النهار

المعارضة التركيّة تطلق هجوماً جديداً لهزيمة إردوغان في الانتخابات... كيليتشدار أوغلو: "أنا هنا"
المصدر: أ ف ب
المعارضة التركيّة تطلق هجوماً جديداً لهزيمة إردوغان في الانتخابات... كيليتشدار أوغلو: "أنا هنا"
كيليتشدار أوغلو (في الوسط) مغادرا بعد مؤتمر صحافي في أنقرة (15 أيار 2023، أ ف ب).
A+   A-
حاولت المعارضة التركية، الأربعاء، التعافي من أداء انتخابي مخيّب للآمال، وأطلقت هجوما جديدا لهزيمة الرئيس رجب طيب إردوغان في الدورة الثانية المقررة في 28 أيار.

اجتمع الزعيم العلماني كمال كيليتشدار أوغلو مع خمسة آخرين من قادة تحالفه الأربعاء من أجل التخطيط لاستراتيجية أقوى لوضع حد لهيمنة إردوغان المستمرة منذ عقدين.

وذكرت تقارير إعلامية أنه أقال فريق العلاقات العامة التابع له ويخطط لتعيين رئيس بلدية اسطنبول أكرم إمام أوغلو المعروف بشخصيته الانفعالية وعلاقته المتوترة مع إردوغان قائدا لحملته.

ويشكّل تسليم زمام الحملة إلى إمام أوغلو وواضعة استراتيجيات رئيس البلدية جنان قافتنجي أوغلو تحوّلا بالنسبة لزعيم المعارضة التركية.

وحاول الموظف السابق البالغ من العمر 74 عاما تنظيم حملة انتخابية شاملة للجميع خاطبت الناخبين عبر مقاطع فيديو سجّلها من مطبخه بينما تجاهل انتقادات إردوغان الشخصية بحقه.

ونجح هذا النهج إلى حد ما فحرمت المعارضة إردوغان من فرصة تحقيق الفوز من الجولة الأولى للمرة الأولى وجمعت أصواتا يتجاوز ما جمعته في أي مرحلة خلال فترة حكمه. 

لكن نسبة 44,9 في المئة التي حصل عليها كيليتشدار أوغلو ما زالت أقل من تلك التي حصل عليها إردوغان وبلغت 49,5 في المئة.

وأظهرت استطلاعات قبل الانتخابات تقدّم كيليتشدار أوغلو وحتى احتمال فوزه مباشرة الأحد الماضي.

وبدأت معركة كيليتشدار أوغلو المضادة بفيديو الثلثاء حدق خلاله مباشرة في الكاميرا وضرب بيده على طاولته مرّات عدة قبل أن يضرب على صدره قائلا بصوت مرتفع "أنا هنا! أنا هنا!".

- "أوجه قصور" -
وأما إردوغان فبدا أكثر ارتياحا بكثير لدى تقييم ادائه عبر برنامج تلفزيوني بُثّ في وقت متأخر الثلثاء.

وأقر الرئيس البالغ 69 عاما بأن حزبه الإسلامي خسر بضعة مقاعد في البرلمان وشهد "أوجه قصور طفيفة".  

وأظهرت نتائج أولية أن حصة تحالفه المحافظ تراجعت من 333 إلى 322 في البرلمان الذي يضم 600 مقعد.

وقال إردوغان في مقابلة "للأسف، تعرّض حزبي لبعض التراجعات. هناك أوجه قصور طفيفة".

وتابع "علينا القيام باستعداداتنا للتخلص منها. سنجري حساباتنا الداخلية ونتّخذ الخطوات اللازمة".

ونادرا ما يصدر إقرار من هذا النوع عن الرئيس التركي الذي قضى  فترة في الحكم تعد الأطول لأي زعيم في تركيا.

لكنه تبنى لهجة مدروسة مناسبة لرئيس حالي سيدخل الدورة الثانية بفارق كبير عن خصمه.

ونال باقي الأصوات قومي متشدد لا يعرف عنه الكثير تربطه قواسم مشتركة بإردوغان اليميني أكثر من العلماني كيليتشدار أوغلو.

وذكر إردوغان أنه سيزور مناطق في جنوب شرق البلاد نهاية الأسبوع ضربها زلزال شباط المدمّر الذي أودى بأكثر من 50 ألف شخص.

وحافظ الرئيس على الدعم القوي الذي يحظى به في المنطقة رغم الغضب الذي عبّر عنه في البداية حيال تأخر عمليات البحث والإنقاذ الحكومية.

وأضاف إردوغان بأن فريقه سيلتقي الناخبين الشباب في اسطنبول وأنقرة في محاولة للفوز في أهم مدينتين في تركيا حيث هزم إمام أوغلو ومنصور يافاش حلفاء إردوغان في انتخابات 2019 البلدية.

- "صدقية" -
تترافق المرحلة الثانية للحملة مع اضطرابات في الأسواق التركية هبطت الليرة التركية على اثرها إلى مستويات تاريخية أمام الدولار.

وبدأ المستثمرون أخذ فوز إردوغان في عين الاعتبار والاستمرارية طويلة الأمد لسياساته الاقتصادية غير التقليدية.

وتنبع كلفة تأمين التعرّض للديون التركية من المخاوف المرتبطة بإمكانية مواجهة قطاع البلاد المصرفي الذي كان مزدهرا في الماضي صعوبات كبيرة.

وشكّل قرار إردوغان إجبار المصرف المركزي التركي على مكافحة التضخم المرتفع لمستويات تاريخية عبر معدلات فائدة أكثر انخفاضا ضغوطا غير مسبوقة على الليرة.

ويعتقد محللون بأن إردوغان حاول دعم الليرة قبيل الانتخابات عبر تدخلات غير مباشرة في السوق انعكست سلبا على احتياطيات العملة الصعبة.

أدخلت حكومته أيضا قواعد توجب على المصارف شراء المزيد من الليرات باستخدام عملاتها الأجنبية.

وحذّر بعض المحللين من أن تركيا قد تضطر لفرض ضوابط على رأس المال ما لم يغيّر إردوغان سياسته بعد أن تعهّد بإبقاء معدلات الفائدة منخفضة طالما أنه في المنصب.

وذكرت وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني أن "تركيزنا بعد الانتخابات سيكون على مسألة إن كانت السياسات المالية والنقدية ستصبح أكثر صدقية وثباتا".
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium