توعدت روسيا، اليوم الجمعة، بتدمير جميع الطائرات المقاتلة التي ترسلها دول الغرب إلى أوكرانيا. وفي وقت أكدت الامم المتحدة مواصلة جهودها لتمديد اتفاق تصدير الحبوب من أوكرانيا، أعلنت المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمسؤوليته في جرائم حرب ارتُكبت في أوكرانيا منذ بداية الغزو الروسي في شباط 2022. قد ردت موسكو بأن إصدار مذكرة التوقيف بحق بوتين قرار "عديم الأهمية" و"باطل قانونيا".
وقد قالت روسيا، الجمعة، إن جميع الطائرات المقاتلة التي ترسلها دول الغرب إلى أوكرانيا ستُدمر بعدما تعهدت بولندا وسلوفاكيا العضوان بحلف شمال الأطلسي بإرسال مقاتلات ميج-29 إلى كييف.
وأرسلت الدول الأعضاء بالحلف مساعدات عسكرية إلى أوكرانيا بمليارات الدولارات منذ بدء الغزو الروسي في العام الماضي، وذلك في ظل مطالبة كييف بأسلحة تقول إنها ضرورية لصد التقدم الروسي.
واتهمت موسكو الغرب بالمشاركة مباشرة في الصراع من خلال إمداد أوكرانيا بالأسلحة وحذرت من قبل أن أسلحة الحلف ستكون أهدافا مشروعة لقواتها.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين "خلال العملية العسكرية الخاصة، ستكون كل هذه المعدات عرضة للدمار".
وأضاف "هذه الدول تتخلص من معدات قديمة غير ضرورية".
وطلبت سلوفاكيا مقاتلات إف-16 من الولايات المتحدة في 2018 لتحدث طائراتها المتقادمة من طراز ميغ-29. وتوقفت سلوفاكيا في الصيف الماضي عن العمل بأسطول طائراتها طراز ميغ-29 المؤلف من 11 طائرة.
- مذكرة توقيف بحق بوتين -
أعلنت المحكمة الجنائية الدولية الجمعة إصدار مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمسؤوليته في جرائم حرب ارتُكبت في أوكرانيا منذ بداية الغزو الروسي في شباط 2022.
وجاء في بيان أن "اليوم 17 آذار 2023، أصدرت الدائرة التمهيدية الثانية في المحكمة الجنائية الدولية مذكرات توقيف بحق شخصَين في إطار الوضع في أوكرانيا: السيد فلاديمير فلاديميروفيتش بوتين والسيدة ماريا أليكسييفنا لفوفا-بيلوفا"، وهي المفوضة الرئاسية لحقوق الطفل في روسيا.
وقد ردت موسكو على اعلان المحكمة بالتأكيد ان إصدار مذكرة التوقيف بحق بوتين قرار "عديم الأهمية" و"باطل قانونيا".
في المقابل، أشاد مسؤولون أوكرانيون كبار بالمحكمة الجنائية الدولية لإصدارها مذكرة اعتقال بحق بوتين.
وقال المدعي العام الأوكراني أندريه كوستين إن قرار المحكمة الجنائية الدولية "تاريخي بالنسبة لأوكرانيا والنظام القانوني الدولي بالكامل".
وقال أندريه يرماك، كبير موظفي الرئاسة، إن إصدار المذكرة "مجرد البداية".ط
- اتفاق تصدير الحبوب -
في غضون ذلك، قالت الأمم المتحدة إنها تواصل مساعيها بشأن الاتفاقية الدولية لتصدير الحبوب من أوكرانيا التي يبدو استمرارها بعد يوم السبت غير مؤكد بسبب الخلاف بين موسكو وكييف بشأن مدتها.
وقالت المتحدثة باسم الامم المتحدة في جنيف اليساندرا فيلوتشي خلال مؤتمر صحافي إن "الاتفاق ينص على التجديد مدة 120 يوما. المناقشات جارية ولن نطلق تكهنات".
وصرحت بأن الأمم المتحدة "ليست من بين الموقعين الثلاثة على الاتفاقية... الأطراف الثلاثة في الاتفاقية هي الدول الأعضاء (روسيا وأوكرانيا وتركيا) والأمم المتحدة شاهدة على هذا الاتفاق".
وأشارت فيلوتشي إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس يشارك في هذه المباحثات. وقالت "نحن منخرطون على جميع المستويات، نعم. تعلمون أنها مبادرة للأمين العام، لكن مسؤولين كبارا آخرين في الأمم المتحدة يشاركون أيضا. الجميع يتحرك بشأن هذه القضية المهمة".
وتصر أوكرانيا على تمديد اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود لمدة 120 يوما. وقال رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال الجمعة في اجتماع للحكومة "نصر على أن يكون اتفاق الحبوب مفتوحا ويجري تمديده تلقائيا لمدة 120 يوما. محاولات المعتدي لتقليص فترة التمديد هي تلاعب لمواصلة الابتزاز والتسبب في استفحال أزمة الغذاء العالمية. علينا منع ذلك".
وينتهي غدا السبت العمل بالاتفاق الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا في تموز لمكافحة أزمة الغذاء العالمية التي كان من أسبابها غزو روسيا لأوكرانيا في 24 شباط 2022 وحصار الموانئ الأوكرانية المطلة على البحر الأسود. وكان قد جرى تمديد العمل بالاتفاق في تشرين الثاني.
من جهته، قال الكرملين الجمعة إن روسيا ستمدد اتفاق الحبوب عبر البحر الأسود 60 يوما، مؤكدا تصريحات سابقة لوزارة الخارجية.
واجاب المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في اتصال بالصحافيين على سؤال حول موقف موسكو بالقول فقط "روسيا تجدد الاتفاق لمدة 60 يوما".
- باخموت -
على صعيد المعارك حول باخموت الشرقية، قال قائد القوات البرية الأوكرانية الجمعة إن القوات الروسية تحاول اختراق الدفاعات الأوكرانية في اتجاهات عدة في محاولة لحصار مدينة باخموت الصغيرة بالكامل.
وقال الجنرال أولكسندر سيرسكي "لا تزال باخموت بؤرة الأعمال العدوانية. المعارك من أجل المدينة مستمرة".
وأضاف "العدو يستخدم كل قواته ويحاول اختراق الدفاع في عدة اتجاهات ومحاصرة المدينة بالكامل".
ويشكل الاستيلاء على باخموت أولوية لدى روسيا في استراتيجيتها للسيطرة على منطقة دونباس الصناعية بشرق أوكرانيا.