النهار

نداء من بطريرك موسكو كيريل حول وضع دير "لافرا الكهوف" في كييف
المصدر: النهار
نداء من بطريرك موسكو كيريل حول وضع دير "لافرا الكهوف" في كييف
دير "لافرا الكهوف" في كييف (قسم العلاقات الكنسية الخارجية في بطريركية موسكو).
A+   A-
وجّه بطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل نداء إلى رؤساء الكنائس الأرثوذكسيّة المحلّيّة وعدد من الشخصيّات الدينيّة وممثّلي المؤسّسات الدوليّة عبّر فيه عن "قلقه العميق تجاه ضغط الدولة المتفاقم على المسيحيّين الأرثوذكس في أوكرانيا".
 
وقال قسم العلاقات الكنسيّة الخارجيّة في بطريركية موسكو، في بيان، ان قيادة المحميّة الوطنيّة "لافرا الكهوف في كييف" التابعة لوزارة الثقافة وسياسة الإعلام في أوكرانيا أبلغت رهبان "دير رقاد السيّدة لافرا الكهوف كييف" التابع للكنيسة الأرثوذكسيّة الأوكرانيّة، في العاشر من آذار الجاري، إنهاء الاتّفاقيّة المبرَمة مع الدير بشأن استخدام كنائسه ومبانيه، وطلبت من الرهبان مغادرة الدير قبل التاسع والعشرين من آذار الجاري".

وأشار البطريرك كيريل إلى أنّ "هذا القرار سبقه عدد من إجراءات الضغط على رهبان دير لافرا الكهوف في كييف". وذكر خصوصا "عمليّات التفتيش المهينة لمباني الدير وأماكن سكن الرهبان التي نظّمتها الخدمات الخاّصة لأوكرانيا (المخابرات) في تشرين الثاني 2022، وإنهاء العقد مع الدير لاستخدام أكبر كنيستين فيه في الحادي والثلاثين من كانون الأوّل من العام نفسه".
 
ومن بين إجراءات الضغط هذه، "حملة التشهير الإعلاميّة الموجَّهة ضدّ الدير (مع منع الرهبان من استخدام مباني الدير وحتّى الاستيلاء عليه بالقوّة والعنف)، والتي استمرّت لشهور عبر وسائل الإعلام الحكوميّة والقنوات التلفزيونيّة الرسميّة، بالإضافة إلى سياسيّين متطرّفين وشخصيّات دينيّة وعامّة". 

وأوضح البطريرك كيريل أنّ "دير لافرا الكهوف في كييف موجود منذ القرن الحادي عشر، وهو أوّل دير تمّ تأسيسه في روسيا الكييفيّة. ويُعتبَر مصدرا مشتركا للتقليد الروحيّ والرهبانيّ للشعوب الروسيّة والأوكرانيّة والبيلاروسيّة. وهو مهد حضارتنا وثقافتنا الوطنيّة. ففيه كُتب أوّل مخطوط تذكاريّ تاريخيّ لروسيا القديمة "قصص الأيام الماضيّة". كما أن الأدب اللغوي لشعوبنا نشأ منه. وقد عانى الدير، مرارا وتكرارا، على مدى ألف عام من تاريخه، من الغارات والفتوحات الأجنبيّة والاضطهادات ضدّ المسيحيّين؛ ولكن، فقط، في القرن العشرين طُرد رهبانه منه في عهد القوّة الإلحاديّة المتشدّدة".

وذكر أنّ "أجيالا جديدة من الرهبان أحيت الدير من جديد، بجهودها الشخصيّة بالاعتماد على بعض الوسائل الضخمة ومساعدة الدولة الزهيدة، أو، بالحري، يمكننا القول من دون مساعدة تُذكَر. ورمّم الرهبان مباني الدير وكنائسه بما في ذلك الكنيستان اللتان أخذتهما الدولة. ولكنّ الأهمّ من كل هذا، إعادة إحياء التقاليد الروحيّة القديمة والحياة الرهبانيّة الكاملة فيه".

وأكّد البطريرك كيريل أنّ "دير لافرا الكهوف في كييف أصبح، اليوم، من أهمّ المقدّسات في العالم الأرثوذكسيّ، بحيث يزوره آلاف الحجّاج". وقال: "لا يزال دير لافرا واحدا من أكبر الأديرة الأرثوذكسيّة في العالم، اذ يضمّ أكثر من مئتي راهب ومبتدئ، ويضم مركز إدارة الكنيسة الأرثوذكسيّة الأوكرانيّة، بالإضافة إلى وجود المئات من طلّاب أكاديميّة كييف ومدرستها اللّاهوتيّة الذين يتهيأون لنيل رتبة الكهنوت عند انتهاء دراستهم".

وألمع خصوصا إلى أن "الإنذار الأخير الذي وجّهته سلطات الدولة لدير اللّافرا في كييف، والذي نشرته وسائل الإعلام الأوكرانيّة، يلفت إلى عدم وجود المبرّرات القانونيّة الكافيّة لهذا الأمر".
 
علاوة على ذلك، فإنّ "عمل اللجنة المعيّنة للبحث عن الانتهاكات في الأنشطة الاقتصاديّة للدير لم يكن واضحاً تماما، بل جاء هدفه القمعي الطردَ الكامل للرهبان من الدير. وهذه الحقيقة واضحة ولم يخفها المسؤولون الحكوميّون وممثّلو المنظّمات الدينيّة الأوكرانيّة الأخرى الواقعة تحت تأثير السلطات العلمانيّة".

وتابع البيان: "من المؤسف جدّاً أنّ إعلان قيادة الدولة الأوكرانيّة التزامها المعايير الديموقراطيّة والطريقة الأوروبيّة لتطويرها، واحترام حقوق الإنسان والحرّيّات لا يطبَّق في الواقع. فإنّ هذه الحقوق والحرّيّات تُنتهك اليوم بطريقة صارخة جدّاً عن طريق العنف والاعتداء".

وتوجّه البطريرك كيريل بهذا النداء إلى الشخصيّات الدينيّة وممثّلي المنظّمات الدوليّة في كلّ العالم، مؤكدا أهمّيّة "بذل كلّ الجهود لمنع الإغلاق القسريّ للدير وطرد الرهبان، لما من شأن ذلك انتهاك حقوق الملايين من المؤمنين الأوكرانيّين في تغيير عن حرّيّتهم الدينيّة، والتي يصونها كل من الدستور الأوكرانيّ، وميثاق الأمم المتّحدة، والإعلان العالميّ لحقوق الإنسان، وإعلان القضاء على جميع أشكال التعصّب والتمييز على أسس دينيّة أو المعتقد، والعديد من الوثائق الأخرى ذات الأهمّيّة الدوليّة".

وذكر البيان ان البطريرك كيريل ارسل نداءه إلى كلّ من: بطاركة الكنائس الأرثوذكسيّة، البابا فرنسيس رئيس الكنيسة الكاثوليكيّة، البابا تواضروس الثاني بطريرك الكنيسة القبطيّة، جاستن بورتال ويلبي رئيس أساقفة كانتربري، وهو أوّل أسقف في كنيسة إنكلترا، والدكتور جيري بيلاي الأمين العامّ لمجلس الكنائس العالميّ، وأنطونيو غوتيريس الأمين العامّ للأمم المتّحدة، وهيلغا ماريا شميد الأمينة العامّة لمنظّمة الأمن والتعاون في أوروبا، وماريا بيجينوفيتش بوريتش الأمينة العامّة لمجلس أوروبا، وفولكر تورك المفوَّض السامي للأمم المتّحدة لحقوق الإنسان، وماتيو ميكاتشي مدير مكتب منظّمة الأمن والتعاون في أوروبا للمؤسّسات الديموقراطيّة وحقوق الإنسان. 

 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium