النهار

الولايات المتحدة تخشى تدفق آلاف المهاجرين مع انتهاء سريان قيود كورونا
المصدر: أ ف ب
الولايات المتحدة تخشى تدفق آلاف المهاجرين مع انتهاء سريان قيود كورونا
مهاجرون خيموا قرب كنيسة القلب المقدس في وسط مدينة إل باسو بتكساس (8 أيار 2023، أ ف ب).
A+   A-
تستعد الولايات المتحدة لوصول آلاف المهاجرين هذا الأسبوع الى حدودها الجنوبية مع انقضاء مهلة قواعد تعود إلى فترة انتشار كوفيد جعلت طلب اللجوء عند الحدود أمرا مستحيلا وكانت تتيح طرد المهاجرين الى المكسيك.

باستثناء حصول تطور في آخر لحظة، فان هذا الاجراء المعروف باسم  "Title 42" سينتهي الخميس عند الساعة 23,59 بتوقيت واشنطن.

تخشى حكومة الرئيس جو بايدن تدفق آلاف المهاجرين فيما المدن الحدودية تشهد ضغوطا.

في تكساس، أعلنت بلديات إل باسو وبراونزفيل ولاريدو حالة الطوارئ في إطار جهودها للتعامل مع مئات الاشخاص ومعظمهم من أميركا اللاتينية وبعضهم من الصين وروسيا وتركيا، موجودين هناك أساسا.

في إل باسو، ينام مئات الأشخاص في الشوارع ويحتمون من أشعة الشمس بواسطة ملاءات أو يستلقون على صناديق كرتونية فيما الأطفال يتسولون.

يتوقع رئيس البلدية أوسكار ليسير مواجهة موجة من "12 ألفا الى 15 ألف شخص" في نهاية الأسبوع اذ ان ما يصل الى عشرة آلاف مهاجر ينتظرون في مدينة سيوداد خواريز المكسيكية المجاورة بحسب آخر احصاء اجراه مكتبه فيما يرتقب ان يصل آخرون الى الحدود في الأيام المقبلة.

وكان هذا الاجراء تم تفعيله في 2020 من قبل إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب من أجل مكافحة وباء كوفيد-19 وقام خلفه الرئيس جو بايدن بتمديده.

- نظام لجوء-
عمليا، هذا الاجراء منع بشكل أساسي استخدام نظام اللجوء الأميركي بحيث تم إرجاع المهاجرين الذين لا يحملون تأشيرات بدون التمكن من تقديم الطلب.

اعتبارا من الجمعة، سيكون هذا الأمر ممكنا مجددا وسيتمكن طالبو اللجوء من عرض ملفاتهم لكي ينظر فيها القضاء. وهي عملية يمكن ان تستغرق سنوات.

إنهاء هذا الاجراء الاستثنائي أثار غضب المحافظين الأميركيين. ويتوقع الجمهوريون حصول "فوضى" حقيقية في ما يتعلق بالهجرة وبعضهم يعتبرون ان الولايات المتحدة باتت حاليا "في حالة حصار".

وقال حاكم تكساس غريغ آبوت الاثنين إن إدارة بايدن "تبسط السجاد الأحمر لأشخاص من العالم أجمع" معلنا أنه حشد الحرس الوطني في ولايته لمراقبة الحدود.

الملف شائك بالنسبة للرئيس جو بايدن الذي أعلن للتو ترشحه لولاية ثانية في 2024. وإذا كان اليمين يتهمه بالتراخي فان منظمات الدفاع عن المهاجرين تتهمه بتنفيذ سياسة هجرة لا تختلف كثيرا عن تلك التي كان يعتمدها دونالد ترامب.

بين رسالة إنسانية وخطاب حازم، يقوم الرئيس بتوازن بين الأمرين.

مع انتهاء مهلة هذا الاجراء، قررت إدارته إرسال 1500 جندي إضافي الى حدود الولايات المتحدة مع المكسيك لمساندة حوالى 2500 جندي يساعدون أساسا الشرطة على الحدود.

- تشديد الطرد-
تشدد الحكومة على القنوات القانونية للهجرة. 

وبموجب القواعد الجديدة التي ستطبق اعتبارا من الجمعة، سيتمكن المهاجرون الذين دخلوا الولايات المتحدة بشكل غير قانوني من تقديم طلب للحصول على اللجوء، ولكن سيكون من الصعب عليهم إثبات أساس طلبهم. وسيتم طرد الذين ترفض طلباتهم الى بلدانهم الأصلية او الى المكسيك ومن ثم سيمنعون من تقديم طلب جديد على مدى عدة سنوات.

على المرشحين أيضا الخضوع لنظام المواعيد في المراكز الحدودية عبر تطبيق الكتروني لشرطة الحدود. لكن التوقف المتكرر لهذا النظام يثير غضب العديد من طالبي اللجوء، ويحاول بعضهم ببساطة الوقوف في صفوف انتظار على الحدود.

والاثنين، قالت مارجوري وهي فنزويلية أم لولدين اثناء وجودها في سيوداد خواريز، "يقولون لنا أن نبقى هادئين، ننتظر هنا، لكنهم لا يأتون أبدا. لا نعلم لماذا".

تزايد التوتر بشكل إضافي في تكساس منذ أن قتل ثمانية مهاجرين الاحد في براونزفيل اثر قيام سائق بصدمهم عند محطة للحافلات. وبحسب الشرطة فان المشتبه به وجهت اليه تهمة القتل غير المتعمد.

في إيل باسو، تتوقع البلدية وصول حافلات لمساعدة المهاجرين على التوجه الى أماكن أخرى في الولايات المتحدة. وهو حل أخير دافع عنه رئيس البلدية.

وقال إن القانون الأميركي المتعلق بالهجرة "انتهك منذ فترة طويلة" حتى قبل عهدي بايدن أو ترامب مضيفا "كل هذا لا نهاية له ونحن فعليا بحاجة لتحديد أي اتجاه سنسلكه".
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium