أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنّ الحملة العسكرية في أوكرانيا تتبع "ديناميكية إيجابية وأنّ "كلّ شيء يسير وفق الخطط"، وذلك بعد الإعلان عن السيطرة على مدينة سوليدار في شرق أوكرانيا، في ما قدّمته موسكو على أنه انتصار، بينما تواصل كييف نفيه.
على خطّ موازٍ، حاولت فرق الإنقاذ صباح الأحد العثور على ناجين بين أنقاض مبنى في دنيبرو في شرق أوكرانيا تعرّض السبت لضربة روسية، أدّت إلى مقتل 20 شخصاً.
وقال بوتين في مقابلة مع القناة العامة الروسية بُثّت الأحد "الديناميكية إيجابية وكلّ شيء يسير وفق خطط وزارة الدفاع وهيئة الأركان العامّة. آمل أن يُسعدنا مقاتلونا أكثر من مرة بنتائجهم العسكرية".
وجاء كلام بوتين من مدرج مطار قرب الطائرة الرئاسية الروسية، ردًا على سؤال صحافية من قناة "روسيا-1" حول "الأنباء من سوليدار" التي أعلن الجيش الروسي الجمعة الاستيلاء عليها.
وقدّمت موسكو ذلك على أنه إنجاز عسكري، بعد أشهر من النكسات خصوصًا مع سحب قواتها في الخريف من منطقة خاركيف (شرق) ومدينة خيرسون الكبرى (جنوب)، في مواجهة هجمات مضادة أوكرانية.
وبحسب موسكو، فإن السيطرة على سوليدار تشكل مرحل مهمة لتطويق مدينة باخموت المجاورة التي يسعى الجيش الروسي ومجموعة "فاغنر" الروسية شبه العسكرية إلى السيطرة عليها منذ أشهر.
وأعلن حاكم منطقة دونيتسك بافلو كيريلينكو السبت أنّ مدينة سوليدار لا تزال "تحت سيطرة" أوكرانيا، مؤكّدًا أن "المعارك تستمر في المدينة وخارجها".
- مبنى مدمّر -
استهدفت سلسلة عمليات قصف السبت مدنًا عدة ومواقع أوكرانية، لاسيما مبنى سكنيًا في دنبيرو.
وأعلن المجلس البلدي في المدينة الأحد أن ما لا يقلّ عن 23 شخصًا بينهم فتاة تبلغ 15 عامًا، قُتلوا في القصف على المبنى فيما أُصيب 72 آخرون بجروح. ولا يزال نحو 43 شخصًا في عداد المفقودين.
وأظهر مقطع فيديو نشرته خدمات الإنقاذ الأوكرانية على فايسبوك و تلغرام، عمّال الإنقاذ يبحثون بين أنقاض المبنى خلال الليل.
وقد تمكن عمّال الانقاذ من انتشال 38 ناجياً من تحت الانقاض.
وأكد الجيش الأوكراني أن المبنى استُهدف بصاروخ "خ-22"، مؤكدًا أنه لا يملك دفاعات جوية تسمح بإسقاط صواريخ من هذا النوع.
وفي كريفي ريغ في جنوب البلاد، قُتل شخص وأصيب آخر جراء قصف مبان سكنية، وفق حصيلة رسمية.
وعلق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قائلاً "العالم يجب أن يوقف هذا الشر".
وقالت هيئة أركان الجيش الأوكراني إن "العدو نفّذ ثلاث ضربات جوية ونحو خمسين ضربة صاروخية" السبت.
من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية الأحد أنها نفّذت السبت "ضربات صاروخية" على "نظام القيادة العسكري الأوكراني ومنشآت للطاقة مرتبطة به"، مؤكّدةً أنها حققت هدفها.
وانقطع التيار الكهربائي في معظم أنحاء البلاد بعد هجمات روسية جديدة على منشآت توليد الكهرباء، بحسب السلطات الأوكرانية.
وأكدت مولدافيا المجاورة أنها عثرت على حطام صواريخ على أراضيها، بالقرب من قرية لارغا في شمال البلاد.
- دبابات ثقيلة -
تعهدت المملكة المتحدة السبت إرسال 14 دبابة ثقيلة من طراز "تشالنجر 2" إلى أوكرانيا "في الأسابيع المقبلة".
وأكد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، لزيلينسكي في مكالمة هاتفية أنّ هذه الشحنة تعكس "نية المملكة المتحدة تكثيف دعمها لأوكرانيا".
وبذلك أصبحت المملكة المتحدة أول دولة تلتزم تقديم هذا النوع من الدبابات لمساعدة أوكرانيا في مواجهة القوات الروسية.
ورحّب زيلينسكي بالقرار البريطاني، مغردّا على تويتر أنّ قرار لندن "لن يقوينا في ساحة المعركة فحسب بل سيرسل أيضاً الإشارة الصحيحة إلى شركاء آخرين".
وأكّدت وزارة الخارجية الروسية السبت أن إرسال لندن دبابات ثقيلة لكييف "لن يسرع أبداً إنهاء الأعمال العدائية العسكرية، بل سيكثفها فقط، موقعاً ضحايا جددا".
وكانت كييف تلقت من حلفائها نحو 300 دبابة سوفياتية الصنع، ولكن لم تتلق بعد دبابات غربية الصنع.
وأعلنت بولندا الأربعاء استعدادها لتزويد كييف بـ14 دبّابة متطوّرة من نوع "ليوبارد-2" ألمانية الصنع، الأمر الذي يتطلب موافقة برلين.
- كييف تؤكد صمود سوليدار -
وفي الجبهة، أعلن حاكم منطقة دونيتسك بافلو كيريلينكو السبت أنّ مدينة سوليدار في شرق البلاد، حيث تدور معارك طاحنة بين قوات كييف والقوات الروسية التي أعلنت الاستيلاء عليها، لا تزال "تحت سيطرة" أوكرانيا. وأكد أنّ "المعارك تستمر في المدينة وخارجها".
وأشار كيريلينكو في حديث متلفز إلى أن هذه المنطقة وتلك القريبة من باخموت هي من "أكثر النقاط سخونة" على الجبهة.
وقرب سوليدار، رأى مراسلو وكالة فرانس برس فرق إنقاذ تعالج جرحى أوكرانيين تم إجلاؤهم من الجبهة.
وقال المسعف فاديم "إن الوضع صعب لكن الأوكرانيين يحافظون على مواقعهم".
وذكرت وزارة الدفاع الروسية الجمعة في بيان أن "تحرير" مدينة سوليدار "استكمل (...) في 12 كانون الثاني مساء".
وما زال القتال في سوليدار وما حولها مستعرًا منذ أشهر عدة لكنه اشتد بشكل حاد في الأيام الأخيرة.
وسيكون الاستيلاء عليها من جانب قوات موسكو انتصارًا ملحوظًا لروسيا بعد سلسلة انتكاسات عرفتها قواتها في الأشهر الأخيرة.