النهار

وصول بايدن إلى بالي للمشاركة في قمّة مجموعة العشرين: لقاء مع شي و"تحديد الخطوط الحُمر" مع الصين
المصدر: أ ف ب
وصول بايدن إلى بالي للمشاركة في قمّة مجموعة العشرين: لقاء مع شي و"تحديد الخطوط الحُمر" مع الصين
بايدن (في الوسط) لدى وصوله إلى مطار نغوراه راي الدولي في دينباسار في بالي (13 ت2 2022، أ ف ب).
A+   A-
أكد الرئيس الأميركي جو بايدن الأحد أنّه سيسعى إلى تحديد "خطوط حمر" في العلاقات المتوترة بين واشنطن وبيجينغ خلال أول لقاء وجهًا لوجه مع نظيره الصيني شي جينبينغ، قبل قمة مجموعة العشرين التي تتّسم على ما يبدو بانقسامات عميقة.

ووصل الرئيس الديموقراطي مساء الأحد على متن الطائرة الرئاسية "إير فورس وان" إلى جزيرة بالي الإندونيسية للمشاركة في القمة وعقد لقاءات ثنائية مع قادة أكبر قوى اقتصادية في العالم، بعدما شارك في قمة رابطة أمم جنوب شرق آسيا "آسيان" في بنوم بنه.

وأكد الرئيس الأميركي أن النجاح غير المتوقّع للديموقراطيّين في انتخابات منتصف الولاية وضعه في موقع أقوى لإجراء محادثات حاسمة مع نظيره الصيني الإثنين.

والعلاقات بين واشنطن وبيجينغ متوترة على خلفية مروحة واسعة من القضايا تراوح بين التجارة وحقوق الإنسان في إقليم شينجيانغ ووضعية تايوان المتمتعة بحكم ذاتي.

وتوقّع بايدن أن تكون المحادثات مع شي صريحة.

وقال الرئيس الأميركي "أعرف شي جينبينغ، وهو يعرفني"، مضيفًا أنّهما دائمًا ما كانا يُجريان "محادثات صريحة".

ويعرف الزعيمان بعضهما منذ أكثر من عقد، منذ أن كان بايدن نائبًا للرئيس باراك أوباما، لكنّ الاثنين سيتقابلان وجهًا لوجه للمرّة الأولى منذ تسلّم بايدن منصب الرئاسة. 

وقال بايدن "لدينا القليل جدا من سوء الفهم. علينا فقط تحديد ما هي الخطوط الحُمر".

وأكد مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي جايك ساليفان، خلال حديث مع صحافيين على متن طائرة اير فورس وان، إن بايدن يأمل بأن يكون هو وشي "واضحين تمامًا" وإيجاد مجالات يمكن للدولتين فيها العمل "بتعاون بشأن قضايا جوهرية".

وتحدث بايدن عن آرائه بشأن العلاقات الأميركية مع الصين خلال قمة شرق آسيا في كمبوديا حيث حضر ممثلون لعدة دول شرق آسيوية لديها نزاعات بحرية مع بيجينغ. وقال بايدن في القمة إن "الولايات المتحدة مستعدة لمنافسة شديدة مع الصين لكنها لا تسعى إلى الصراع ولا إلى المواجهة"، حسبما ذكر ساليفان.

وقال مسؤولون في البيت الأبيض إن بايدن سيحضّ الصين على استخدام نفوذها لكبح جماح كوريا الشمالية التي أجرت عددا قياسيا من تجارب إطلاق الصواريخ، بينما يتحدث مراقبون عن استعداد بيونغ يانغ لإجراء تجربة نووية ستكون السابعة في تاريخها.

وتوقع ريان هاس المسؤول السابق عن الشؤون الصينية في مجلس الأمن القومي الأميركي، ألا يكون الرئيس الصيني "مرنًا مع بايدن"، مثلما كان مع المستشار الألماني أولاف شولتس خلال لقاء مؤخرًا، كي لا يُنظر إليه على أنه "مستجيب لمطالب (بايدن) في ما يخصّ أوكرانيا والنووي وكوريا الشمالية"

وتُعد الصين أبرز حليف لبيونغ يانغ. وقال مسؤولون أميركيون إن بايدن سيحذّر شي من أن إطلاق مزيد من الصواريخ وتصاعد التوتر النووي من شأنه أن يدفع الولايات المتحدة إلى تعزيز انتشارها العسكري في المنطقة، وهو ما تعارضه بيجينغ بشدة.

وجاء في بيان مشترك لبايدن ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا والرئيس الكوري الجنوبي يون سوك-يول أنهم "يؤكدون مجددًا أن أي اختبار نووي لجمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية سيُقابَل بردّ قوي وحازم من المجتمع الدولي".

- بوتين الغائب الأكبر -
قرّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عدم المشاركة في قمة مجموعة العشرين رسميًا لأن جدول أعماله يحول دون ذلك، إلا أنّ غيابه يُعتبر مؤشرًا الى عزلة في خضمّ غزوه لأوكرانيا.

وأوفد ممثلًا له هو وزير الخارجية سيرغي لافروف الذي وصل مساء الأحد إلى بالي.

وجعل الهجوم الروسي على أوكرانيا المستمرّ منذ قرابة عشرة أشهر، مشاركة بوتين في القمة صعبة ومحفوفة بمخاطر سياسية. ورغم أن الحرب لم توضع على جدول أعمال القمة، إلا أنّها في مقدّم مخاوف قادة العالم خصوصًا لناحية تأثيرها الكبير على أسواق الغذاء والطاقة.

ودعت وزارة الخارجية الروسية في بيان مجموعة العشرين إلى التركيز على القضايا الاقتصادية التي تأسست من أجلها هذه الصيغة التي تجمع الاقتصادات الرئيسية في العالم، بدلاً من القضايا الأمنية التي تقع ضمن اختصاص الأمم المتحدة.

ويُتوقع أن تخضع روسيا لمزيد من الضغوط لتمديد اتفاق يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية والأسمدة عبر مرافئ البحر الأسود، وتنتهي صلاحيّته في 19 تشرين الثاني.

لكن حتى في هذا الموضوع، من المحتمل أن يجعل التقارب الصيني الروسي إصدار بيان مشترك مع الغربيين، أمرًا مستبعدًا.

- بيان غير مرجّح -
بذلت إندونيسيا الدولة المضيفة لقمة مجموعة العشرين، كل ما في وسعها للحفاظ على التوازنات، إذ لم تكن ترغب في إعطاء الأفضلية لا للصين ولا للولايات المتحدة وقاومت ضغوط الدول الغربية التي طالبتها باستبعاد روسيا عن القمة. لكن جاكرتا ليست متفائلة بشأن فرص التوصل إلى اتفاق حول نصّ مشترك في ختام القمة.

ولم تنجح الاجتماعات الوزارية التي سبقت القمة في التوصل إلى تفاهم على بيان مشترك.

وقال وزير التنسيق الإندونيسي للاستثمارات والشؤون البحرية لوهوت بنسار باندجايتان عشية القمة "بصراحة، أعتقد أن الوضع العالمي لم يكن يومًا معقدًا إلى هذا الحدّ". وأضاف "في حال لم يصدر عن قادة مجموعة العشرين بيان، فإن (السبب هو) الوضع، لا بأس".
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium