النهار

انتخابات تشريعيّة في فرنسا الأحد: ماكرون يراهن على الأغلبيّة المطلقة
المصدر: أ ف ب
انتخابات تشريعيّة في فرنسا الأحد: ماكرون يراهن على الأغلبيّة المطلقة
ماكرون (الى اليسار) يتحدث إلى عناصر من الدرك الفرنسي خلال زيارته لواء الدرك الوطني في غاياك جنوب فرنسا (9 حزيران 2022، أ ف ب).
A+   A-
بعد شهر ونصف الشهر على إعادة انتخاب إيمانويل ماكرون، يتوجه الفرنسيون مجددا إلى صناديق الاقتراع الأحد لانتخاب نوابهم، وبحسب استطلاعات الرأي منحه أغلبية برلمانية، لكن الاقتراع من دورتين مهدد بالمقاطعة واليسار الموحد بالمرصاد.

في اليوم الثالث وفي ختام حملة بطيئة عموما، يأمل الرئيس ماكرون تجديد غالبيته المطلقة في الجمعية الوطنية المقبلة، والتي من شأنها أن تترك له مطلق الحرية لبدء سلسلة إصلاحات خلال ولايته الثانية من خمس سنوات خصوصا بشأن رواتب التقاعد.

خلال ولايته الأولى التي تخللتها أزمات من تحرك "السترات الصفر" إلى جائحة كوفيد-19 والحرب في أوكرانيا، كان لماكرون جمعية وطنية مؤيدة لقضيته.

لكن على خلفية ارتفاع التضخم والتباطؤ الاقتصادي، تبلورت الحملة حول صدام بين معسكر ماكرون وحلفائه الوسطيين وتحالف غير مسبوق من الأحزاب اليسارية حول شخص جان لوك ميلانشون.

في سن السبعين، أثبت ميلانشون المخضرم في الحياة السياسية الفرنسية، أنه خصم ماكرون الرئيسي على رأس هذا التحالف الذي يضمّ الاشتراكيين والشيوعيين والخضر وحزبه "فرنسا المتمردة".

ويأمل زعيم اليسار الراديكالي بالفوز في الانتخابات التشريعية وفرض تعايش على الرئيس.

وسخر ميلانشون الأربعاء من "الهلع السائد" معسكر ماكرون قائلا "عليكم أن تهابوا. ميلانشون عدواني سيلتهم أطفالكم".

امام استطلاعات الرأي غير المشجعة، كثف إيمانويل ماكرون المداخلات والزيارات وتوجه الخميس الى جنوب غرب البلاد، مركّزًا هجماته على جان لوك ميلانشون.

- المقاطعة سيدة الموقف -
على الفرنسيين تجديد جميع مقاعد الجمعية الوطنية، أي 577 نائبًا في هذه الانتخابات التي تتم على دورتين، في 12 حزيران و19 منه.

طريقة التصويت تعطي الأفضلية للأحزاب الكبرى المتجذرة محليًا والأفضل توزيعًا على الأراضي الفرنسية وتعاقب الأحزاب الصغيرة.

لكن كلما اقترب الاستحقاق الانتخابي ازداد خطر الامتناع عن التصويت: فمن المرجح أن تسجل الدورة الأولى رقماً قياسياً جديداً لجهة المقاطعة بنسبة تراوح بين 52% و56% (مقابل 51,3% في 2017) وفقاً لمعهد إيبسوس سوبرا ستيريا.

والرهان الرئيسي يكمن في ما إذا سيحظى ماكرون بغالبية نسبية أو مطلقة في الجمعية الوطنية وحجم المعارضة لا سيما من اليسار.

لكن الهوة تقلصت في نهاية الحملة.

فتحالف اليسار بزعامة ميلانشون تقدم بشكل طفيف إلى 28% من نوايا التصويت مقابل 27% للغالبية الرئاسية وقد يهدد أغلبية ماكرون المطلقة، وفقًا لاستطلاع لمعهد ايبسوس سوبرا ستيريا نشر الخميس.

سيحصل حزب مارين لوبن من اليمين المتطرف على 19,5% من الأصوات، متقدماً بفارق كبير على اليمين التقليدي الحاصل على 11%، والذي يواصل تراجعه.

وتوقعات توزيع المقاعد لا تزال تمنح الغالبية التي ستأتي في الطليعة مع 260 إلى 300 نائب ورقة رابحة، لكن بدون التأكد من الحصول على الغالبية المطلقة من 289 نائبًا.

مصير الحكومة الحالية التي شكلت منتصف ايار، رهن ايضا بنتائج الانتخابات التشريعية فالعديد من أعضائها وبينهم رئيسة الوزراء إليزابيت بورن مرشحون.

وهزيمة بورن المرشحة في دائرة انتخابية في نورماندي (غرب) ستعني إجراء تعديل وزاري كبير.

في الاثناء، أدت المواجهة بين معسكري ماكرون وميلانشون إلى إبعاد مارين لوبن التي سعت لإثبات وجودها طوال الحملة الإنتخابية.

ووصفت لوبن الوضع في البلاد بأنه "مأسوي" مع انعدام الأمن، مشيرة الى  "قضية استاد فرنسا" حيث ساهمت مجموعات من "المشاغبين" في نشر "ليلة من الرعب"، في إشارة إلى التنظيم الفاشل لنهائي دوري أبطال أوروبا في 28 ايار في الملعب المذكور.

وتشهد هذه الانتخابات العديد من النقاط الساخنة: يخوض اليمين المتطرف معركة صعبة في الريفييرا الفرنسية حيث يتنافس المرشح السابق المثير للجدل إريك زمور الذي حل في المرتبة الرابعة في الاقتراع الرئاسي مع مرشحة من الغالبية المنتهية ولايتها ومرشح من حزب لوبن.

وفي شرق البلاد، يراهن وزير التضامن داميان آباد المنشق عن اليمين الذي التحق بمعسكر ماكرون، على مستقبله السياسي بسبب اتهامات بالاغتصاب ينفيها بشدة.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium