تدخل المساعدات ببطء إلى المناطق المنكوبة في تركيا وسوريا اليوم، حيث يبذل المسعفون جهوداً مضنية لسحب أطفال من بين ردم المباني التي دُمّرت في الزلزال العنيف، والذي ارتفعت حصيلة ضحاياه إلى نحو 30 ألف قتيل في جنوب تركيا وشمال غرب سوريا. وقد أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اليوم أن عدد قتلى الزلازل المدمّرة في تركيا ارتفع إلى 24617 قتيلاً، فيما أحصت السلطات في سوريا نحو 5 آلاف قتيل.
أُنقذ عدد من الأطفال لكنّ الأمل في العثور على ناجين آخرين في سوريا وتركيا يتضاءل، بعد مرور خمسة أيام على إحدى أسوأ الكوارث التي تشهدها هذه المنطقة منذ قرن، فيما وافقت دمشق على إيصال المساعدات الدولية للمناطق المتضررة والخارجة عن سيطرتها.
حذّرت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين الجمعة من أن الزلزال قد يكون شرد 5,3 ملايين شخص في سوريا. وفيما تتدفّق المساعدات الإنسانية الدولية على تركيا، مع إعلان ألمانيا خصوصاً إرسال 90 طنا من المواد جوّاً، يبقى الوصول إلى سوريا التي يخضع نظامها لعقوبات دولية، أكثر تعقيداً بكثير.
وأعلن سفيرا سويسرا والبرازيل الجمعة أن مجلس الأمن الدولي سيجتمع لبحث الوضع الإنساني في سوريا بعد تقييم الاحتياجات، فيما تتواصل الدعوات إلى التعجيل في فتح معابر حدودية إضافية مع تركيا لإيصال المساعدات.
معبر بين تركيا وأرمينيا
فُتح معبر بين أرمينيا وتركيا للمرة الأولى منذ 35 عاماً من أجل السماح بمرور مساعدات إنسانية بعد الزلزال، على ما أفادت وكالة الأناضول التركية الرسمية اليوم، والتي أوضحت أنّ خمس شاحنات محمّلة بمساعدات للضحايا عبرت معبر أليكان في محافظة إغدير.
ونقلت وكالة الأناضول تغريدة لنائب وزير الخارجية الأرمني فاهان كوستانيان قال فيها إن "المساعدات الإنسانية التي أرسلتها أرمينيا عبرت جسر مرغارا على الحدود بين أرمينيا وتركيا وهي في طريقها إلى المناطق المتضررة من الزلزال".
وبحسب الوكالة التركية، فتح هذا المعبر خصيصاً في العام 1988 لإرسال مساعدات إلى أرمينيا التي تعرضت حينها لزلزال ضرب عاصمتها يريفان وتراوح عدد ضحاياه بين 25 ألفاً و30 ألف قتيل.
توقيف 12 مقاولاً في تركيا
أوقف نحو 12 مقاولاً في تركيا بعد انهيار آلاف المباني جنوب شرق البلاد جراء زلزال الاثنين، على ما ذكرت وسائل الاعلام المحلية البوم. وبين الموقوفين مقاول في محافظة غازي عنتاب و11 مقاولاً في محافظة شانلي اورفا.
غيبرييسوس في حلب
وصل المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس إلى مطار حلب الدولي اليوم على متن طائرة أقلّت 37 طناً مترياً من الإمدادت الطبية الطارئة استجابة للزلزال المدمر، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا".
وقال غيبرييسوس للصحافيين من المطار إنها "إمدادات طبية طارئة تبلغ نحو 37 طناً مترياً" موضحاً أنّها "ستساهم في تقديم الدعم الطارئ للأشخاص المتضررين" من الزلزال. وأكد المسؤول الأممي أنّ منظمة الصحة العالمية ستواصل تقديم الدعم "عبر إحضار المزيد من الإمدادات الطارئة" مشيراً إلى أن شحنة اليوم هي "الأولى وستليها شحنة أخرى غداً" محملة "بأكثر من ثلاثين طناً مترياً".
وشدّد على أن المنظمة تعتزم "توفير الإمدادت الطارئة خصوصاً تلك المهمة لإدارة الصدمات (التروما) لدى الأشخاص المتضررين من الزلزال".
الجيش النمسوي يعلق عملياته الإغاثية في تركيا
علق الجيش النمسوي عمليات الإنقاذ في تركيا صباحاً، مشيراً إلى "الوضع الأمني" في المكان بعد الزلزال القوي.
وقال متحدث في فيينا لوكالة "فرانس برس" أنّ "هجمات وقعت بين مجموعات" من دون ذكر مزيد من التفاصيل. وأوضح أنّ 82 جندياً من وحدة الإغاثة الخاصة (وحدة الإغاثة في حالات الكوارث التابعة للقوات النمساوية) احتموا في قاعدة في محافظة هاتاي "مع منظمات دولية أخرى بانتظار توجيهات".
وصل الجنود الثلثاء ومعهم 45 طناً من المعدات وتمكنوا من إخراج تسعة أشخاص من تحت الأنقاض، وفق بيان صدر الجمعة. وقال المتحدث إن عودتهم إلى النمسا ما زالت مقررة الخميس لكن "الوضع قيد الدراسة".
سفينتان لإيواء 3 آلاف
أعلنت شركة "كارادينيز هولدينغ" التركية اليوم أنّها سترسل سفينتين للمساعدات الإنسانية يمكن أن تسع الواحدة منهما لإيواء 1500 شخص للمساعدة في جهود الإغاثة بإقليم هاتاي في جنوب البلاد.
وقالت الشركة إن السفن التي يطلق عليها اسم سفن النجاة تكون مجهزة لعمليات الإغاثة الإنسانية ومزودة بأماكن إقامة وثلاجات وأجهزة تلفزيون وتدفئة ومرافق للتعليم والرعاية الصحية والغذاء.