تبحث الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، الثلثاء، في سبُل تسريع شحناتها من الأسلحة والذخائر إلى أوكرانيا خلال لقاء في بروكسيل، ستتمّ خلاله مناقشة تزويد كييف مقاتلات لتمكينها من مقاومة الغزو الروسي.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ، قبل اجتماع لـ"مجموعة رامشتاين"، إنّ "ما هو أولوي وملح يتمثّل في تزويد الأوكرانيين الأسلحة التي وُعدوا بها للحفاظ على قدرتهم على الدفاع عن أنفسهم".
وتتّخذ كل القرارات الخاصة بتوريد الأسلحة إلى أوكرانيا ضمن هذه المجموعة التي شكّلتها وترأسها الولايات المتحدة، والتي تشارك فيها حوالى 50 دولة. وتعقد معظم اجتماعاتها في القاعدة الأميركية في رامشتاين الألمانية.
وأكّد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن "سنوفر للأوكرانيين وسائل تمكّنهم من الصمود والتقدم خلال الهجوم المضاد في الربيع". وفيما تحدّث عن المدفعية ومنظومات الدفاع المضاد للطائرات والدبابات، لم يذكر المسؤول الأميركي المقاتلات في الشحنات المقبلة للأسلحة.
وأكد ستولتنبرغ من جهته أنّ "المقاتلات ليست القضية الأكثر إلحاحاً، لكن النقاش جار" بشأنها.
وقال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس على هذا الصعيد "الكل يدرك أن مسألتَي الدفاع الجوي وإعادة تزويد (أوكرانيا) بالذخيرة أكثر أهمية في الوقت الحالي من مناقشة إرسال مقاتلات".
وأعلن بيستوريوس أن الصناعة الألمانية ستعيد إطلاق خط إنتاج ذخيرة لدبابات الدفاع المضادة للطائرات من طراز غيبارد.
وأشار إلى أنه "جرى توقيع العقود مع الشركات المصنعة وسنستأنف فورا إنتاجنا في راينميتل ذخيرة غيبارد".
وبحسب صحيفة "سود دويتشه تسايتونغ" الألمانية اليومية، فإن العقد الأول يقضي بتسليم 300 ألف قطعة ذخيرة لكييف اعتبارا من تموز.
- تعزيز "تحالف الدبابات" -
من جهته، شدّد وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف الموجود في بروكسيل، في رسالة عبر حسابه على "تويتر"، على الحاجة إلى تأمين مخزونات كافية من الذخيرة وصيانة المعدّات وحماية الأجواء الأوكرانية وتعزيز "حلف الدبابات".
تطلب أوكرانيا مقاتلات وصواريخ بعيدة المدى، الأمر الذي كرّره الرئيس فولوديمير زيلينسكي الذي زار لندن وباريس وبروكسيل الأسبوع الماضي.
إلّا أنّ الخوف من التورّط في الصراع يمنع عدداً من الحلفاء من تزويد أوكرانيا هذه المعدّات. وأكّدت وفود عدّة أنّه "من غير المتوقّع اتخاذ قرار الثلثاء بشأن المقاتلات".
بدوره، أشار ستولتنبرغ إلى أنّ "دعم أوكرانيا تطوَّر منذ بداية الصراع. وستتم مناقشة تزويدها بالمقاتلات". غير أنّه أضاف أنّ "الأمر سيستغرق وقتاً والأولويات قصيرة المدى هي الذخيرة والأسلحة الموعودة مع الوقود وقطع الغيار".
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد شدّد، بعد اجتماعه مع نظيره الأوكراني، على أنّه "يجب أن نعطي الأولوية لعمليات التسليم المفيدة لتمكين الأوكرانيين من المقاومة وتنفيذ العمليات بدلاً من الالتزامات التي ستصل متأخرة جداً".
تحوّلت ذخائر الأسلحة المقدّمة للأوكرانيين إلى أولوية ومشكلة بالنسبة إلى الحلفاء.
وفي هذا الإطار، حذّر ستولتنبرغ من أنّ "المعدّل الحالي لاستخدام أوكرانيا للذخيرة أعلى بكثير من معدّل إنتاجنا". وأضاف "هذا يستنزف مخزوننا ويضع صناعاتنا الدفاعية تحت الضغط"، داعياً إلى زيادة معدّلات الإنتاج من جهة والاستثمار في الطاقات الإنتاجية من جهة أخرى.
وأشاد ينس ستولتنبرغ، كنموذج يُحتذى، بالعقود الجديدة التي تمتدّ على سنوات، والتي وقعتها الولايات المتحدة وفرنسا والنروج مع شركات الصناعات الدفاعية، ما يسمح لها بالاستثمار في زيادة الطاقة الإنتاجية.
وكانت رئيسة الوزراء الإستونية كاجا كالاس قد اقترحت الخميس خلال قمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي، أن تستخدم الدول الأعضاء آلية مماثلة لتلك المستخدمة في شراء اللقاحات بهدف دفع الصناعة الدفاعية على إنتاج المزيد.