أطلقت روسيا، الثلثاء، قمرا اصطناعيا إيرانيا للمراقبة من المحتمل أن تستخدمه موسكو، بحسب وسائل اعلام أميركية، لدعم هجومها في أوكرانيا الأمر الذي نفته طهران.
وحمل صاروخ روسي من طراز سويوز القمر الاصطناعي الإيراني "خيام" من قاعدة بايكونور الفضائية في كازاخستان عند الساعة 5,52 بتوقيت غرينتش على ما أظهرت مشاهد بثتها وكالة الفضاء الروسية "روسكوسموس".
ويهدف القمر الذي يرجح أنه يحمل هذه التسمية نِسبة الى العالم والشاعر الفارسي عمر الخيّام الذي عاش بين القرنين الحادي عشر والثاني عشر، الى "مراقبة حدود البلاد" وتحسين الإنتاجية في مجال الزراعة، ومراقبة موارد المياه وإدارة المخاطر الطبيعية، وفق ما أفادت وكالة الفضاء الإيرانية.
رحب رئيس وكالة الفضاء الروسية، يوري بوريسوف، في بيان صدر عقب الإطلاق بما وصفه بأنه "خطوة مهمة في التعاون الثنائي الروسي الإيراني التي تمهد الطريق أمام مشاريع جديدة وأكبر".
أشاد وزير الاتصالات الإيراني، عيسى زريبور، من جانبه، بحدث "تاريخي" و"نقطة تحول لبداية تعاون جديد في مجال الفضاء بين البلدين".
وترى الولايات المتحدة أن البرنامج الفضائي الإيراني له أغراض عسكرية أكثر منها تجارية.
في المقابل تؤكد إيران أن برنامجها الفضائي هو لأغراض مدنية ودفاعية حصرا، ولا يخالف أي اتفاقات دولية، بما فيها الاتفاق مع القوى الست الكبرى بشأن برنامجها النووي الذي أبرم عام 2015، وانسحبت الولايات المتحدة منه في 2018.
لكن السلطات الإيرانية اضطرت هذه المرة إلى دحض اتهامات من نوع آخر بعدما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن روسيا "تنوي استخدام القمر مدة أشهر عدة" في إطار هجومها على أوكرانيا قبل أن تسلم إيران الإشراف عليه.
وأكدت منظمة الفضاء الإيرانية الأحد في بيان أن القمر "خيّام" يعود لإيران، و"كل الأوامر المرتبطة بالتحكم بهذا القمر الصناعي وتشغيله سيتم إصدارها من اليوم الأول ومباشرة بعد الاطلاق من قبل خبراء إيرانيين في قواعد الفضاء العائدة لوزارة الاتصالات وتقنية المعلومات".
- اتهامات "خاطئة" -
وشددت على أن "إرسال الأوامر وتلقي المعلومات من هذا القمر سيتمّ وفق خوارزميات مشفرة (...) ولا تتوفر لبلد ثالث إمكانية الوصول لهذه المعلومات، وبعض الشائعات التي انتشرت حول استخدام صور هذا القمر لأغراض عسكرية لدول أخرى غير صحيحة".
في تشرين الأول 2005 اطلقت روسيا أول قمر اصطناعي إيراني "سينا-1" من قاعدة بليسيتسك في شمال غرب روسيا.
وأعقب الإعلان عن إطلاق القمر، زيارة قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى إيران في 19 تموز، حيث التقى الرئيس إبراهيم رئيسي والمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي الذي دعا لتعزيز "التعاون الطويل الأمد" بين البلدين.
وكان بوتين نفى في حزيران 2021، تقارير صحافية أميركية عن نية روسيا توفير نظام متطور للأقمار الاصطناعية لحساب إيران بغرض تحسين قدراتها في مجالات التجسس.
غالبا ما تلقى النشاطات الفضائية الإيرانية إدانة دول غربية على خلفية المخاوف من لجوء طهران لتعزيز خبرتها في مجال الصواريخ البالستية عبر إطلاق أقمار صناعية الى الفضاء.
وسبق لإيران أن أطلقت أقمارا صناعية مباشرة من أراضيها، آخرها في آذار 2022 مع قمر "نور 2" العسكري العائد للحرس الثوري.
وأتى اطلاق القمر فيما استؤنفت المحادثات حول الملف النووي الإيراني بين إيران وروسيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة والمانيا في فيينا بتنسيق من الاتحاد الأوروبي ومشاركة غير مباشرة للولايات المتحدة. وكانت هذه المحادثات الهادفة إلى إحياء الاتفاق المبرم العام 2015 متوقفة منذ أشهر عدة.
وعرض الاتحاد الأوروبي الاثنين وثيقة نهائية إلا أن طهران لا تزال تدرسها.
أتاح الاتفاق رفع عقوبات عن الجمهورية الإسلامية لقاء خفض أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها. إلا أن الولايات المتحدة انسحبت منه في 2018 وأعادت فرض عقوبات اقتصادية قاسية على إيران التي ردت بالتراجع تدريجا عن غالبية التزاماتها بموجبه.