أعلن البيت الأبيض، الإثنين، أنّ معلوماته الاستخبارية تفيد بأنّ طهران ستزوّد موسكو بـ"مئات الطائرات المسيّرة" لمساعدة القوات الروسية في مواجهة المقاومة الشرسة التي يبديها الجيش الأوكراني في شرق البلاد.
وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك ساليفان خلال مؤتمر صحافي إنّ "معلوماتنا الاستخبارية تشير إلى أنّ الحكومة الإيرانية تستعدّ لتزويد روسيا، في غضون وقت قصير للغاية، بما يصل إلى مئات الطائرات المسيّرة، بما في ذلك طائرات قتالية".
وأضاف أنّ هذه المعلومات "تشير أيضاً إلى أنّ إيران تستعدّ لتدريب القوات الروسية على استخدام هذه الطائرات المسيّرة، وأنّ أولى الدورات التدريبية كان مفترضاً أن تبدأ في مستهلّ شهر تمّوز"، مشيراً إلى أنّه لا يعرف ما إذا كانت طهران قد زوّدت بالفعل موسكو بالطائرات المسيّرة أو بقسم منها، أم بعد.
وردّت طهران الثلثاء على هذه التصريحات، مشددة على عدم حصول "أي تطور خاص" في تعاونها التكنولوجي مع روسيا منذ بدء غزو الأخيرة لأوكرانيا في شباط الماضي.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في بيان إن التعاون بين البلدين "في مجال بعض التقنيات الحديثة يعود لما قبل الحرب في أوكرانيا، ولم يسجّل أي تطور خاص في هذا المجال مؤخرا"، من دون أن يذكر الطائرات المسيّرة.
وشدد كنعاني على أن موقف طهران من الحرب في أوكرانيا "واضح وتم الاعلان عنه مرات عدة".
وسبق أن أكد مسؤولون إيرانيون رفض بلادهم للحرب والدعوة للتوصل الى حل سياسي، مع تحميلهم في الوقت عينه جذور الأزمة للولايات المتحدة وتوسع حلف شمال الأطلسي شرقا.
واعتبر كنعاني أن تصريحات ساليفان تأتي بينما "حوّلت الولايات المتحدة والأوروبيون على مدى أعوام الدول المحتّلة والمعتدية، بما يشمل منطقة غرب آسيا، الى مخازن لأسلحتها المدمّرة".
- طائرات مسيّرة مفخخة -
وذكّر ساليفان بأنّه سبق للمتمرّدين الحوثيين في اليمن أن استخدموا طائرات إيرانية مسيّرة مفخّخة "لمهاجمة السعودية".
ويثير تطوير إيران للطائرات المسيّرة قلق عدوّتيها الولايات المتحدة واسرائيل اللتين تتهمانها بتوفير طائرات من هذا النوع لحلفائها في الشرق الأوسط، أو استخدامها لاستهداف القوات الأميركية وحركة الملاحة في الخليج.
ومنذ الغزو الروسي لأوكرانيا، أدّت الطائرات المسيّرة دوراً مهمّاً في تنفيذ عمليات استطلاع أو إطلاق صواريخ أو إلقاء قنابل.
وشدّد ساليفان على أنّ غزو أوكرانيا يكبّد روسيا "كلفة باهظة"، مشيراً إلى أنّ القوات الروسية تواجه مشاكل في الحفاظ على تسليحها مع تقدّمها في شرق أوكرانيا.
أعلنت الولايات المتّحدة الأسبوع الماضي عن تقديم مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 400 مليون دولار، تشمل خصوصاً راجمات صواريخ من طراز هيمارس وقذائف دقيقة الإصابة.
ومنذ بدأ الغزو الروسي لأوكرانيا قدّمت واشنطن لكييف مساعدات عسكرية بلغت قيمتها الإجمالية 6,9 مليارات دولار.
وبحسب ساليفان فإنّ "روسيا فشلت إلى حدّ كبير في تحقيق أهدافها في أوكرانيا" والتي كانت تتمثل في "الاستيلاء على العاصمة كييف، وإزالة أوكرانيا من الوجود كبلد، والقضاء على الهوية الأوكرانية، ودمج أوكرانيا في روسيا".
وأوضح المستشار الرئاسي الأميركي أنّ "الهدف الأساسي لاستراتيجيتنا هو وضع الأوكرانيين في أقوى موقع ممكن في ساحة المعركة لكي يكونوا في موقع قوة على طاولة المفاوضات عندما يحين وقت الديبلوماسية".
ويثير تطوير إيران للطائرات المسيّرة قلق كلّ من الولايات المتحدة وإسرائيل اللّتين تتّهمان الجمهورية الإسلامية بتزويد حلفائها في الشرق الأوسط مثل حزب الله اللبناني والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة والمتمردين الحوثيين في اليمن بهذه الطائرات، أو استخدامها لاستهداف القوات الأميركية وحركة الملاحة في الخليج.
وفرضت وزارة الخزانة الأميركية في تشرين الأول 2021 عقوبات على شخصيات مرتبطة بهذا البرنامج.
وبدأت الجمهورية الإسلامية تطوير برامج للطائرات المسيّرة منذ ثمانينات القرن الماضي خلال الحرب ضدّ العراق (1980-1988).
وسبق للقوات الإيرانية أن اختبرت أنواعاً مختلفة من الطائرات المسيّرة في مناورات عسكرية.