رأى الكاتب السياسي في صحيفة "النيويورك تايمس" توماس فريدمان أنه مخطئ من يعتقد بتخطي النزاع في أوكرانيا مرحلته الأسوأ. تدخل الحرب بالنسبة إلى بوتين "استراتيجية الشتاء" في مواجهة "استراتيجية الصيف" للناتو.
ليست استراتيجية بوتين مجنونة. بحسب تقرير للصحيفة نفسها الأسبوع الماضي، يخشى المسؤولون في البيت الأبيض جولة أوروبية جديدة من العقوبات لكبح تدفق النفط الروسي بحلول نهاية السنة بما سيرفع أسعار الطاقة بشكل كبير مما يؤدي إلى إغراق أميركا واقتصادات أخرى في انكماش قاس.
قد ترتفع أسعار الطاقة إلى 200 دولار للبرميل مما يضطر الأميركيين إلى دفع 7 دولارات مقابل غالون الوقود. إن سعر الغالون الواحد في أوروبا يتراوح بين 9 و 10 دولارات ليس أمراً غير شائع حيث ارتفعات أسعار الغاز "نحو 700%" وفقاً لبلومبرغ.
في هذا الوقت، يقول الأطلسيون والأميركيون إن "الشتاء عدونا. لكن الصيف والخريف يمكن أن يكونا صديقنا". هذه أيضاً ليست استراتيجية مجنونة.
تقترح تحليلات عسكرية متعددة أن روسيا فقدت بالحد الأدنى 15 ألف جندي وعلى الأرجح ضعفي هذا الرقم من الجرحى. وقال مسؤولون أميركيون لفريدمان إن بوتين ليس لديه ما يقرب حتى من العدد الكافي من الجنود للانطلاق من شرق أوكرانيا والاستيلاء على ميناء أوديسا لترك أوكرانيا من دون منفذ على البحر وخنق اقتصادها.
يأمل الناتو بوضوح إمكانية استخدام الجيش الأوكراني أنظمة "هيمارس" لقاذفات الصواريخ العالية المرونة لإنزال المزيد من الموت والدمار بالقوات الأوكرانية. إذا حصل ذلك فقد لا يتوقف تقدم الجيش الروسي وحسب بل يمكن أن يخسر المزيد من الأراضي مما يضطر الرئيس الروسي للقبول بوقف لإطلاق النار وعمليات إجلاء إنسانية وأوضاع أفضل لتصدير الغذاء الأوكراني.
مع ذلك، يشير فريدمان إلى أن بوتين لا يظهر أي مؤشر إلى جاهزيته لعقد اتفاق سلام نهائي، لكن قد يكون ممكناً دفعه نحو هذا النوع من وقف إطلاق النار. لهذه الأسباب يرى الكاتب أن الحرب في أوكرانيا ستدخل مرحلة أشد خطورة منذ شباط: استراتيجية الشتاء لبوتين مقابل استراتيجية الصيف للناتو.