متظاهر يرفع لافتة بالفرنسية "أوقفوا الإعدام في إيران" خلال تظاهرة في باريس (أ ف ب).
أعربت فرنسا عن "قلقها البالغ" بشأن الوضع الصحي لبرنار فيلان، وهو فرنسي إيرلندي موقوف منذ تشرين الأول في إيران حيث أفادت وسائل إعلام محلية باعتقال مواطن ألماني آخر.
بدورهم، استنكر خبراء أمميّون مستقلّون، اليوم، الاعتقال "التعسّفي" للبلجيكي أوليفييه فنديكاستيل الذي يعمل في الشأن الإنساني في إيران، ودعوا السلطات إلى "وضع حد لنهج مؤسساتي باتّخاذ الرهائن".
وتحتجز إيران الكثير من الرعايا الغربيين كثر منهم من مزدوجي الجنسية. ويتهم أنصارهم ومنظمات غير حكومية طهران باستخدامهم ورقة ضغط في العلاقات مع الغرب.
وتقول الجمهورية الإسلامية، التي لا تعترف بالجنسية المزدوجة، إنّ جميع الأجانب محتجزون بموجب قوانينها بينما تؤكد استعدادها لتبادل السجناء. تحاول إيران والقوى الدولية الكبرى منذ سنوات إحياء اتفاق دولي يضمن الطابع المدني لبرنامج طهران النووي، لكن تلك الجهود لم تثمر حتى الآن.
في باريس، أكدت وزارة الخارجية أنّ برنار فيلان الإيرلندي الفرنسي، من بين سبعة فرنسيين "محتجزين بشكل تعسفي" في إيران.
وأكدت أنّ وضعه الصحي "هش ويتطلب متابعة طبية مناسبة لا تتوافر في مكان احتجازه"، من دون ربط اعتقاله بالحركة الاحتجاجية في إيران.
وقالت كارولين ماسي-فيلان شقيقة برنار فيلان لوكالة "فرانس برس"، أمس الإثنين، إنّ شقيقها بدأ إضراباً عن الشرب، بعدما كان ينفّذ إضراباً عن الطعام منذ مطلع العام.
"صور"
وأوضحت أنّ أخاها أوقف أثناء "رحلة دراسية"، وأكدت أنه "لم يحاكم" ولكن أوقف بحجة قيامه بدعاية مناهضة للجمهورية الإسلامية.
وشدّدت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية آن-كلير لوجندر على أنّ باريس "تضاعف بالتنسيق مع الحكومة الايرلندية، المساعي مع إيران" حتى يتم إطلاق فيلان "من دون تأخير".
في سياق متصل، أوردت صحيفة "جام جام" الإيرانية، المرتبطة بالتلفزيون الرسمي، على موقعها الالكتروني، اليوم، أنّه "تم توقيف مواطن ألماني وهو يلتقط صوراً لمنشآت نفطية في مدينة أميديه"، من دون تفاصيل إضافية بشأن هويته أو متى تم توقيفه.
وقالت برلين إنّها "تحاول إلقاء الضوء بالكامل على هذه القضية".
كذلك، يواجه المعارض الإيراني الألماني جمشيد شارمهد الذي أُعلن عن توقيفه في آب 2020، عقوبة الإعدام بعد اتهامه من القضاء الإيراني بالضلوع في هجوم ارتُكب عام 2008.
وأعلن القضاء الإيراني في 10 كانون الثاني أن العامل الإنساني البلجيكي أوليفييه فانديكاستيل، المحتجز في طهران منذ 24 شباط 2022، سيمضي عقوبة بالسجن لمدة 12 عاماً ونصف العام بعد إدانته بالتجسس لحساب جهاز استخبارات خارجي والتعاون مع الولايات المتحدة، العدو اللدود لإيران.
وفي بيان أصدروه، أعرب الخبراء الذين عيّنهم مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ولا يتحدّثون باسم الهيئة، عن اعتقادهم بأن "فانديكاستيل حُرم تعسفيا من حريّته وهو ضحية إخفاء قسري في فترة تشهد اعتقالات".
وشدد الخبراء في بيانهم على أن فانديكاستيل يتعرّض لـ"سوء المعاملة في الاعتقال ووضعه الصحي حرج"، وأكدوا أنه "بحاجة إلى رعاية وأدوية"، معربين عن قلقهم إزاء وضعه الصحي الجسدي والنفسي.
"نهج مؤسساتي"
اندلعت مواجهة بين بروكسيل وطهران منذ اعتقال الديبلوماسي الإيراني أسد الله أسدي الذي حكم عليه في بلجيكا عام 2021 بالسجن لمدة 20 عاماً بتهمة التخطيط لهجوم "الإرهابي" ضد المعارضة الإيرانية.
وجاء في بيان الخبراء "ندعو أيضا السلطات الإيرانية إلى وضع حد لنهج مؤسساتي باتّخاذ الرهائن وإلى الإفراج عن الأجانب الكثر ومزدوجي الجنسية المعتقلين تعسّفياً".
إلى ذلك، ندّد الخبراء بالإعدام "المروّع" الذي نفّذته السلطات الإيرانية الأسبوع الماضي في حق الإيراني-البريطاني علي رضا أكبري، المسؤول السابق في وزارة الدفاع الإيرانية المدان بتهمة التجسس لحساب لندن.
لكن في تطور إيجابي، أفرج الاثنين عن نوّاب إبراهيمي وهو طاه إيراني معروف بمقاطع الفيديو حول المطبخ الإيراني على إنستغرام، بعد أسبوعين تقريبًا من توقيفه، وفق "وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان" (هرانا) التي تتخذ مقرا في الولايات المتحدة.