مقارنات كثيرة أجريت بين رئيس الحكومة المستقيل بوريس جونسون والرئيس السابق دونالد ترامب منذ فترة طويلة باعتبارهما من الوجوه "الشعبوية" ومن داعمي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وبسبب تمسّكهما الكبير بالسلطة بالرغم من انتفاء الموجبات القانونية أو المعنويّة لذلك. لا يوافق الكاتب في مجلة "سبكتايتور" البريطانية أوليفر وايزمان على هذا التشبيه.
بالنسبة إليه، إن الاستياء ليوم أو يومين قبل إعلان الاستقالة ليس تماماً 6 كانون الثاني. والتصميم على القتال للمصلحة الشخصية ليس غير اعتيادي بين السياسيين الذين يصلون إلى أعلى السلطة.
إنّ المقارنات بين ترامب وجونسون تسيء فهم أدوار كليهما في حزبي الجمهوريين والمحافظين وفي التاريخ الحديث لكل من الولايات المتحدة وبريطانيا. لكنّ الأمر المزعج فعلاً بالنسبة إلى الكاتب هو حجب تلك المقارنات لمقارنة عابرة للأطلسي وأكثر إضاءة: بين جونسون والرئيس الأميركي جو بايدن.
لدى جونسون نقاط مشتركة مع بايدن أكثر بكثير مما هي الحال مع ترامب. كتب وايزمان عن هذه النقطة في أوائل 2020 حين كانت الأمور أفضل لجونسون. انتزع المنصب الأعلى من تيريزا ماي وضمن غالبية في مجلس العموم أكبر من أي غالبية حصل عليها المحافظون منذ عهد مارغريت تاتشر ووفى بوعده في إخراج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
أداء بايدن كان جيداً أيضاً. انتصر في الانتخابات التمهيدية الديموقراطية وبدا أنه مهيأ لإلحاق الهزيمة بترامب في تشرين الثاني. كلاهما آت من داخل العمل السياسي وقادر على تصوير نفسه أنه من خارج المؤسسة.
كلاهما مرن إيديولوجياً ووصل إلى القمة عبر التواصل أكثر مع القاعدة بالمقارنة مع سائر الشخصيات في حزبيهما. فهم بوريس المزاج العام حيال "بريكست". أدرك بايدن أنّ المسار نحو الانتصار يكمن في الوعد بإنهاء الجائحة والتخلص من ترامب، لا في السياسات التحويلية التي اقترحها خصومه في الانتخابات التمهيدية.
حتى بعد تدهور الأوضاع، لا يبدو المسؤولان أقل تشابهاً بحسب الكاتب. يشرف كلاهما على دولتين يسود فيهما شعور بأن الأمور غير منتظمة. في ما يخص وعودهما الانتخابية الأساسية، من الواضح أن بايدن لم يهزم ترامب بشكل حاسم كما بدا في ذلك الوقت ولا يزال جونسون يواجه صداعات مرتبطة ببريكست تقوض شعور أنه أنجز المهمة.
بدا كلاهما غير فعال في المنصب مفسرين أحياناً بشكل سيئ التفويض الذي أعطي إليهما. أحياناً أخرى، ظهر أنهما عاجزان عن الوفاء بالوعود الاكثر اساسية. مال كلاهما نحو اليسار في السياسة مع نزعة طبيعية للوم الآخرين حين تسوء الامور.
وخسر كلاهما ثقة الحزبين السياسيين اللذين انقذاهما منذ سنوات قليلة فقط. لفترة وجيزة، بدا بوريس أكيداً من البقاء في السلطة بسبب عدم وجود بدلاء. لكن المحافظين فقدوا اخيراً صبرهم. "سيتعين علينا الانتظار حتى 2024 لمعرفة ما إذا كان الديموقراطيون سيكونون أكثر صبراً" ختم وايزمان.