أكدت مجلة "إيكونوميست" كما العديد من الوسائل الإعلامية البريطانية أن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون خرج "جريحاً" من التصويت على حجب الثقة. لقد صوّت 211 نائباً محافظاً لصالح بقائه رئيساً لحزبهم مقابل رفض 148. بلغت نسبة الفوز 59% وهي أقل من النسبة التي حصلت عليها تيريزا ماي في كانون الأول 2018 مع 63%. بالرغم من ذلك، هي غادرت منصبها بعد نحو 6 أشهر.
توقعت المجلة أن تتسبب النتيجة بالشلل. خرج رئيس الوزراء مصاباً بجروح بليغة حيث يتنافس الخصوم للحلول مكانه والحزب يواجه خطر حرب داخلية حول توجهه الإيديولوجي.
شعر 169 نائباً فقط بالقدرة على إعلان دعمهم الصريح له وفقاً لوكالة "رويترز". خلال يوم التصويت، أعلنت وجوه بارزة أنها سحبت دعمها له مثل وزير الخارجية السابق جيريمي هانت وزعيم الحزب في اسكتلندا دوغلاس روس.
والجرح الذي أصابه بسبب حزبه يلفت الانتباه أكثر لأنه لم يمض أكثر من سنتين ونصف على انتصار جونسون في الانتخابات العامة سنة 2019 والتي منحته غالبية بـ87 نائباً وهي الغالبية الكبرى منذ ثالث انتصار لمارغريت تاتشر سنة 1987.
ولم يظهر جونسون ندماً كبيراً بسبب فضيحة "بارتي غيت" متهماً نقاده ب"الهوس المقدس". لقد انهار التأييد الشعبي لجونسون حيث وصل معدل الموافقة على أدائه إلى ناقص 42. وجونسون هو الأقل شعبية في الحكومة المحافظة وفقاً لموقع "كونسرفاتيف هوم".
ويخشى العديد من النواب المحافظين خسارة انتخابية كاسحة. خلص استطلاع رأي أجرته "يوغوف" إلى أن الحزب سيخسر 85 من أصل 88 مقعداً يشهد تنافساً لو أجريت الانتخابات اليوم. وهو رقم أكثر من كافٍ لإطاحة الحزب من السلطة.
فاز جونسون بتصويت الثقة وما من آلية لإجباره على الاستقالة. وفقاً للقوانين الحزبية، لا يمكن إجراء تصويت مشابه قبل 12 شهراً. لكن يمكن تغيير هذه القوانين خصوصاً أن هنالك انتخابات في دائرتين حساستين في 23 حزيران وهما دائرتان يحتفظ بهما حزب المحافظين ومن المتوقع على نطاق واسع أن يخسرها. وثمة تحقيق لا يزال جارياً لمعرفة ما إذا كان جونسون قد كذب على البرلمان في ما يخص "بارتي غيت".
في هذه الأثناء، تابعت المجلة، من المتوقع أن يشتد التنافس الداخلي غير الرسمي على قيادة الحزب الذي بدأ منذ اشهر. من المرجح أن ينتج التنافس مجالاً واسعاً من المرشحين من دون أفضلية واضحة لأحد. تشمل اللائحة وزيرة الخارجية ليز تراس ووزير التعليم نديم زهاوي ووزيرة التجارة التي ابتعد عن جونسون بيني موردانت.
بحسب المجلة، يلوح صراع داخلي في الأفق حيث سيكون مستقبل الحزب على المحك. بات الحزب مستقطباً بين أولئك الذين يظنون أن "الجونسونية" هي انحراف مع إنفاقها الباذخ غير الصحي وازدراء حلفاء بريطانيا والشعبوية الخشنة، وبين من يظنون أن الجونسونية لا تزال موجة المستقبل. وفي الوسط، هنالك كتلة من النواب الموالين غريزياً لزعيمهم وينفرون من الصراع ويتوقون لوحدة الحزب.