سعت شركة إسرائيلية في 2020 للإساءة إلى سمعة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بوركينا فاسو، بطلب من حكومة هذه الدولة على الأرجح، بحسب ما أعلن صحافيون استقصائيون الخميس.
ويبدو أن التقرير الذي أعدته مجموعة من الصحافيين بقيادة منظمة فوربيدن ستوريز (قصص محرمة) الفرنسية غير الربحية، يضاف إلى أدلة متزايدة على لجوء شركات خاصة غامضة في أنحاء العالم إلى القرصنة الالكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي للتلاعب بالرأي العام.
والتقى صحافيون ادعوا أنهم زبائن مفترضون، رئيس شركة بيرسبتو انترناشونال الإسرائيلية للعلاقات العامة، روي بورستين، الذي ذكر اسم بوركينا فاسو في معرض الحديث عن حملة تضليل ناجحة أطلقتها شركته.
ورغم أن شركة بيرسبتو لم تكن قد تأسست آنذاك، "عرض بورسين الحالة باعتبارها انجازا مهما لبيرسبتو" وفق التقرير.
تواجه بوركينا فاسو تمردا جهاديا مستمرا منذ سبعة أعوام، أودى بآلاف الأشخاص وأجبر مليوني شخص على الأقل على مغادرة ديارهم.
في الاجتماع، قدم بورسين الذي يقول إنه عمل سابقا في دائرة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، عرضا بالكمبيوتر حول "الحد من تدخل منظمات غير حكومية بارزة" لحساب حكومة لم تحدد، بحسب فوربيدن ستوريز.
وقال "كانت لدى زبوننا مشكلة جدية مع منظمة غير حكومية معينة لم تكن موضوعية حقيقة... والسؤال المطروح، كيف يمكن... إزاحتهم".
واستنادا إلى بضع قرائن تمكن الصحافيون من تتبع مسار الجدل، بحسب فوربيدن ستوريز.
في حملة التضليل المفترضة، نُشرت مقالة رأي في مجلة فالور أكتويل (Valeurs Actuelles) الفرنسية في الثالث من آب 2020، تسأل عما إذا كانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر "العراب عن غير قصد للإرهاب في بوركينا فاسو".
وتناقلت وسائل إعلام في بوركينا فاسو المقال الذي أثار جدلا شديدا ضد لجنة الصليب الأحمر، غذته منصات التواصل الاجتماعي ما أثار مخاوف بشأن سلامة موظفي اللجنة في المنطقة، بحسب فوربيدن ستوريز.
وقال المحلل الفرنسي إيمانويل دوبوي، كاتب المقالة، لوكالة فرانس برس إن لا علاقة له ببيرسبتو ولا علم له بوجودها.
وأوضح أن مستشارا للرئيس البوركينابي آنذاك روك مارك كريستيان كابوريه، هو سامويل سيليم، اقترح عليه أن يكتب المقالة التي لم يتقاض أجرا عنها.
وأضاف "كل ما كتب في العمود صحيح، لن أغير فاصلة فيه".
مع تصاعد الجدل في بوركينا فاسو نشرت وكالة فرانس برس في 14 أيلول 2020 ردا من رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر آنذاك، بيتر ماورر، قال فيه إن المنظمة دخلت في حوار مع مجموعات مسلحة، فقط لدواع إنسانية.
وقالت فوربيدن ستوريز إن وكالة فرانس برس "ضخمت" النبأ.
وقال مدير الأخبار العالمية في فرانس برس فيل شيتويند إن "فرانس برس نقلت في خبر بتاريخ 14 أيلول 2020 وقائع مؤتمر صحافي لرئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر في واغادوغو طبقا للممارسات الصحافية في إحدى أكبر وكالات الأنباء العالمية. لم تكن فرانس برس على علم في أي وقت من الأوقات بمحتوى العمود في (مجلة) فالور أكتويل".
ويبدو أن بورستين فسر نتائج الحملة على أنها ناجحة، بحسب فوربيدن ستوريز.
يأتي تقرير مجموعة الصحافيين الأخير في أعقاب آخر نشرته المجموعة نفسها الأربعاء ذكر أن شركة أخرى سُميت "فريق خورخي" سعت للتأثير على أكثر من 30 حملة انتخابية في أنحاء العالم لزبائن عن طريق القرصنة الالكترونية والتخريب ونشر معلومات مضللة.