قبل اجتماع وزاري لمجموعة العشرين في إندونيسيا، رأت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، الخميس، إن "التحدي الأكبر" للاقتصاد العالمي جاء من الحرب في أوكرانيا.
وقالت الوزيرة الأميركية خلال مؤتمر صحافي في جزيرة بالي الإندونيسية إن "التحدي الأكبر لنا يأتي من الحرب التي بدأتها روسيا" في أوكرانيا.
وأضافت "نشهد تداعيات هذه الحرب في جميع أنحاء العالم وخصوصا في أسعار الطاقة وتزايد انعدام الأمن الغذائي".
وتابعت يلين "يجب أن يكون لدى المجتمع الدولي رؤية واضحة لكيفية محاسبة (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين على العواقب الاقتصادية والإنسانية العالمية لهذه الحرب".
هزت الحرب التي اندلعت في 24 شباط في أوكرانيا الأسواق العالمية وأدت إلى ارتفاع معدلات التضخم وتفاقم أزمة الغذاء والطاقة التي تهدد بزعزعة استقرار البلدان الأكثر ضعفاً.
وتزور وزيرة الخزانة في إدارة الرئيس الديموقراطي جو بايدن بالي بإندونيسيا للمشاركة في اجتماع وزراء المالية ومحافظي المصارف المركزية لمجموعة العشرين في 15 و16 تموز.
واكدت يلين إنها تريد الاستمرار في الضغط على نظرائها في مجموعة العشرين من أجل تحديد سقف لأسعار النفط الروسي بهدف حرمان موسكو من التمويل اللازم لمواصلة الحرب في أوكرانيا وفي الوقت نفسه الحد من التضخم.
وقالت إن "تحديد السعر هو إحدى أقوى أدواتنا" لأنه "سيحرم بوتين من الإيرادات التي تحتاجها آلة الحرب".
وتابعت المسؤولة الأميركية أنها تأمل في أن تنضم الهند والصين إلى المبادرة لأنها "تخدم مصالحهما الخاصة" عبر خفض أسعار المحروقات للمستهلكين في جميع أنحاء العالم.
- "لا مكان" للروس -
ولفتت جانيت يلين إلى أن الهدف الآخر لاجتماع مجموعة العشرين يتمثل في تشجيع الدول الدائنة الرئيسية، بما في ذلك الصين، على إبرام اتفاق لخفض ديون الدول الفقيرة، مشيرة خصوصاً إلى اقتصاد سريلانكا المفلس.
وقالت "من الواضح أنّ سريلانكا غير قادرة على سداد ديونها وآمل أن تكون الصين جاهزة للتعاون معها لإعادة هيكلة الديون".
وشدّدت المسؤولة الأميركية على أنّ "ممثّلي نظام بوتين يجب ألا يكون لهم مكان في هذا المنتدى".
لكنها رفضت أن توضح ما إذا كانت الدول الغربية ستوافق على مقاطعة المسؤولين الروس والانسحاب من الاجتماع كما فعلوا في اجتماع سابق للمسؤولين الماليين لمجموعة العشرين في نيسان.
وقالت "لا يمكن العمل كالمعتاد... لكن يمكنني أن أخبركم أنني سأعبر عن رأيي بشأن الغزو الروسي بأقوى طريقة ممكنة... سأتحدث عن تأثيره على أوكرانيا وسأدينه".
وتابعت الوزيرة الأميركية "أتوقع أن يفعل الكثير من الزملاء الأمر نفسه".
- آفاق عالمية قاتمة -
ذكر المنظمون الإندونيسيون أنّ وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف سيحضر الاجتماع افتراضيا هذه المرة، وسيكون لديه ممثل في مكان الاجتماع.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حضر الأسبوع الماضي اجتماعا لنظرائه في مجموعة العشرين لكنه واجه سيلا من الاتهامات بشأن الحرب وغادر الاجتماع في منتصف النهار.
وتأتي تصريحات جانيت يلين غداة تحذير للمديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا بشأن توقعات اقتصادية عالمية "قاتمة".
وقالت غورغييفا إن المؤسسة المالية ستخفض مرة أخرى هذا الشهر توقعاتها للنمو لعامي 2022 و2023، بعد خفضها في نيسان.
في مذكرة، حذر صندوق النقد الدولي من أن الارتفاع الأكبر مما كان متوقعا في التضخم يمكن أن "يشعل توترات اجتماعية".
مع ذلك أحرزت روسيا وأوكرانيا تقدما الأربعاء في المفاوضات بشأن صادرات الحبوب من الموانئ الأوكرانية وأعلنت تركيا عن مزيد من المحادثات حول هذا الموضوع الأسبوع المقبل.
وتحدث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي قال إنه يأمل في التوصل إلى "اتفاق رسمي" قريبًا عن "بارقة أمل" لأولئك الذين يعانون من الجوع.
وعلى هامش الاجتماع، وقّعت 11 دولة آسيوية، من بينها إندونيسيا والهند وهونغ كونغ وسنغافورة، على "إعلان بالي" برعاية منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي، للالتزام بتعزيز الشفافية الضريبية بين اقتصاداتها.
ورحّب الأمين العام للمنظمة ماتياس كورمان ب"الالتزام السياسي الواضح" للموقّعين مشيراً إلى أن دول المنطقة تخسر في الواقع حوالى 25 مليار دولار من عائدات الضرائب سنوياً بسبب الأصول الخارجية.