النهار

بايدن يُحضّر لحملة 2024 الرئاسية... متى يُعلن ترشّحه لولاية ثانية؟
المصدر: "النهار" - "أ ف ب"
بايدن يُحضّر لحملة 2024 الرئاسية... متى يُعلن ترشّحه لولاية ثانية؟
الرئيس الأميركي جو بايدن (أ ف ب).
A+   A-
يبدو أنّ جو بايدن يُعدّ العُدّة لانتخابات 2024، فيما يسود الغموض مصير ترشّحه إلى ولاية ثانية، إذ وعد بالكشف مطلع العام 2023 عن نيّته الترشح أم لا، وهو يطلب من الأميركيّين بذلك تسليمه مفتاح البيت الأبيض حتى بلوغه 86 عاماً.
 
في هذا الجوّ الضبابي، أخبرت مصادر متعدّدة موقع "ذا هيل" أنّ الرئيس الديموقراطي (80 عاماً) يخطط لإعلان نواياه في الترشح لولاية ثانية في الأسابيع المقبلة وعلى الأرجح في شباط، فيما قال مصدر مقرّب من حملة بايدن 2020 على دراية بخطط الرئيس إنّه من المتوقّع أن يصدر إعلان رسمي في نيسان.
 
من جهته، قال مصدر إنّ "بايدن يقترب أكثر من إعلان إعادة الانتخاب رسمياً، بعد قضائه بعض الوقت مع عائلته في سانت كروا حيث يناقش خطواته التالية، خلال العطلة" التي عرّضته لانتقادات لاذعة على قناة "فوكس نيوز" المحافظة لأنّه كان يتطلّع "للاستمتاع بوقته، في حين أن الأميركيين يواجهون عاصفة ثلجية أودت بحياة 50 شخصاً على الأقلّ".
 
قد تكون الأشهر الأخيرة عزّزت قناعة الرئيس في البقاء أربع سنوات إضافية في البيت الأبيض. فقد شهد النصف الأوّل من ولايته الرئاسية ذروة جائحة كوفيد-19 ثمّ اشتداد حدّتها وانسحاباً وُصف بـ"المذلّ" من أفغانستان وتضخّماً بلغ أعلى مستوياته في 40 عاماً، فضلاً عن تداعيات محاولات سلفه دونالد ترامب قلب النظام الديموقراطي الأميركي.
 
وفي العام 2022، حدّ حزبه من الأضرار، حتّى أنه كسب مقاعد في انتخابات منتصف الولاية قبل اعتماد قانون يحمي زواج المثليين في كانون الأول. أما أسعار الوقود في المحطات، فعادت إلى مستوياتها العادية تقريباً بعدما شهدت ارتفاعاً شديداً.
 
وعلى الصعيد الدولي، أدّى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى تشكّل تحالف بقيادة الولايات المتحدة ما زال متماسك الأركان بعد أكثر من عشرة أشهر. وأخيراً في سياق المنافسة المحتدمة مع بيجينغ، جدّدت واشنطن التزامها إزاء حلفائها الآسيويين.
 
وبينما يجتمع مستشارو الرئيس مع "حلفاء أساسيين" من أجل حشد "حضور رقمي" كبير، قال أحد حلفاء بايدن لـ"ذا هيل": "أعتقد أنّ الأمر كلّه يتعلّق بالتوقيت في هذه المرحلة".
 
قبل نهاية العام 2022، أكّد رئيس مكتبه رون كلاين أنّ إعلان القرار هو مجرّد مسألة وقت قائلاً: "أعتقد أنّ الرئيس سيتّخذ هذا القرار بعد فترة الأعياد"، متوقعاً أن يترشّح بايدن لولاية ثانية.
 
من شأن قرار ترشّحه لولاية ثانية أن يطلق العنان لمعركة ستلقي بظلالها على الفترة المتبقّية من رئاسته. وهي قد تنتهي بثأر من ترامب الذي سبق له أن أعلن نيّته الترشّح لانتخابات 2024.
 
وفي حال قرّر بايدن عدم الإقدام على هذه الخطوة، فستكون نائبته كامالا هاريس في موقع الصدارة لكن ترشّحها قد يثير نزاعات داخلية تهزّ الحزب الديموقراطي ويجلب لها الكثير من الخصوم.
 
 
مسألة العمر
في تاريخ الولايات المتحدة، يترشّح عادة الرؤساء الأميركيون لولاية ثانية ويكسبون الاستحقاق في أغلب الأحيان. ثلاثة رؤساء لا غير أكملوا ولايتهم ولم يترشّحوا لأربعة أعوام إضافية في البيت الأبيض. أمّا ترامب، فهو من الرؤساء القلائل الذين لم تفلح محاولات إعادة انتخابهم.
 
غير أنّ المقاربة تختلف عند أخذ سنّ جو بايدن في الحسبان. فهو سيكون في الثانية والثمانين من العمر عند الترشّح لولاية ثانية، إن قام بذلك، وفي السادسة والثمانين عند انتهاء ولايته الثانية، أي أكثر بقرابة عشر سنوات من أكبر رئيس في تاريخ الولايات المتحدة وهو رونالد ريغن الذي غادر البيت الأبيض في السابعة والسبعين من العمر.
 
مسألة عمر سيّد البيت الأبيض موضع جدل في أوساط المعلّقين السياسيين غالباً ما يكون محموماً. وتظهر على الرئيس الثمانيني بعض الأعراض المصاحبة للتقدّم في العمر، مثل انحسار كتلة شعره وقلة المرونة في المشي وبعض السقطات وزلّات لسان متعدّدة.
 
قبل سنة، خلص طبيب البيت الأبيض إلى أنّ بايدن "أهل" لتولّي مهامه. ومن المرتقب الكشف عمّا قريب عن خلاصات الفحص الطبّي السنوي الأخير. ويصرّ جو بايدن من جهته على أن يقيّم الأميركيون أداءه بالاستناد إلى نتائجه، مؤكّداً أنّ العمر مجرّد رقم، "فانظروا إلى حالي"، كما يحلو له أن يقول.
 

اقرأ في النهار Premium