يستقبل الرئيس الأميركي جو بايدن نظيره المكسيكي أندرس مانويل لوبيز أوبرادور الثلثاء في واشنطن، لإجراء محادثات حول ملفات الهجرة والأمن والتعاون الاقتصادي.
وتشكّل الزيارة التي ستكون الثانية للوبيز أوبرادور إلى البيت الأبيض منذ تولي بايدن سدّة الرئاسة في الولايات المتحدة، مناسبة للزعيمين لكي يعملا على تعزيز العلاقات بينهما والتي تشهد أحيانا توترات.
وقال مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية في تصريح للصحافيين إن "التعاون في مجال الهجرة هو من أولى أولويات الرئيسين لوبيز أوبرادور وبايدن. أعتقد أن هذا الملف سيكون من الموضوعات الرئيسية التي سيتم التطرق إليها في محادثات الغد".
وسبق أن أعلن لوبيز أوبرادور أنه يعتزم أن يبحث مع بايدن في ملفي الأمن والهجرة، لا سيما ضرورة الاستثمار في مشاريع تنموية في أميركا الوسطى لردع الناس عن المغادرة.
وقال لوبيز أوبرادور لصحافيين "سنتطرّق أيضا إلى مسألة التضخّم"، مشيرا إلى أن البلدين يمكن أن يبذلا معا جهودا لكبح ارتفاع الأسعار من خلال تدابير مشتركة.
وأشار إلى أن القضايا الأمنية ستُبحث "في إطار احترام سيادة" البلدين.
وكان البلدان قد توافقا العام الماضي على تعديل آلية التصدي لتهريب المخدرات لمعالجة الأسباب الجذرية وتعزيز الجهود للحد من تهريب الأسلحة عبر الحدود.
كذلك ستتطرّق المحادثات إلى الاتجار بالبشر على خلفية وفاة أكثر من 50 مهاجرا بينهم مكسيكيون كثر بعدما تركهم مهرّبون في مقطورة شاحنة في سان أنتونيو في ولاية تكساس تحت حرارة الشمس الحارقة.
وقال المسؤول الأميركي "شهدنا من خلال المأساة في سان أنتونيو مدى التأثير الهائل لشبكات التهريب هذه والضرورة الملحّة للتصدي لهذا الأمر".
ويولي بايدن أهمية كبيرة لملف الهجرة، ويتّهمه جمهوريون كثر بعدم حماية الحدود الجنوبية للولايات المتحدة من عمليات العبور غير الشرعي.
ويسعى الرئيس المكسيكي أيضا إلى إعطاء المهاجرين صفة نظامية وتسهيل منحهم تأشيرات عمل موقتة، وهو يشدد على أن هذا الأمر من شانه أن يسهم في إيجاد حل للنقص الذي تواجهه الولايات المتحدة على صعيد اليد العاملة، وهو ما تريد واشنطن أيضا مناقشته.
وقال المسؤول الأميركي "نتوقّع أن ينصبّ التركيز بشكل أكبر على كيفية توسيع الممرات الشرعية إلى كلا البلدين مع إيلاء اهتمام خاص لمسارات عبور العمال من أميركا الوسطى".
شهدت العلاقات بين لوبيز أوبرادور وبايدن بعض التوتر، لا سيما مع إحجام الرئيس المكسيك عن المشاركة في قّمة الأميركيتين الشهر الماضي على خلفية رفض نظيره الأميركي دعوة كوبا وفنزويلا ونيكاراغوا.
لكن على الرغم من ذلك يصر لوبيز أوبرادور على أنه يقيم علاقات "جيّدة" مع بايدن وعلى تفاؤله بأن تثمر المحادثات الثنائية عن نتائج إيجابية.