النهار

ملك مسنّ يفتقر إلى شعبيّة واسعة... العائلة الملكيّة البريطانيّة أمام تحديات جديدة
المصدر: أ ف ب
ملك مسنّ يفتقر إلى شعبيّة واسعة... العائلة الملكيّة البريطانيّة أمام تحديات جديدة
الأمير تشارلز يتذوق بعض الآيس كريم خلال زيارته موقع نيو لانارك في قائمة التراث العالمي لليونيسكو، في لاناركشاير باسكتلندا (7 أيلول 2022، ا ف ب).
A+   A-
يدشن اعتلاء الملك تشارلز الثالث المسن، والذي لا يحظى بشعبية واسعة مثل الملكة اليزابيث الثانية، مرحلة حساسة للعائلة الملكية التي عرفت في عهد والدته كيف تتجاوز الأزمات.

في العام 1953 توجت اليزابيث الثانية ملكة في سن الخامسة عشرة في أجواء من الحماسة وطنية في بلد كان في طور النهوض من صدمة الحرب العالمية الثانية. وحافظت طوال حياتها على شعبية واسعة واحترام كبير.

لكن يبدو أن الاستقبال الذي سيُخص به نجلها البكر سيكون مختلفا. ويقول رروبرت هايزل استاذ القانون الدستوري في "يونيفرسيتي كوليدج لندن" إن تشارلز البالغ 73 عاما يعتلي العرش "وهو رجل مسن".

ويوضح لوكالة فرانس برس أنه "سيكون من الصعب جدا عليه أن يكمل مسار الملكة. ستمر العائلة الملكية على الأرجح بمرحلة صعبة".

ولد تشارلز في 1948 وتزوج من ديانا سبنسر في العام1981 وانجبا الأميرين وليام وهاري إلا ان زواجهما واجه صعوبات كبيرة مع كشف الصحف عن خيانات متبادلة أدت إلى طلاقهما.

بعد وفاة ديانا المأسوية العام 1997 في حادث سير في باريس بعدما طاردها صائدو صور، تزوج تشارلز في العام 2005 من عشيقته السابقة كاميلا باركر بولز.

ولطالما عرف الملك الجديد بتصريحات تثير جدلا ووُجهت باستخفاف أحيانا في مسائل مثل الزراعة والهندسة المعمارية الحديثة التي لا يستهويها. وفيما بات كثيرون يشاطرونه اهتماماته البيئية، ينبغي عليه الآن أن يعتمد حيادا مطلقا إذ أن كل كلمة تصدر عن الملك تخضع للتدقيق والتعليق الشديدين.

في العام 2018، قال عبر هيئة "بي بي سي" إنه يدرك أن عليه الامتناع عن اتخاذ مواقف "فأنا لست غبيا".

ويرى هايزل أن احترام الملك لجديد لهذا الحياد "سيكون صعبا جدا" خصوصا مع تطلعات اسكتلندا إلى الاستقلال مع المحافظة على النظام الملكي مشددا في الوقت ذاته "على حس الخدمة العامة والواجب العام القوي جدا" الذي يتمتع به تشارلز.

- هالة -
يباشر تشارلز عهده بشعبية أدنى بكثير من شعبية والدته. فقد أظهر استطلاع للرأي أعده  معهد يوغوف في 2021 أن بالكاد أيد ثلث الأشخاص المستطلعة اراؤهم فكرة انه سيكون ملكا جيدا في حين أن نسبة التأييد لوالدته كانت تزيد عن 70%.

ومن شأن ذلك تحفيز آمال انصار إلغاء النظام الملكي وإحلال نظام جمهوري مكانه وهي فكرة يدعمها 15% فقط من البريطانيين في السنوات الأخيرة.

ويقول غراهام سميث المشرف على حركة "ريبابليك" إن تشارلز "لا يتمتع بالهالة الكبيرة التي كانت تتمتع بها الملكة".

ويرى روبرت هايزل أن تنحي تشارلز لصالح ابنه وليام المولود في 1982 ويحظى بشعبية كبيرة "احتمال يمكن تصوره". وكانت الملكة نفسها ترفض التنحي.

- تعديل نمط الحياة -
لكن غراهام سميث يرى أن تشارلز "لن يستسلم".

وفي مواجهة الانتقادات المتعاظمة حول نمط حياة العائلة الملكية، يرى خبراء بشؤون العائلة الملكية أن تشارلز يرغب بخفض الأفراد النشطين الذين يتلقون أموالا من التاج الملكي ويكرسون وقتهم لالتزامات رسمية. ويبلغ عددهم اليوم نحو عشرة.

وقد بدأ هذا التوجه يتبلور  مع استبعاد الأمير أندرو شقيق تشارلز الذي تلطخت سمعته بسبب صداقته مع الخبير المالي الأميركي الراحل جيفري ابستين المتهم بالاتجار بقصر ومن ثم انتقال نجله الأمير هاري إلى كاليفورنيا.

ويرى روبرت هايزل أن أهمية الاستمرار على هذا النهج ليس ماليا فحسب بل  لتجنب حصول "تجاوزات" خصوصا.

ويعود لتشارلز توزيع الألقاب وسيختار على سبيل المثال أن ينقل من عدمه لقب أمير ويلز ألى نجله وليام. وهو يحمل هذا اللقب منذ 1958.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium