قُتِل عشرة أشخاص في غارتين جويتين على ميكيلي، عاصمة إقليم تيغراي، بحسب مسؤول طبي بعيد إعلان سلطات المنطقة انها منفتحة على وقف لاطلاق النار ومفاوضات سلام مع الحكومة الاثيوبية.
وللمرة الثانية خلال يومين، استهدفت غارتان بطائرتين مسيرتين حوالى الساعة السابعة (04,30 ت غ) "منطقة سكنية" والحصيلة هي "عشرة قتلى"، حسبما قال كيبيروم جيبريسيلاسي، المسؤول في مستشفى "أيدر ريفيرال" لفرانس برس.
وأشار أيضا الى سقوط 14 جريحا.
أصاب القصف منطقة سكنية في ميكيلي وأدى إلى "قتل أو جرح مدنيين أبرياء" على ما كتب في وقت سابق جيتاشيو ريدا المتحدث باسم سلطات المتمردين في جبهة تحرير شعب تيغراي التي تقاتل الحكومة الإثيوبية منذ حوالى سنتين.
وكتب فاسيكا أمديسلاسي الجراح في المستشفى نفسه في تغريدة على تويتر أن امرأتين على الأقل جرحتا في أول ضربة، وأن "إحداهما كانت في منزلها والاخرى كانت تستعد للخروج" حين اصيبتا.
ولم تتمكن وكالة فرانس برس من التحقق من هذه المعلومات من مصادر أخرى لان الوصول الى تيغراي الذي يشهد حربا منذ تشرين الثاني 2020 صعب جدا وتعمل شبكات الاتصالات هناك بشكل غير منتظم.
وهذه هي ثاني الغارات الجوية الإثيوبية على ميكيلي خلال يومين بحسب سلطات اقليم تيغراي التي اتهمت الثلثاء إثيوبيا بقصف جامعة ميكيلي بطائرة مسيرة ما تسبب بوقوع جرحى والحاق أضرار بمبان.
لم ترد حكومة رئيس الوزراء الاثيوبي أبيي أحمد على هذه الاتهامات.
استُهدف اقليم تيغراي الواقع في شمال اثيوبيا، بعدة ضربات جوية منذ استئناف المعارك في 24 آب في شمال البلاد ما ادى الى انهيار هدنة استمرت خمسة أشهر بين اثيوبيا وحلفائها من جهة، وجبهة تحرير شعب تيغراي من جهة اخرى.
ويتبادل الطرفان المسؤولية عن استئناف أعمال العنف التي بددت الآمال الضئيلة بالتوصل إلى اتفاق سلام.
أعلن متمردو إقليم تيغراي الأحد استعدادهم "لعملية سلام تحت إشراف الاتحاد الافريقي" ما رفع عقبة من أمام المفاوضات مع الحكومة الاثيوبية بعد أن رفضوا حتى تاريخه وساطة مبعوث الاتحاد الافريقي الخاص الرئيس النيجيري السابق اولوسيغون أوباسانجو نظرًا "لقربه" من أبيي أحمد.
لكنهم عادوا وأبدوا استعدادهم "لوقف فوري ومقبول من الطرفين للاعمال العدائية" وقالوا ان فريقا من المفاوضين "مستعد للعمل بدون تأخير".
لم ترد الحكومة الاثيوبية على هذا الاعلان، فيما حضت المجموعة الدولية بالاجماع طرفي النزاع على اقتناص "فرصة" السلام.
- "استعراضات قوة" - وقال كنديا جبريهيوت الناطق باسم سلطات المتمردين المنبثقة عن جبهة تحرير شعب تيغراي على تويتر، "يواصل النظام في أديس أبابا معارضة أي حل سلمي من خلال استعراضات قوة وغارات".
لطالما أكدت الحكومة الإثيوبية التي لم ترد على الاتهامات بشأن عمليات القصف في الأيام الأخيرة، أنها تستهدف أهدافا عسكرية فقط في تيغراي.
تأتي هذه الغارات بعد استئناف المعارك في شمال اثيوبيا الشهر الماضي. وتجري معارك في جنوب وغرب وشمال تيغراي. ويتهم المتمردون بشكل خاص الجيشين الاثيوبي والاريتري بشن هجوم من اريتريا، الدولة الواقعة شمال تيغراي وسبق ان ساعدت القوات الفدرالية خلال اول مرحلة من النزاع.
وقال قائد المتمردين تاديسي وريدي في بيان الثلثاء إن القوات الإريترية دخلت شرارو، وهي بلدة في شمال غرب تيغراي بالقرب من الحدود الإريترية.
وتسبب استئناف القتال في وقف نقل المساعدات الإنسانية براً وجواً الى منطقة تيغراي ومحيطها في أمهرة وعفر حيث يسود الجوع، بحسب الأمم المتحدة.
وحصيلة النزاع الدامي في تيغراي غير معروفة، لكنه تسبّب في نزوح أكثر من مليوني شخص وأغرق آلاف الإثيوبيين في ظروف قريبة من المجاعة، وفقا للأمم المتحدة.
أعلنت الأمم المتحدة في آذار أنّ 304 مدنيين قُتلوا وأصيب نحو 300 آخرين في الأشهر الثلاثة التي سبقت ذلك بقصف جوي في شمال إثيوبيا لا سيما في منطقة تيغراي. واتهمت الحكومة متمردي تيغراي بنشر صور غير حقيقية لقتلى مدنيين في أعقاب الضربات الجوية مشددةً على أنها تستهدف المواقع العسكرية فقط.
اندلعت الحرب في شمال اثيوبيا في تشرين الثاني 2020 عندما أرسل رئيس الوزراء أبيي أحمد قواته لإطاحة جبهة تحرير شعب تيغراي التي كانت تحكم الإقليم، قائلا إن الخطوة جاءت للرد على هجمات نفّذتها المجموعة ضد معسكرات للجيش.
وهُزمت قوات تيغراي المتمردة في البداية لكنها استعادت السيطرة على معظم المنطقة خلال عام 2021 في هجوم مضاد امتد إلى أمهرة وعفر، ثم انكفأت الى تيغراي.