استأنفت تركيا عمليات التنقيب عن المواد الهيدروكربونية في شرق البحر المتوسط اليوم الثلثاء بعد توقف دام عامين، على الرغم من أن الرئيس رجب طيب إردوغان قال إن السفينة الجديدة للتنقيب ستعمل خارج المياه التي تطالب قبرص بالسيادة عليها.
وأضاف إردوغان أن السفينة عبد الحميد هان، وهي رابع سفينة تنقيب تركية، ستعمل على بعد 55 كيلومترا قبالة منطقة غازي باشا في إقليم أنطاليا الساحلي الجنوبي.
وفي حديثه خلال المراسم التي أقيمت بمناسبة انطلاق السفينة في إقليم مرسين الجنوبي، قال إردوغان إن "أعمال المسح والتنقيب التي نجريها في البحر المتوسط تقع ضمن أراضينا السيادية. ولا حاجة للحصول على إذن أو موافقة أحد".
ويأتي استئناف عمليات التنقيب في وقت تتصاعد فيه حدة التوتر بين تركيا واليونان مجددا، مع اتهام إردوغان أثينا بنشر أسلحة في جزر ببحر إيجه تتمتع بوضع منطقة منزوعة السلاح. وترفض أثينا الاتهامات.
وجعلت اكتشافات الغاز الطبيعي في شرق البحر المتوسط خلال العقد الماضي المنطقة مصدرا بديلا للطاقة لأوروبا، لكنها كشفت أيضا عن خلافات بين الجيران في المنطقة حول الحقوق المتعلقة بالموارد.
وصرح متحدث باسم الحكومة اليونانية للصحافيين اليوم الثلثاء بأن أثينا تراقب الوضع عن كثب.
وقال المتحدث جيانيس أويكونومو "نحن بحاجة إلى توخي اليقظة... لقد فعلنا دائما ما يتعين علينا القيام به لتحقيق الاستقرار في منطقتنا والدفاع الكامل عن القانون الدولي وحقوقنا السيادية".
وقالت أنقرة إن سفينة عبد الحميد هان التي يبلغ طولها 238 مترا، هي أكبر سفينة تنقيب وأكثرها تقدما من الناحية التكنولوجية في أسطولها للمسح والاستكشاف ويمكنها الوصول لأعماق البحار. وبمقدورها الحفر لمسافة تزيد عن 12 كيلومترا.
وأكد إردوغان أن سفينة "عبد الحميد هان" "هي رمز سياسة الطاقة الجديدة في تركيا"، قائلا "من الآن، دخلنا اللعبة عبر سفينة التنقيب الرابعة وسفينتي المسح الزلزالي".
وفقاً لإردوغان، من المتوقّع أن تصل فاتورة الغاز في تركيا إلى 100 مليار دولار في العام 2022. وفي هذا الإطار، قال "كلّما أسرعنا في زيادة مواردنا من الغاز والنفط، والتي أصبحت أسلحة خلال أوقات الأزمة الاقتصادية العالمية، كان بإمكاننا الخروج منها بشكل أفضل عبر خفض الاعتماد على الطاقة (المستوردة) وخفض العجز في ميزانيّتنا".
ولم ترسل تركيا سفينة تنقيب إلى شرق البحر المتوسط منذ سحب السفينة يافوز من المياه المتنازع عليها في أيلول 2020.
وتعمل سفن التنقيب يافوز وفاتح والقانوني في البحر الأسود، حيث اكتشفت تركيا احتياطيات من الغاز الطبيعي بحجم 540 مليار متر مكعب.
وتعتمد تركيا بشكل شبه كامل على الواردات لتلبية احتياجاتها من الطاقة، وأدى ارتفاع أسعار الطاقة العالمية إلى تعثر خطة الحكومة لتحويل عجز حساب المعاملات الجارية إلى فائض.
وتتنازع تركيا على الحدود البحرية في البحر الأبيض المتوسط مع اليونان وقبرص وهي تمّ تحديدها بعد تفكيك الدولة العثمانية.
وقد تسبّبت حملة التنقيب السابقة في شرق البحر الأبيض المتوسط - وهي منطقة يحتمل أن تكون غنية بالغاز الطبيعي - في سلسلة من الحوادث مع اليونان في صيف العام 2020، ومع قبرص في تشرين الأول من العام نفسه.
وكانت أنقرة نشرت سفن مسح زلزالية ترافقها سفنٌ حربية في مناورة أدانها الاتحاد الأوروبي بشدّة.