يدلي النمسويون بأصواتهم، الأحد، في انتخابات رئاسية توقع بأن تنتهي بفوز الرئيس الحالي ألكسندر فان دير بيلين بولاية ثانية، إذ يشكّل رمزا للاستقرار في الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي في ظل أزمة الطاقة والتضخم.
ويتصدّر فان دير بيلين الذي قامت حملته الانتخابية على شعاري "الوضوح" و"الاستقرار" نتائج الاستطلاعات متقدّما بفارق كبير على جميع منافسيه الستة.
وقال استاذ الاقتصاد البالغ 78 عاما بعدما أدلى بصوته وسط فيينا "سيكون من الجيد بأن ننعم بالوضوح اليوم -- أمر جيد بالنسبة للنمسا ولنا --، لنتمكن بعد ذلك من التركيز على المهام العديدة التي تنتظرنا في ظل الأزمات العديدة التي نواجهها... نحن في النمسا وفي أوروبا".
وأشارت الاستطلاعات إلى أن الرئيس الليبرالي المؤيد لأوروبا سيحصل على أكثر من 50 في المئة من الأصوات، ما يعني فوزه من الجولة الأولى.
ويحق لنحو 6,4 ملايين شخص من سكان النمسا البالغ عددهم تسعة ملايين الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات.
وفتحت مراكز الاقتراع في فيينا ومعظم أجزاء البلاد أبوابها عند الساعة السابعة بالتوقيت المحلي (05,00 ت غ). وينتهي التصويت عند الساعة 17,00 (15,00 ت غ) بينما تصدر أولى التوقعات فور إغلاق مراكز الاقتراع.
- "ثبات" -
وقالت المتقاعدة مونيكا غريغور (73 عاما) لفرانس برس خارج مركز اقتراع في فيينا "أفضّل الثبات"، مشيرة إلى أنها صوتت لفان دير بيلين الذي تعتبره "ذكيا جدا".
وترشّح زعيم الخضر سابقا كمستقل مرة جديدة بينما أشارت لافتات إلى أنه "الخيار الآمن في فترات الاضطرابات"، في وقت أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى ارتفاع معدلات التضخم على مستوى أوروبا.
ويحظى بالدعم الصريح والضمني من أبرز الأحزاب النمسوية باستثناء "حزب الحرية" اليميني المتشدد الذي قدّم مرشّحه فالتر روزينكرانز الذي يحتل المرتبة الثانية في الاستطلاعات مع حصوله على 15 في المئة من نيات التصويت.
كما ترشّح للرئاسة مغني البانك روك البالغ 35 عاما دومينيك فلازني، مؤسس "حزب البيرة".
وأظهرت استطلاعات الرأي بأن نيات التصويت له بلغت 10 في المئة.
وقال مطور البرامج ألكسندر نيتمان (35 عاما) إنه صوّت لفلازني على أمل أن يأتي فوزه "ببعض التجديد".
وواجه فان دير بيلين الذي يطلق عليه أنصاره "الاستاذ" معركة صعبة بشكل غير متوقع عام 2016، إذ لم يفز في الاقتراع إلا بعدما واجه أحد السياسيين من "حزب الحرية" في الجولة الثانية.
لكن معدلات التأييد لـ"حزب الحرية" تراجعت منذ العام 2019 بعدما أطاحت فضيحة فساد بالحكومة التي كان الحزب مشاركا فيها، ما أدى في نهاية المطاف إلى استقالة المستشار حينذاك سيباستيان كورتز عام 2021.
وأفاد المحلل توماس هوفر بأنه "من الضروري" أن يتجنّب فان دير بيلين جولة ثانية كما حصل عام 2016 عندما كانت الحملة الانتخابية "مثيرة للانقسامات إلى حد كبير وعدائية".
- "استقرار" -
وقالت المحللة السياسية لدى جامعة فيينا جوليا بارتيمولر لفرانس برس إن فان دير بيلين يمثّل "النزاهة والاستقرار، وهو أمر يقدّره الناخبون إلى حد كبير في ظل الأزمات العديدة التي تواجهها الكثير من الدول الأوروبية حاليا".
وفي حال فوزه، سيكون فان دير بيلين أكبر رؤساء النمسا سنا.
ويعد منصب الرئاسة في النمسا ومدته ست سنوات شكليا إلى حد كبير.
ولد فان دير بيلين الملقب بـ"ساشا" نظرا لأصوله الروسية، خلال الحرب العالمية الثانية في فيينا لأب روسي أرستقراطي وأم إستونية فرّت من حكم ستالين.
وأجبر وصول الجيش الأحمر بعد عام العائلة على الفرار إلى ولاية تيرول الجنوبية حيث قضى فان دير بيلين "طفولة مثالية".
ودرس الاقتصاد في جامعة إنسبروك ونال الدكتوراه عام 1970 قبل أن يصبح عميد كلية الاقتصاد في جامعة فيينا.