أطلقت كوريا الشمالية الخميس صاروخاً بالستياً متسبّبةً بحال من التأهب لفترة وجيزة في جزيرة هوكايدو اليابانية قبل أن تؤكد طوكيو أنه لم يسقط في أراضيها.
وأعلن رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا الخميس أن الصاروخ الذي أطلقته كوريا الشمالية "لم يسقط في الأراضي اليابانية".
من جهته صرح وزير الدفاع الياباني ياسوكازو هامادا للصحافة بأن الصاروخ "يُرجّح أن يكون من فئة الصواريخ البالستية العابرة للقارات"، مشيراً إلى أن مساره كان "مائلاً بشدة نحو الشرق". وأضاف أن الصاروخ لا يبدو أنه سقط في المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان.
وقد حلّقت صواريخ كوريا الشمالية بالفعل فوق اليابان مرات عدة في الماضي.
من جهتها أعلنت هيئة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية أن "كوريا الشمالية أطلقت صاروخاً بالستياً غير محدد باتجاه البحر الشرقي" الاسم الكوري لبحر اليابان، دون مزيد من التفاصيل.
وتسبب إطلاق الصاروخ في حالة تأهب وجيزة في جزيرة هوكايدو شمالي الأرخبيل الياباني.
وحضت الحكومة اليابانية صباح الخميس سكان منطقة هوكايدو على الاحتماء بعد أن أطلقت كوريا الشمالية الصاروخ.
وقالت الحكومة في تحذير "اخلوا على الفور. اخلوا على الفور"، طالبة من سكان هوكايدو الاحتماء في مبان أو تحت الأرض.
لكن خفر السواحل والسلطات المحلية سرعان ما استبعدوا وجود أي خطر.
جاء إطلاق الصاروخ فيما من المقرر عقد اجتماعين وزاريين لدول مجموعة السبع الغنية خلال الأيام المقبلة في اليابان: اجتماع لوزراء البيئة في هوكايدو السبت والأحد، واجتماع لوزراء الخارجية الأحد والاثنين في كارويزاوا (وسط).
كثفت بيونغ يانغ اختبارات الأسلحة في الأشهر الأخيرة ما زاد التوتر مع سيول وواشنطن اللتين عززتا من جانبهما تعاونهما العسكري ونفذتا مناورات مشتركة واسعة في المنطقة.
دعا الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون الاثنين إلى زيادة القدرات الردعية لبلاده "لمواجهة المناورات المتزايدة للاستعماريين الأميركيين والدمى الخونة في كوريا الجنوبية".
منذ 23 آذار، قالت بيونغ يانغ إنها أجرت خصوصاً ثلاثة اختبارات لـ "غواصة نووية مسيرة" قادرة على "التسبب بتسونامي إشعاعي واسع النطاق".
وقال النظام الكوري الشمالي أيضاً إنه أطلق صاروخاً بالستياً عابراً للقارات في 16 آذار. العام الماضي، أعلنت كوريا الشمالية نفسها قوة نووية بشكل "لا رجوع فيه"، ودعا كيم مؤخراً إلى زيادة "هائلة" في إنتاج الأسلحة، بما في ذلك النووية التكتيكية.
وكشفت صور التقطت بالأقمار الصناعية قبل شهر عن مستوى عال من النشاط في المجمع النووي الرئيسي الكوري الشمالي في يونغبيون، على ما ذكرت منظمة "38 نورث" المتمركزة في الولايات المتحدة.
في آذار أيضاً أمر كيم قواته بتكثيف مناوراتها استعداداً لـ"حرب حقيقية". وردّت واشنطن وسيول بمناورات عسكرية مشتركة جديدة تشمل طائرات شبح أميركية.
ونفذت سيول وواشنطن مناورات جوية مشتركة في 5 نيسان تضمنت قاذفة أميركية واحدة على الأقل من طراز B-52H قادرة على حمل أسلحة نووية وفقاً للجيش الكوري الجنوبي.
وتعتبر كوريا الشمالية هذه المناورات بمثابة تدريبات على غزو لأراضيها وحذرت مرارا من أنها ستتخذ إجراءات "ساحقة" رداً على ذلك.
إلى ذلك، دانت الولايات المتحدة "بشدة" إطلاق كوريا الشمالية الخميس "صاروخاً بالستياً طويل المدى" حسبما أعلن البيت الأبيض.
وقالت أدريان واتسون المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض إن "عملية الإطلاق هذه تشكل انتهاكاً فاضحاً لكثير من قرارات مجلس الأمن الدولي، وتزيد التوترات بلا داعٍ وتهدد بزعزعة الأمن في المنطقة".
وفي السياق، أعلن الجيش الكوري الجنوبي أن الصاروخ البالستي الذي أطلقته بيونغ يانغ الخميس يعمل "على الأرجح بالوقود الصلب"، وهي تكنولوجيا جعل منها الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون أولوية استراتيجية.
وقالت هيئة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية لوكالة "فرانس برس" "يبدو أن كوريا الشمالية أطلقت نوعاً جديداً من الصواريخ البالستية، يعمل على الأرجح بالوقود الصلب".