سعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الثلثاء، إلى إنهاء القتال بين أرمينيا وأذربيجان بعد مقتل 49 جنديا أرمينيا على الأقل في اشتباكات حدودية أثارت مخاوف من اندلاع حرب أخرى في أراضي الاتحاد السوفياتي السابق.
ودعت كل من روسيا والولايات المتحدة وفرنسا إلى ضبط النفس بعد أكثر المعارك دموية منذ أن اندلعت حرب بين أرمينيا وأذربيجان استمرت ستة أسابيع بسبب منطقة ناغورنو-كراباخ المتنازع عليها عام 2020.
وقالت أرمينيا إن بلدات عدة قرب الحدود مع أذربيجان، بما في ذلك جيرموك وجوريس وكابان، تعرضت للقصف في الساعات الأولى من اليوم الثلثاء، موضحة أنها ردت على ما وصفته "باستفزاز واسع النطاق" من جانب أذربيجان.
وقالت باكو إنها هوجمت من جانب أرمينيا. ولم يتسن لرويترز على الفور التحقق من روايات ساحة المعركة من كل جانب.
وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحافيين "لا يمكن إغفال دور روسيا الاتحادية ودور بوتين شخصيا".
وأضاف "من الطبيعي أن يبذل الرئيس قصارى جهده للمساعدة في تهدئة التوترات على الحدود".
وروسيا، التي أرسلت في شباط قوات إلى أوكرانيا في أكبر غزو بري أوروبي منذ الحرب العالمية الثانية، هي القوة الرئيسية في القوقاز وحليف لأرمينيا من خلال منظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تقودها روسيا والتي اجتمعت اليوم الثلثاء للبحث في الوضع.
وأرسلت روسيا ألوفا من قوات حفظ السلام إلى المنطقة عام 2020 في إطار اتفاق لإنهاء حرب شهدت تحقيق أذربيجان مكاسب إقليمية كبيرة في ناغورنو- كراباخ وما حولها.
وتدعم تركيا أذربيجان سياسيا وعسكريا.
قتال عبر الحدود
اتهم رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان أذربيجان بمهاجمة البلدات الأرمنية لأنها لا تريد التفاوض بشأن وضع إقليم ناغورنو- كراباخ، وهو جيب يقع داخل أذربيجان ويسكنه بشكل أساسي عرقيون أرمن.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن باشينيان قوله في كلمة أمام برلمان بلاده "خفت حدة الأعمال القتالية لكن الهجمات على جبهة أو جبهتين انطلاقا من أذربيجان مستمرة".
وقالت أذربيجان، التي اتهمت أرمينيا بالقيام بأنشطة مخابرات على طول الحدود وتحريك أسلحة، إن مواقعها العسكرية تعرضت لهجوم من أرمينيا. وأضافت أنها تعرضت لخسائر لكنها لم تكشف عن عدد القتلى والجرحى في صفوف قواتها.
وذكرت وسائل إعلام أذربيجانية أن اتفاق وقف إطلاق النار تم انتهاكه على الفور تقريبا بعد تطبيقه في وقت مبكر اليوم الثلثاء.
دعوة للهدوء
دعت كل من روسيا والولايات المتحدة، وهما في خلاف بسبب حرب أوكرانيا، باكو ويريفان إلى مراعاة ضبط النفس.
قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في بيان "كما أوضحنا منذ فترة طويلة، لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري للصراع. نحث على إنهاء أي أعمال عسكرية عدائية على الفور".
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن الصراع بين أرمينيا وأذربيجان "يجب حله حصريا من خلال السُبُل السياسية والديبلوماسية".
وتحدث وزيرا دفاع أرمينيا وروسيا صباح الثلثاء واتفقا على اتخاذ خطوات لتحقيق الاستقرار على الحدود، بينما أجرى وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو اتصالا بنظيره الأذربيجاني جيهون بيراموف، ودعا أرمينيا إلى "وقف استفزازاتها".
كما حث شارل ميشيل، رئيس المجلس الأوروبي، باشينيان على الحيلولة دون حدوث مزيد من التصعيد. واجتمع ميشيل بباشينيان ورئيس أذربيجان إلهام علييف الشهر الماضي في بروكسيل لإجراء محادثات عن تطبيع العلاقات بين البلدين والقضايا الإنسانية واحتمال إبرام معاهدة سلام بشأن ناغورنو-كراباخ.
وقال مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن فرنسا ستطرح الاشتباكات بين أرمينيا وأذربيجان في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، مضيفا أن ماكرون واصل حث الجانبين على الالتزام بوقف إطلاق النار.