النهار

5 معلومات حول "حزب العمال الكردستاني" المُتّهم تركيّاً بهجوم إسطنبول
المصدر: "أ ف ب"
5 معلومات حول "حزب العمال الكردستاني" المُتّهم تركيّاً بهجوم إسطنبول
مشهد من مراسم تشييع يوسف ميدان وابنته إيكرين (9 سنوات) اللذَين قُتلا في انفجار شارع الاستقلال في إسطنبول، في مطار أضنة صقر باشا (14 ت2 2022 - أ ف ب).
A+   A-
اتّهمت تركيا الاثنين "حزب العمال الكردستاني" المحظور بشنّ هجوم بقنبلة في إسطنبول أوقع ستة قتلى وأكثر من 80 جريحاً، فيما نفى الحزب أيّ ضلوع له في الاعتداء الذي وقع الأحد والذي لم تُعلن أيّ جهة مسؤوليتها عنه.
 
يذكر أنّ الحزب في صلب نزاع قائم بين السويد وتركيا التي تُعرقل انضمام ستوكهولم إلى حلف شمال الأطلسي، وتتّهمها بتوفير ملاذ آمن لنشطائه.
 
 
ما هو "حزب العمال الكردستاني"؟
هو فصيل يعتبره الاتحاد الأوروبي وتركيا والولايات المتحدة إرهابياً. ويشنّ منذ العام 1984 "تمرّداً" ضدّ الدولة التركية.
 
للحزب جذور ماركسية، وقد دعا في بيان سياسي أصدره في العام 1978 إلى إقامة دولة كردية مستقلة في جنوب شرق تركيا، وهي منطقة ذات غالبية كردية. لكنّ الفصيل تراجع لاحقاً عن إعلانه هذا وانصبّ تركيزه في السنوات الأخيرة على تعزيز الحكم الذاتي للأكراد.
 
عادةً ما يستهدف "حزب العمال الكردستاني" قوات الأمن التركية، وغالباً ما يتبنّى تنظيم "صقور حرية كردستان" التابع للحزب هجمات في وسط المدن. ففي العام 2016 تبنّى "صقور حرية كردستان" تفجيرَين وقعاً أمام استاد في إسطنبول ومتنزه أوقعا 46 قتيلاً.
 
بدأت الحكومة التركية مفاوضات مع "حزب العمال الكردستاني" في العام 2013 سعياً لإيجاد حلق للقضية الكردية، لكنّ القتال استؤنف بعد انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في العام 2015. وفي أعقاب محاولة انقلابية شهدتها تركيا في العام 2016، استهدفت الحكومة نشطاء أكراداً في حملة قمع واسعة النطاق.
 
 
ما علاقته بالفصيل السياسي الكردي الرئيسي؟
تتّهم الحكومة التركية "حزب الشعوب الديموقراطي" المؤيّد للأكراد في تركيا بالارتباط بـ"حزب العمال الكردستاني"، ما ينفيه الفصيل.
 
لـ"حزب الشعوب الديموقراطي" كتلة في البرلمان تضمّ 56 نائباً، وهو ثاني أكبر حزب معارض، ويتعرّض لضغوط كُبرى يمارسها "حزب العدالة والتنمية" بزعامة الرئيس رجب طيب إردوغان كما يدفع حليفه القومي باتّجاه حلّ الحزب على خلفية الاشتباه بارتباطه بـ"حزب العمال الكردستاني".
 
العام الماضي تقدّم مدّعون عامّون أتراك بالتماس قضائي لحلّ الحزب. ومنذ المحاولة الانقلابية التي شهدتها تركيا في العام 2016، تعتقل السلطات رؤساء بلديات مدن عدّة تابعين لـ"حزب الشعوب الديموقراطي". كذلك أغلقت السلطات التركية وسائل إعلام كردية وأوقفت صحافيين أكراداً.
 
يقبع الزعيم السابق للحزب صلاح الدين دميرتاش في السجن منذ العام 2016 بتهم على صلة بالإرهاب. ومن زنزانته في سجن محافظة أدرنة في شمال غرب تركيا، دان دميرتاش الأحد عبر تويتر "الهجوم الإرهابي الذي استهدف مدنيّين".
 
 
هل يشنّ الجيش التركي حرباً على "حزب العمال الكردستاني"؟
يشنّ الجيش التركي بانتظام عمليات عسكريّة ضدّ "حزب العمال الكردستاني" في تركيا وفي شمال العراق، ما يؤثّر سلباً على العلاقات بين أنقرة وبغداد.
 
منذ نيسان، يشنّ الجيش عملية عسكرية في شمال العراق ضدّ عناصر "حزب العمال الكردستاني". والشهر الماضي، أشارت وسائل إعلام مقرّبة من الحزب إلى أنّ الجيش التركي استخدم أسلحة كيميائية في عمليات في شمال العراق، ما تنفيه أنقرة. وأكّد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أنّ ترسانة بلاده خالية من الأسلحة الكيميائية.
 
أُوقفت نقيبة الأطباء في تركيا شيبنم كورور فنجانجي بعدما حضّت على فتح تحقيق في هذا الشأن. وفي الثاني من تشرين الثاني اتّهم القيادي في "حزب العمال الكردستاني" مراد قرة يلان في مقابلة أجرتها معه وكالة "فرات" للأنباء، الدولة التركية باستخدام أسلحة كيميائية لـ"كسر مقاومة" العناصر الأكراد، متوعداً بالانتقام.
 
 
ارتباطات بسوريا؟
بعد هجوم الأحد، أوقفت الشرطة أكثر من 40 شخصاً بينهم امرأة سوريّة بتهمة التخطيط للتفجير. وبحسب الشرطة، اعترفت الموقوفة بأنّها تصرّفت بناءً على أوامر "حزب العمال الكردستاني" بعدما دخلت تركيا بطريقة غير مشروعة آتية من شمال سوريا.
 
منذ العام 2016 تشنّ تركيا في سوريا هجمات ضدّ مقاتلين أكراد وضدّ جهاديّي "تنظيم الدولة الإسلامية". ويُشدّد إردوغان على أنّه لن يسمح بإقامة "ممرّ إرهابي" عند الحدود التركية. ومنذ أيار، يُهدّد بإطلاق عملية عسكرية جديدة في شمال سوريا.
 
واليوم، رفضت تركيا رسالة تعزية وجّهتها الولايات المتحدة، وهي غالباً ما تتّهم الولايات المتحدة بتسليح وحدات حماية الشعب الكردية  في سوريا. وكانت واشنطن قد اعتمدت بشكل كبير على هذه الوحدات لإلحاق الهزيمة بـ"تنظيم الدولة الإسلامية" الذي كان قد سيطر على مساحات شاسعة في سوريا والعراق في العام 2014.
 
 
لمَ القلق التركي؟
يأتي التفجير في إسطنبول قبل سبعة أشهر من انتخابات رئاسية ستشهدها تركيا في حزيران، وقد فاقم مخاوف المجتمع التركي من تجدّد موجة الهجمات التي شهدتها البلاد بين العامَين 2015 و2016.
 
في العام 2016 استُهدف الشارع نفسه بتفجير أوقع خمسة قتلى.
 
واعتبر الكاتب في صحيفة "حرييت" التركية اليومية عبد القادر سلوي أنّ "حزب العمال الكردستاني" يسعى للتأثير على الانتخابات على غرار ما فعل في السابق.
 

اقرأ في النهار Premium