في مشهد لم تعتده الطرق الفرنسية، اصطفّ الفرنسيّون بطوابير امدّت أمتاراً ولساعات طويلة، أمام محطّات المحروقات، للتزوّد بالوقود، إذ تعاني البلاد، منذ حوالي الأسبوع، من أزمة وقود حادّة بسبب إضراب بعض المصافي الرئيسيّة، وتواجه ثلث محطات الوقود مشكلات في الإمدادات.
وتدخّلت الشرطة الفرنسيّة لتنظيم الطوابير ومراقبة عدادات الوقود في السيارات والحفاظ على الأمن، بعد التوتر والعراك الذي وَقع بين المنتظرين أمام المحطات، في مشهد يعيد إلى الأذهان أزمة طوابير البنزين في لبنان خلال الأشهر الماضية.
وحدّدت وزارة الانتقال في قطاع الطاقة في فرنسا كمية المحروقات المتاحة لكلّ فرد، معلنة التزود بـ30 لتراً فقط من الوقود للأفراد و120 لتراً للشاحنات الكبيرة في عدة محافظات.
وتناقل روّاد مواقع التّواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر طوابر البنزين في المدن الفرنسية، ومن بينها مقطع لأحد اللبنانيين المقيمين في فرنسا، متهكّماً على ما آلت إليه الأمور في أوروبا بالقول: "طرقوها عين لأوروبا عم نعبي بالغالون".
وأصدرت الحكومة الفرنسيّة مؤخّراً أوامر للعاملين في أحد مستودعات الوقود التّابعة لشركة "إكسون موبيل" بالعودة إلى العمل، إذ تسعى جاهدة لتأمين إمدادات البنزين بعد إضرابات استمرت أسابيع، لكنها تخاطر باندلاع صراع أوسع مع النقابات العمالية.
من جهتهم، صوّت عمال مصافي النفط الفرنسية المضربون، أمس الأربعاء، لصالح مواصلة تحركهم الاحتجاجي في تحدٍّ للحكومة التي تسعى لاستئناف ضخ الإمدادات.
وشل التحرك النقابي المطالب بزيادة الأجور، ستّاً من سبع مصافٍ للوقود في فرنسا، ما أدى إلى نقص في البنزين والديزل فاقمه تهافت السائقين على المحطات.