أظهرت التوقعات الأولية الصادرة بعد فترة وجيزة من انتهاء التصويت أن الرئيس النمسوي ألكسندر فان دير بيلين ضمن فترة ثانية مدتها ست سنوات بحصوله على أكثر من 50 بالمئة من الأصوات في انتخابات اليوم الأحد ليتجنب بذلك خوض جولة إعادة.
واستند استطلاع أجرته مؤسسة "سورا" للتلفزيون الرسمي إلى إحصاء جزئي للأصوات، وأظهر أن فان دير بيلن، الزعيم السابق لحزب الخضر البالغ 78 عاما، حصل على 54.6 بالمئة بهامش خطأ 2.1 نقطة مئوية.
وكان أقرب منافسيه مرشح حزب الحرية اليميني المتطرف فالتر روزنكرانتس بنسبة 18.9 بالمئة.
وسبق أن أثبتت التوقعات الأولية في النمسا، التي تستند إلى إحصاء من مراكز الاقتراع التي أُغلقت في وقت سابق من اليوم، أنها موثوقة في ما مضي. وكانت مراكز الاقتراع في فيينا وإنسبروك من بين آواخر المراكز التي أغلقت أبوابها.
وأظهرت توقعات منفصلة من معهد "إيه.آر.جي.إي فالين" لوكالة الأنباء الوطنية حصول فان دير بيلين على 55.9 بالمئة وحصول روزنكرانتس على 17.9 بالمئة بعد فرز 62 بالمئة من الأصوات.
ودور الرئيس النمسوي شرفي إلى حد كبير، لكنه يتمتع بصلاحيات كاسحة تشمل الإشراف على الفترات الانتقالية وأوقات الاضطرابات. واشتهر فان دير بيلين بالثبات والهدوء لا سيما في فترات الأزمات.
ولن تصدر النتائج الرسمية النهائية قبل الإثنين.
وقاد فان دير بيلين حملته مركّزا على شعاري "الوضوح" و"الاستقرار"، وكانت الاستطلاعات تشير إلى أنه الأوفر حظا للفوز في الانتخابات.
وقال استاذ الاقتصاد البالغ 78 عاما بعدما أدلى بصوته وسط فيينا "سيكون من الجيد بأن ننعم بالوضوح اليوم -- أمر جيد بالنسبة للنمسا ولنا --، لنتمكن بعد ذلك من التركيز على المهام العديدة التي تنتظرنا في ظل الأزمات العديدة التي نواجهها... نحن في النمسا وفي أوروبا".
وقبل الانتخابات أشارت الاستطلاعات إلى أن الرئيس الليبرالي المؤيد لأوروبا سيحصل على أكثر من 50 في المئة من الأصوات، وسيفوز من الجولة الأولى.
وعدد الناخبين المسجّلين في النمسا نحو 6,4 ملايين شخص من أصل سكان البلاد البالغ عددهم تسعة ملايين نسمة.
ويعد منصب الرئيس ومدة ولايته ست سنوات، فخريا إلى حد بعيد.
- "ثبات" -
قالت المتقاعدة مونيكا غريغور (73 عاما) لفرانس برس خارج مركز اقتراع في فيينا "أفضّل الثبات"، مشيرة إلى أنها صوتت لفان دير بيلين الذي تعتبره "ذكيا جدا".
وترشّح زعيم الخضر سابقا كمستقل مرة جديدة بينما أشارت لافتات إلى أنه "الخيار الآمن في فترات الاضطرابات"، في وقت أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى ارتفاع معدلات التضخم على مستوى أوروبا.
ورغم خوضه الانتخابات مستقلا، يحظى بالدعم الصريح والضمني من أبرز الأحزاب النمسوية باستثناء "حزب الحرية" اليميني المتشدد الذي قدّم مرشّحه فالتر روزينكرانز الذي أشارت التوقعات إلى نيله 18,9 بالمئة من الأصوات.
كما ترشّح للرئاسة مغني البانك روك البالغ 35 عاما دومينيك فلازني، مؤسس "حزب البيرة".
وبيّنت التوقعات حلوله في المرتبة الرابعة ونيله 8,1 بالمئة من الأصوات.
وقال مطور البرامج ألكسندر نيتمان (35 عاما) إنه صوّت لفلازني على أمل أن يأتي فوزه "ببعض التجديد".
وواجه فان دير بيلين الذي يطلق عليه أنصاره "الاستاذ" معركة صعبة بشكل غير متوقع عام 2016، إذ لم يفز في الاقتراع إلا بعدما واجه أحد السياسيين من "حزب الحرية" في الجولة الثانية.
لكن معدلات التأييد لـ"حزب الحرية" تراجعت منذ العام 2019 بعدما أطاحت فضيحة فساد الحكومة التي كان الحزب مشاركا فيها، ما أدى في نهاية المطاف إلى استقالة المستشار حينذاك سيباستيان كورتز عام 2021.
وأفاد المحلل توماس هوفر بأنه "من الضروري" أن يتجنّب فان دير بيلين جولة ثانية كما حصل عام 2016 عندما كانت الحملة الانتخابية "مثيرة للانقسامات إلى حد كبير وعدائية".
- "استقرار" -
وقالت المحللة السياسية لدى جامعة فيينا جوليا بارتيمولر لفرانس برس إن فان دير بيلين يمثّل "النزاهة والاستقرار، وهو أمر يقدّره الناخبون إلى حد كبير في ظل الأزمات العديدة التي تواجهها الكثير من الدول الأوروبية حاليا".
وفي حال فوزه، سيكون فان دير بيلين أكبر رؤساء النمسا سنا.
ولد فان دير بيلين الملقب بـ"ساشا" نظرا لأصوله الروسية، خلال الحرب العالمية الثانية في فيينا لأب روسي أرستقراطي وأم إستونية فرّت من حكم ستالين.
وأجبر وصول الجيش الأحمر بعد عام العائلة على الفرار إلى ولاية تيرول الجنوبية حيث أمضى فان دير بيلين "طفولة مثالية".
ودرس الاقتصاد في جامعة إنسبروك ونال الدكتوراه عام 1970 قبل أن يصبح عميد كلية الاقتصاد في جامعة فيينا.