النهار

ناشطون مناخيّون يقتحمون اجتماعات شركات كبرى احتجاجاً على بصمتها الكربونيّة
المصدر: أ ف ب
ناشطون مناخيّون يقتحمون اجتماعات شركات كبرى احتجاجاً على بصمتها الكربونيّة
نشطاء مناخيون من Just Stop Oil أوقفوا حركة المرور في وسط لندن كجزء من حملتهم التي تطالب الحكومة البريطانية بإنهاء الموافقة على استكشاف الوقود الأحفوري وتطويره وإنتاجه (16 أيار 2023، أ ف ب).
A+   A-
يقتحم ناشطون مناخيون اجتماعات أصحاب أسهم في شركات ضخمة لمهاجمتها بشأن بصمتها الكربونية، طارحين عليهم أسئلة كثيرة أو مستخدمين أساليب أكثر ابتكارًا مثل الغناء ورمي قوالب حلوى على مدراء تنفيذيين.

فالأسبوع الماضي، شهد اجتماع أصحاب الأسهم في مجموعة فولكسفاغن في برلين رمي قالب حلوى على المنصة التي كان يجلس فيها عضو مجلس الإدارة المشرف ولفغانغ بورش الذي كان يحتفل بعيد ميلاده الثمانين.

رفع ناشطون من منظمة "ساينتست ريبيليون" لافتة نددوا فيها بانبعاثات الغازات الدفيئة التي تساهم بها المركبات التي تصنّعها المجموعة. 

وقالت الناشطة مونيكا كريمر (60 عامًا)، وهي معالجة نفسية رفعت شعارات ووزعت لافتات خلال الاجتماع في برلين، "أردت الذهاب مباشرة إلى مصدر مجموعات الضغط في قطاع السيارات".

في غضون ذلك، خلعت متظاهرة قميصها في احتجاج في مصنع تابع لمجموعة فولكسفاغن في منطقة شينجيانغ الصينية التي تشهد إبادة حسبما تقول مجموعات حقوقية وواشنطن.

في باريس، وجّه ناشطون من منظمة "ساينتست ريبيليون" سيلًا من الأسئلة الثلثاء إلى مسؤولين في مصرف "بي ان بي باريبا" حول استراتيجيته المناخية، ما أثار غضب بعض أصحاب الأسهم الذين وجّهوا الشتائم للناشطين. 

لكن كبار رؤساء المصرف ردوا. وقال الرئيس التنفيذي جان-لوران بوناف "لا تقللوا من شأن الأهداف التي وضعناها".

- "منع الغسل الأخضر" -
في وقت سابق هذا الشهر في لندن، قاطع ناشطون مناخيون اجتماعًا لمسؤولين في مصرف "إتش إس بي سي" مرات عدة، وطالب بعضهم المصرف بالتوقّف عن الاستثمار في شركات الوقود الأحفوري فيما اتهم آخرون المصرف بالكذب. طلب المسؤولون إثر ذلك إخراج الناشطين.

قبل أيام من ذلك، قاطعت مجموعة ناشطين اجتماعًا لمصرف "باركليز"، وغنّوا أغنية لفرقة "سبايس غيرلز" غيّروا فيها كلمات قالوا بدلًا منها "أوقفوا تمويل الوقود الأحفوري وأوقفوا هذا الجنون".

وقالت منظمة الحملات في مجموعة "فريندز اوف ارث" البيئية لوريت فيليبو لوكالة فرانس برس إن اجتماعات أصحاب الأسهم هي المكان الذي تناقش فيه الشركات أداءها وتقدم تعهدات جديدة.

وأضافت "لذلك فإن دورنا كقوة مضادة هو قول الحقيقة بشأن ما تفعله هذه الشركات ومنع هذا العرض السنوي للغسل الأخضر" أي التعهدات المضللة المتعلقة بالمناخ والتي تقدمها الشركات.

ولفتت إلى أن هذه الاجتماعات تدفع الشركات نحو زيادة طموحاتها المناخية.

- اجتماعات عبر الفيديو -
لكن حضور ناشطين في اجتماعات لأصحاب أسهم ليس بظاهرة جديدة. ففي العام 2018، اقتحم أعضاء من منظمة "غرينبيس" اجتماعًا للمجموعة الفرنسية العملاقة للطاقة "توتال إنرجي"، وبعضهم حمل لافتات كُتب عليها "تخلّصوا من النفط".

غير أن "مسألة المناخ تتفاقم بطريقة راديكالية إلى حد ما (...) مع مزيد من المواجهات التي تصبح عنيفة أحيانًا"، بحسب بينيديكت أوتفور وهي مؤسسة مشاركة لشركة "سكالنز" المالية التي تقدّم خدمات لشركات مدرجة. 

في الولايات المتحدة، تجنبت بعض الشركات المواجهة بحيث تواصل عقد اجتماعاتها عبر الفيديو، مثل عملاقَي النفط "إكسونموبيل" و"تشيفرون" ومجموعة "جي بي مورغان تشيس" المصرفية.

يُنظر إلى ذلك "كخطوة إلى الوراء، في عالم لا تخضع فيه مجالس الإدارة للمساءلة إلّا بشكل ضئيل"، بحسب أندرو لوغان، وهو كبير المدراء في قسم النفط والغاز في منظمة "سيريس" غير الربحية التي تعمل من أجل تطبيق سياسات استدامة من خلال أسواق رأس المال.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium