بحسب الكاتب في صحيفة "وول ستريت جورنال" هولمان جنكينز جونيور، تخشى الولايات المتحدة من الخسارة في أوكرانيا، كما من الانتصار. وقد يتطلب اي سيناريو انتصار تقريباً تدخل حلف شمال الأطلسي (ناتو) لإبرام اتفاق – لرسم خط أحمر ضد لعبة يائسة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. مع ذلك، ثمة الكثير من الأمور التي لا تصل إلى حد الفوز أو الخسارة والتي تجعل التدخل الأميركي صعب التفادي.
وهنالك حسابات عدة على الطرفين إجراؤها. يستطيع بوتين قتل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لكن الأخير بطل بعيون الغرب ولا يستطيع بوتين أن يكون واثقاً من تداعيات خطوة كهذه. في كل مرة، تلقي قواته الجوية قنبلة، على الرئيس الروسي أن يقلق من سقوطها على ميتم أو على شخصية شهيرة تزور أوكرانيا.
ويخشى بوتين من أن تقدم أوكرانيا على أفعال سيتعيّن عليه الرد عليها، كما تفعل الولايات المتحدة. ولهذا السبب، تشجع الأخيرة كييف على عدم قصف الأراضي الروسية. حذّر الكرملين من عواقب وخيمة إذا قصفت أوكرانيا جسراً حيوياً في القرم. هجوم القوات الخاصة يوم الاثنين الماضي على قاعدة جوية روسية في القرم قد تندرج في الخانة نفسها بالاعتماد على كيفية اختيار بوتين ردة فعله.
ولا تستطيع موسكو ولا وشنطن الثقة بقدرة الدفاعات الروسية على وقف مقاتلة "ميغ" أوكرانية عن قصف موسكو. يؤيد الكاتب زيادة الدعم لأوكرانيا لكنّه يشدد على ضرورة تمتع الغرب بالجاهزية لما ينطوي عليه هذا الدعم. فمشكلة الداعين إلى الانتصار هي إيمانهم بعنصر سحري يكمن في الاعتقاد بأنّ أوكرانيا قادرة على الانتصار من دون تدخل أطلسي. سيتوجب على الناتو التدخل عسكرياً إذا أراد أي نتيجة غير النزاع المجمد.
أضاف الكاتب أن بوتين لا يستطيع الخسارة أمام أوكرانيا، عليه أن يخسر أمام الناتو. في تحديثاتهما الحربية الأخيرة، شدد "المجلس الأطلسي" و"مؤسسة راند" على احتمال سعي سيّد الكرملين إلى مواجهة مسلحة مع الولايات المتحدة لحماية موقعه في الداخل.
والناتو مدعوم باقتصادات دول تولّد ناتجاً محلياً إجمالياً أكثر بـ25 مرة من الناتج المحلي الإجمالي لروسيا وهو متفوق بشكل هائل على مستوى القوة العسكرية وبوتين يعلم ذلك. وبفعل حربه الفاشلة والمكلفة، يدرك الرئيس الروسي أنّ لديه موارد تقل بمرور الوقت لمواجهة تدخل غربي باستثناء التهديد بهرمجدّون نووية وهو ما لم يوافق عليه المليارديرات الروس الذين يدعمون نظامه. قد يواجه بوتين معضلة شخصية كارثية بين النزول عن السلّم واستخدام سلاح نووي. وبوتين مرتبك بسبب رهانات إشكالية على خطوط حمراء لا يستطيع تحمل تنفيذها وفقاً للكاتب.
يدرك بوتين أنّ أوكرانيا لن تصبح ولاية تابعة لروسيا. لكن لديه ما يقاتل لأجله وتفادي أسوأ العواقب لحربه الفاشلة، مثل تحول أوكرانيا إلى قوة عسكرية إقليمية عظمى وضعف روسيا المتزايد تحت العقوبات وتحولها إلى أسيرة للصين.