النهار

بين الحفاوة والفتور... كيف استقبل السعوديون الرؤساء الأميركيين؟
المصدر: "أ ف ب"
بين الحفاوة والفتور... كيف استقبل السعوديون الرؤساء الأميركيين؟
صورة تجمع العاهل السعودي وولي العهد (أ ف ب).
A+   A-
عندما تهبط طائرة الرئيس الأميركي جو بايدن في السعودية الجمعة، ستكون للاستقبال الذي سيحظى به دلالة كبرى، إذ تلقى القادة الأميركيون في الماضي ترحيبا متفاوتا في المملكة بناء على مدى قوة علاقتهم بالرياض.

في الآتي بعض الاستقبالات التي حظي بها رؤساء أميركيون في السعودية، في انتظار رؤية استقبال بايدن الذي كان تعهد خلال حملته الانتخابية بجعل المملكة دولة "منبوذة":

قبلتا جورج بوش
انتظر جورج بوش الابن حتى العام الأخير من ولايته لزيارة المملكة، ثم سافر مرتين في غضون أربعة أشهر ليضغط من أجل المزيد من إنتاج النفط مع ارتفاع أسعار الطاقة.

واستقبله العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز بحرارة في المطار في أيار 2008، ولم تظهر أي بوادر للتوترات التي عصفت باجتماعهما في 2002 في مزرعة في تكساس عندما هدّد عبد الله، ولي العهد آنذاك، بالانسحاب بسبب خلافات حول النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.

بعدما نزل بوش وزوجته لورا من الطائرة الرئاسية، قبّل عبد الله الرئيس على الخدين وعزفت فرقة عسكرية النشيد الوطني الأميركي.

لكن القيادة السعودية رفضت ضخ المزيد من النفط، إذ قال المسؤولون السعوديون إنهم لا يعتقدون أن هناك نقصًا في الإمدادات وإن أساسيات السوق "سليمة".

فتور مع أوباما
سافر باراك اوباما إلى الرياض لأول مرة في عام 2009 بعد أقل من خمسة أشهر من أداء اليمين الدستورية، في زيارة خاطفة قبل خطاب في القاهرة هدف إلى إعادة تأهيل صورة واشنطن في العالم الإسلامي بعد عهد بوش.

وكانت الزيارة رمزية، إذ سعى أوباما إلى التشاور مع المملكة قبل إعادة برمجة الانخراط الأميركي في المنطقة.

وقال مدير مجلس الأمن القومي آنذاك دان شابيرو إنّ أوباما كان يحاول أيضًا تنسيق استراتيجية للتعامل مع برنامج إيران النووي ويتطلع إلى دفع التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل قدما.

وطبع الفتور بعد ذلك العلاقات الأميركية السعودية في عهد أوباما خصوصا بعد التوصل إلى اتفاق في 2015 للحد من برنامج إيران النووي. 

وفي زيارة في عام 2016، مع قرب نهاية ولاية أوباما، أرسل الملك سلمان بن عبد العزيز الذي تولى السلطة في العام السابق، حاكم الرياض لاستقبال الرئيس الأميركي عند مدرج المطار، ولم يتم بث وصوله على التلفزيون الرسمي.

حفاوة مع ترامب
حصل ترحيب كبير بالرئيس دونالد ترامب الذي اختار المملكة في 2017 كأول وجهة خارجية له بعد توليه منصبه.

وأغدق الحكام الهدايا على أفراد عائلة ترامب الذين رافقوه، ورقصوا معا حاملين السيوف.

وطبعت الزيارة أيضا صورة لترامب والملك سلمان والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال افتتاح مركز في الرياض لمكافحة الفكر المتطرف.

ويقول مؤلف كتاب "الملوك والرؤساء" الذي يبحث العلاقات الأميركية السعودية بروس ريدل "من المرجح أن يبقى الترحيب بترامب هو الأكثر إثارة على الإطلاق".

عانت العلاقة لاحقا في عهد ترامب، لا سيما في أعقاب ما اعتبره السعوديون رد فعل فاترا على الهجمات على منشآت نفط سعودية في عام 2019 التي أعلن الحوثيون اليمنيون المدعومون من إيران مسؤوليتهم عنها، وترددا بالنسبة الى جريمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في 2018 التي نفت السعودية تورط الحكومة بها.

لكن بقي القادة السعوديون، وفق ريدل، "قريبين" من شخصيات بارزة في عهد ترامب، لا سيما صهره جاريد كوشنر.

عناق لبايدن؟
لن يكون مفاجئا أن يستقبل الملك سلمان بايدن (79 عامًا) في المطار.

وقال البيت الأبيض إن بايدن سيلتقي أيضا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في سياق مناقشة أوسع مع فريق قيادة الملك سلمان، لكن ريدل يشير إلى احتمال أن يكون ولي العهد في مقدمة مستقبلي الرئيس الأميركي.

ويوضح "السعوديون مصممون على أن الزيارة تشكّل إقرارا (بحكم) ولي العهد".

ويقول الباحث في معهد "هدسون" للأبحاث محمد اليحيى "يدرك السعوديون أن أميركا تمر بوقت مرتبك للغاية. أحيانًا تسمع أشياء غير منطقية لا معنى لها. لكن هناك مصالح أكبر وأكثر أهمية على المحك من التركيز على شيء من هذا القبيل".

وتابع "عندما يكون أصدقاؤك غير متجانسين، فإن العناق ينفع أحيانًا".
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium