو في موسكو على متن رحلة من الهند إلى إسرائيل. تم العثور على تسعة غرامات من القنب الهندي في حقائبها المسجلة.