قال الأمين العام للحزب الحاكم في كينيا إن الانتخابات الرئاسية التي جرت في البلاد شابها التزوير، من دون أن يقدم دليلا على مزاعمه، مما تسبب في حالة من القلق بين المواطنين اليوم الجمعة في الوقت الذي عمدت فيه وسائل الإعلام إلى إبطاء وتيرة عمليات الإحصاء غير الرسمي للأصوات.
ومفوضية الانتخابات فقط هي المخولة بإعلان الفائز، لكن كان يُنظر إلى إحصاءات وسائل الإعلام باعتبارها صمام أمان ضد مزاعم التزوير التي سبق أن فجرت أعمال عنف في البلاد.
وكينيا، أغنى دولة في شرق أفريقيا وأكثرها استقرارا، لها تاريخ طويل مع النزاعات الانتخابية الدامية. وقتل أكثر من 1200 شخص بعد انتخابات عام 2007 وأكثر من 100 عقب انتخابات عام 2017.
وحتى الآن أشاد المراقبون الدوليون بالانتخابات بشكل عام لكن عادة تظهر المشاكل بعد إعلان النتائج.
ويتعين على الرئيس المنتهية ولايته أوهورو كينياتا ترك المنصب بعد المدة القصوى لوجوده على رأس السلطة والمحددة بفترتين رئاسيتين مدة كل منهما خمس سنوات.
والمرشحان الرئيسيان لخلافته هما السجين السياسي السابق وزعيم المعارضة المخضرم رايلا أودينجا ونائب الرئيس وليام روتو. وسبق أن نشب خلاف بين كينياتا وروتو ما دفعه لتأييد أودينجا.
وفي وقت متأخر أمس الخميس، أصدر رئيس حزب اليوبيل الذي يتزعمه كينياتا بيانا يزعم حدوث "تزوير متقن وكبير"، وقال إن "العملية الانتخابية شابها عوار كبير" بعد أن حقق حزب روتو أداء قويا في منطقة تهيمن عليها العرقية التي ينتمي اليها كينياتا.
وزعم البيان حدوث ترهيب للناخبين وتقديم رشا واستخدام غير قانوني لمواد الحملات الانتخابية في مراكز الاقتراع وسوء التعامل مع مندوبي الحزب. ولم يقدم البيان أي دليل أو يفسر سبب تأخر الكشف عن هذه الادعاءات. ولم يتسن الوصول إلى مسؤولي الحزب للتعليق.
تباطؤ
أظهرت إحصاءات وسائل الإعلام، التي توقفت تقريبا بحلول صباح اليوم الجمعة، منافسة محتدمة بين المرشحين الرئيسيين، لكن لم ينجح أيهما في الحصول على أكثر من 50 بالمئة التي يحتاج إليها أي مرشح للحسم من الجولة الأولى.
وإذا لم يفز أي مرشح بأكثر من 50 بالمئة زائد صوت واحد، فسيخوض المرشحان الأكثر حصولا على الأصوات جولة إعادة.
وتم الانتهاء من فرز 99.7 بالمئة من الأصوات في مراكز الاقتراع لكن وسائل الإعلام لم تحص آلاف الأصوات بعد. وبدأ هذا التباطؤ المفاجئ بعدما جرى فرز نحو 80 بالمئة من الأصوات.
وانتقد كاتب المقالات ورسام الكاريكاتير الكيني البارز باتريك جاثارا التباطؤ، وغرد على تويتر قائلا "إذن مرة أخرى، تخاذلت وسائل الإعلام الكينية وتوقفت عن تحديث إحصاءاتها؟ كان الأمر جيدا للغاية لدرجة يصعب استمرارها".
لكن المسؤولين التنفيذيين من مجموعتي سيتيزين ونيشن الإعلاميتين قالوا إن موظفي المجموعتين يشعرون بالإرهاق ويحتاجون إلى الراحة.
وقال ستيفن جيتاجاما، الرئيس التنفيذي لمجموعة نيشن "مفوضية الانتخابات تقع على عاتقها مسؤولية تقديم النتائج، وليس وسائل الإعلام".