وصل وزراء خارجية دول مجموعة السبع، الأحد، إلى منتجع كارويزاوا الجبلي بوسط اليابان حيث يتوقع أن تتمحور المباحثات حول الضغط الصيني المتزايد على تايوان والنزاع في أوكرانيا.
وصلت الوفود، وبينها وفد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، من طوكيو على متن القطار الياباني الفائق السرعة "شينكانسن" على أن تلتقي حول مأدبة عشاء مغلقة تخصص للتحديات التي تطرحها الصين.
وهيمن شرق آسيا على الأجندة الديبلوماسية في الأيام الأخيرة خصوصا بعد إطلاق كوريا الشمالية الخميس ما وصفته بأنه "نوع جديد" من الصواريخ البالستية العابرة للقارات (آي سي بي ام) التي تعمل بالوقود الصلب، في إطار تجارب أسلحتها التي تضاعفت في الأشهر الأخيرة.
وقبل أيام، أجرت الصين مناورات عسكرية حول تايوان شملت محاكاة لهجمات وحصار للجزيرة التي تعتبرها جزءًا لا يتجزأ من أراضيها.
وحذرت مجموعة السبع بيجينغ باستمرار من أي محاولة لتغيير الوضع القائم بالقوة في ما يتعلق بتايوان وعاود بعض أعضائها إطلاق تحذيرات في الأيام الأخيرة.
قال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل لصحافيين الأحد عبر الفيديو بعد أن ثبتت إصابته بفيروس كورونا هذا الأسبوع "لدينا مصلحة في ان يسود السلام والاستقرار في مضيق تايوان".
واضاف ان "موقفنا هو سياسة صين واحدة نحترمها وسنواصل دعمها لكننا نريد نزع فتيل التوتر وأي تغيير بالقوة سيكون غير مقبول".
"حرية المناورة" -
تبقى الأنظار متجهة إلى صياغة البيان المشترك لمجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى بعد التصريحات الأخيرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي قال بعد عودته من زيارة للصين إن أوروبا يجب ألا تتدخل في "أزمات ليست ازماتنا"، ما أثار استياء بعض حلفائه.
وحاول الوفد المرافق للرئيس التخفيف من حدة هذه التعليقات عبر تأكيده أن الموقف الفرنسي لم يتغير. ويتوقع مراقبون أن تكرر مجموعة السبع مواقفها التي تحذر الصين من أي محاولة لتغيير الوضع القائم المتعلق بتايوان.
وصرح مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية لصحافيين إن المناقشات ستعكس "القلق الجماعي بشأن عدد من الإجراءات التي تتخذها الصين". وأضاف "أعتقد أنه سيكون هناك نقاش حول كيف يمكننا الاستمرار في التوافق التام على نهج مشترك ومتفق عليه".
وقال بول نادو أستاذ العلوم السياسية في الحرم الجامعي الياباني لجامعة تمبل إن تصريحات ماكرون تكشف واقع أن "كل عضو (في المجموعة) يرغب في الحفاظ على حرية المناورة في الطريقة التي يدير بها علاقاته مع الصين" سياسيا وتجاريا.
وسيكون التوصل إلى توافق أسهل على الأرجح بشأن أوكرانيا التي ستشكل المناقشات حولها فرصة لليابان لتأكيد قناعتها بأن الغزو الروسي لا يؤدي سوى إلى تعزيز الحاجة إلى مضاعفة اليقظة في آسيا.
وكان رئيس الوزراء فوميو كيشيدا الذي وافقت حكومته على مراجعة كبيرة لمبادئها الدفاعية في نهاية 2022 في مواجهة صعود القوة الصينية، حذر في عدد من المناسبات من أن "آسيا يمكن أن تكون أوكرانيا الغد".
ومنذ بداية النزاع، انضمت اليابان إلى القوى الغربية في مجموعة السبع في فرض عقوبات على موسكو وأرسلت كذلك معدات دفاعية واستقبلت لاجئين أوكرانيين.
- إجراءات أمنية مشددة -
وقال مصدر ديبلوماسي فرنسي إنه "إلى جانب البحث عن كيانات وقطاعات جديدة لفرض عقوبات، يكمن التحدي في ضمان عدم الالتفاف على العقوبات والنجاح في قطع الموارد" عن روسيا.
لذلك قد لا تؤدي القمة إلى إجراءات جديدة لكن المشاركين سيحرصون على الأرجح على التشديد على دعم الجهود في الملاحقات الجنائية لجرائم الحرب والتأكيد على مخاوفهم بشأن التهديدات الروسية في مجال الأسلحة النووية.
وكشف النزاع في أوكرانيا وتفاقم الخلافات الصينية الأميركية أهمية الأمن الاقتصادي والحاجة إلى تنويع سلاسل التوريد في مجال الطاقة وكذلك في مجال أشباه الموصلات.
وبعد الولايات المتحدة وهولندا، أعلنت اليابان مؤخرًا تدابير لمراقبة صادرات المعدات المتعلقة بالرقائق الإلكترونية، في قرار يستهدف بشكل واضح الصين التي قدمت اعتراضا إلى منظمة التجارة العالمية.
ويفترض أن يناقش وزراء خارجية الدول السبع أزمات دولية أخرى من استيلاء طالبان على السلطة في أفغانستان إلى الهجمات الأخيرة التي شنها المجلس العسكري في بورما، مرورا بالفضاء وأمن الانترنت والتضليل الإعلامي.
ويعقد الاجتماع الوزاري وسط إجراءات أمنية مشددة بعد إلقاء عبوة ناسفة خلال تجمع انتخابي كان يحضره رئيس الوزراء فوميو كيشيدا السبت.
ويفترض أن يمهد اجتماع وزراء الخارجية لقمة رؤساء دول مجموعة السبع التي من المقرر عقدها في أيار في هيروشيما.