بعدما تصدّر الانتخابات التشريعية الإسرائيلية مع حلفائه في اليمين المتطرّف، يُكلَّف بنيامين نتنياهو اليوم تشكيل الحكومة في انتصار لرئيس الوزراء الأسبق الذي كان قد تعهّد استعادة المنصب. ويُتوقّع أن يشكّل حكومة ستكون الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، ما يُثير كثيراً من المخاوف داخلياً وخارجياً.
هذا الأسبوع، أوصت غالبية من النواب بلغ عددهم 64 نائباً، رئيس الدولة اسحق هرتسوغ منح نتنياهو تفويضاً لتشكيل حكومة. في المقابل، اقتصر عدد الذين فوّضوا هرتسوغ تكليف رئيس الوزراء المنتهية ولايته يائير لبيد تشكيل الحكومة على 28 نائباً.
ومن المقرّر أن يستقبل الرئيس نتنياهو قرابة الساعة 12,00 (10,00 بتوقيت غرينتش).
وكان لبيد هو من أطاح نتنياهو في حزيران 2021 من السلطة من خلال ائتلاف جمع أحزاباً من اليمين واليسار والوسط ومن العرب، ما وضع حدّاً لولاية هي الأطول في تاريخ إسرائيل شغل خلالها نتنياهو المنصب من العام 1996 وحتى العام 1999 ومن ثم من العام 2009 وحتى العام 2021.
ونتنياهو المُتّهم بقضايا فساد تتعلّق "بخيانة الأمانة والرشوة"، قد تعهّد بعد هزيمته في الانتخابات التشريعية التي أجريت في آذار 2021 والتي جعلته زعيماً للمعارضة، "إطاحة الحكومة في أول فرصة".
الأكثر يمينيّة
سيكون أمام نتنياهو 28 يوماً لتجميع فريقه الوزاري ويمكن أن يحصل على 14 يوماً إضافية إذا لزم الأمر. وقد بدأ زعيم حزب الليكود الجمعة الماضية مفاوضات مع حلفائه من اليمين المتديّن واليمين المتطرّف لتشكيل حكومة يرجّح أن تكون الأكثر يمينيّة في تاريخ إسرائيل.
تصدّر نتنياهو نتائج الانتخابات التي أظهرت حصول حزب الليكود برئاسته على 32 مقعداً، فيما حصل الحزبان المتديّنان "يهودوت هتوراه" لليهود الأشكناز الغربيين وحزب "شاس" لليهود الشرقيّين السفرديم على 18 مقعداً، وتحالف اليمين المتطرّف "الصهيونية الدينية" على 14 مقعداً.
ويتطلّع حزب "شاس" اليهودي الشرقي برئاسة ارييه درعي الذي حصل على 11 مقعداً إلى تولي حقيبة الداخلية أو المال وفق الصحافة.
أدين ارييه درعي بالتهرب الضريبي في عام 2021 وكان قد سُجن في السابق بتهمة الفساد. أمّا بتسلئيل سموطريتش من تحالف "الصهيونية الدينية" فيُطالب علناً بوزارة الدفاع، فيما يُطالب الزعيم اليميني المناهض للعرب إيتمار بن غفير، وهو الذي لطالما طالب بضمّ كامل الضفة الغربية، بتولي حقيبة الأمن العام.
لم تفرز "شريكاً"
ذكرت وسائل إعلامية أن هرتسوغ حاول إقناع منافسي نتنياهو ولا سيّما لبيد ووزير الدفاع بيني غانتس بتشكيل حكومة وحدة معه من شأنها تهميش زعيم حزب القوة اليهودية المثير للجدل والمحرّض المعادي للعرب إيتمار بن غفير. غير أنّ هرتسوغ نفى هذه المعلومات.
لكن خلال لقائه الخميس ممثلين عن اليمين المتطرف، أبلغهم في بث مباشر بأنه تلقى "أسئلة من المواطنين الإسرائيليين وزعماء العالم (...) أسئلة حساسة للغاية حول حقوق الإنسان".
وقال هرتسوغ للنائب بن غفير، المعروف بشكل خاص بخطاباته الهجومية المعادية للعرب: "هناك صورة معينة لك ولحزبك وأنا أقول ذلك بكلّ أمانة، تبدو مثيرة للقلق من نواحٍ كثيرة".
وبعد الانتخابات الأخيرة التي نظّمت في إسرائيل التي تشهد انقساماً سياسياً، دعت دول غربية عدّة بينها الولايات المتحدة إلى "التسامح والاحترام للجميع في مجتمع مدني لا سيّما الأقليات".
من جهته، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية إن نتائج الانتخابات الإسرائيلية تعكس تنامي مظاهر "التطرّف" و"العنصرية"، وأكّد أنها لم تفرز "شريكاً للسلام".
في الحكومات السابقة لنتنياهو، توسّع الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة ووُقّعت اتفاقات تطبيع للعلاقات مع دول عربية، رأى فيها الفلسطينيون "خيانة".