رجّح السفير الأميركي لدى بيجينغ أن تواصل الصين في العام 2023 فرض إغلاقات شاملة لاحتواء تفشي فيروس كورونا، محذّرا من أن استراتيجية صفر-كوفيد تلحق الضرر بالأعمال التجارية.
وقال السفير نيكولاس بيرنز في تصريح لمعهد بروكينغز للأبحاث "أعتقد أنه سيتعين علينا أن نتعايش مع هذا الأمر لمدة طويلة. شخصيا أعتقد أن (استراتيجية) صفر-كوفيد ستستمر على الأرجح حتى مطلع العام 2023".
وفي مداخلة عبر الفيديو خلال ندوة لمعهد الأبحاث ومقرّه واشنطن، قال السفير الأميركي إن الإغلاقات تتسبب باضطراب سلاسل الإمداد وتجعل الشركات الأجنبية تتريث في الإقدام على مزيد من الاستثمارات.
وأضاف بيرنز "إنها سوق أكبر من أن يتم التخلي عنها"، متابعاً "لا نرى شركات كثيرة تخرج بشكل كامل".
لكن خلال النقاش مع ممثلي شركات أميركية، قال بيرنز "أعتقد أن هناك كثيرا من التردد على صعيد الاستثمار في التزامات مستقبلية" مرجّحا استمرار الأوضاع على هذا النحو "إلى أن ينتهوا من هذا الأمر".
وبحسب استطلاع أجرته مؤخرا غرفة التجارة الأميركية يعمد ربع الشركات الأميركية في شنغهاي إلى خفض المشاريع الاستثمارية فيما تخفض كلها تقريبا توقّعاتها بالنسبة للعائدات.
ورُصد كوفيد-19 للمرة الأولى في نهاية العام 2019 في مدينة ووهان التي شهدت احتجاجات ضد الحكومة على خلفية إخفاقها في وقف تفشي الوباء، في تحركات نادرا ما تسجل في الصين.
ومذّاك تعهّدت بيجينغ القضاء على الجائحة العالمية، وهي القوة الاقتصادية الكبرى الوحيدة التي تحاول وضع حد للإصابات بشكل تام، فارضة إجراء فحوص على نطاق واسع ومجبرة الملايين على ملازمة منازلهم.
وقال بيرنز إن الإغلاقات تعوق أيضا المسار الديبلوماسي مع الصين التي وصف علاقاتها مع الولايات المتحدة مؤخرا بأنها عند أدنى مستوى منذ إقامتها قبل نصف قرن.
وتابع "من الصعب إقناع أي من زملائي في واشنطن بالمجيء إلى هنا حين أقول لهم إنه سيتعين عليهم البقاء في حجر صحي لمدة 14 يوما".