واجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء في هولندا احتجاجات جديدة أوقف خلالها شخصان لدى وصوله إلى جامعة أمستردام، وشدّد على ضرورة "قبول إثارة الجدل أحيانًا" من أجل "بناء مسارات للمستقبل".
وقال أمام الجالية الفرنسية في أمستردام "في هولندا كما في فرنسا، تجري إصلاحات صعبة تتسبب أحيانًا بخروج تظاهرات (تنمّ عن) مخاوف بسبب تغيّرات الزمن".
وأضاف "علينا قبول إثارة الجدل أحيانًا ويجب محاولة بناء مسارات للمستقبل".
وعقد ماكرون ورئيس الوزراء الهولندي مارك روته مؤتمرًا صحافيًا عند الساعة 17,45 (15,45 بتوقيت غرينتش) سُئل الرئيس الفرنسي خلاله عن تصريحاته المثيرة للجدل حول تايوان وحول ضرورة أّلا تكون أوروبا "تابعة" للولايات المتحدة أو الصين في مواقفها.
وقال إن فرنسا تؤيد "الوضع القائم" في تايوان والتوصل "لتسوية سلمية" بشأنها.
وفي زيارة الدولة التي تُعدّ الأولى لرئيس فرنسي إلى هولندا منذ 23 عامًا، حاول عشرات المتظاهرين الأربعاء عرقلة تحرّكات ماكرون.
أوقف متظاهران هما رجل وامرأة، بتهمة "الإخلال بالنظام العام والتهديد" لأنهما "كانا يجريان باتجاه الرئيس" الفرنسي، حسبما أعلنت المتحدثة باسم شرطة أمستردام ليكس فان ليبرغن لوكالة فرانس برس.
وتُظهر لقطات تلفزيونية الرجل عند اعتراض مساره فجأة وإلقائه بقوة أرضا بالقرب من ماكرون الذي يواجه سلسلة احتجاجات واسعة في فرنسا ضدّ إصلاح نظام التقاعد.
وهتف الرجل مرّتين "من أجل العمال، ونحن هنا حتى لو أن ماكرون لا يريد ذلك"، وهو شعار يكرره متظاهرون معارضون لماكرون في فرنسا.
وقع الحادث بعد خروج الرئيس الفرنسي من سيارة ليموزين مع ملك هولندا فيليم ألكسندر واستقبلته رئيسة بلدية أمستردام فيمكي هالسيما.
وكان أحد المتظاهرين الموقوفين يرفع لافتة، بحسب المتحدثة باسم الشرطة.
- "رئيس العنف والنفاق" -
كان نحو 40 متظاهرًا بانتظار ماكرون عند خروجه من الجامعة، حاملين لافتتَين إحداهما رُفعت الثلثاء كذلك وكُتب عليها "رئيس العنف والنفاق".
وقدّم أحد المتظاهرين نفسه على أنه ليبرالي، وهو يدرس العلوم الاجتماعية في أمستردام. وأوضح أنه أراد التنديد بـ"عنف" الشرطة خلال التظاهرات في فرنسا و"إفساد" زيارة ماكرون لهولندا.
الثلثاء، قاطع محتجّون ماكرون خلال إلقائه خطابًا في لاهاي حول مستقبل أوروبا قال فيه إنه إذا كانت الديموقراطية مرادفة للحق في التظاهر، فإنها تتعرض أيضًا "للخطر" عند عدم احترام القانون.
وتواجه الحكومة الفرنسية منذ بداية العام احتجاجات ضخمة على رفع سن التقاعد من 62 إلى 64 عامًا في فرنسا.
وأحيا قرار ماكرون، باعتماد نصّ إصلاح نظام التقاعد دون تصويت في البرلمان، الحركة الاحتجاجية في فرنسا حيث تخللت بعض التظاهرات أعمال عنف.
الأربعاء، زار الرئيس الفرنسي مع الملك الهولندي مختبر الفيزياء الكمّية بجامعة أمستردام، وهي تقنية فيزياء واعدة تهدف إلى زيادة قوة الحوسبة في الحواسيب.
وسبق أن اندمجت شركة باسكال Pasqal الفرنسية الناشئة، التي أسسها الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء آلان أسبيه، مع شركة "كيو أند كو" Qu&Co لتصبحان شركة رائدة في أوروبا.
- أشباه الموصلات والفيزياء الكمّية والطاقة -
ووقعت الحكومتان الفرنسية والهولندية الأربعاء "ميثاق الابتكار" ويتضمّن إقامة تعاون في مجالات أشباه الموصلات والفيزياء الكمّية والطاقة، وهي مجالات يعمل الاتحاد الأوروبي على تعزيز استقلاليتها فيها.
وأصبح للمجموعتين الفرنسية "إس تي مايكروالكترونيكس" STMicroeletronics والهولندية "إيه إس إم إل" ASML، وهما رائدتان في مجال تصنيع أشباه الموصلات في أوروبا، مشاريع مشتركة.
على هامش زيارته لجامعة أمستردام، اجتمع ماكرون مع المدير العام لمجموعة "إيه إس إم إل" بيتر فينينك.
وتعمل الحكومتان أيضًا على وضع اللمسات الأخيرة على اتفاقية دفاعية يتم الإعلان عنها بحلول العام 2024.
في وقت لاحق، سيزور ماكرون وزوجته بريجيت، برفقة الملك الهولندي والملكة ماكسيما، معرض فرمير في متحف ريكز في أمستردام، قبل أن يعودا إلى باريس.